حكم التنفس في الإناء
جاءت الأحكام الشرعية في الإسلام؛ لمراعاة مصالح المسلم سواء ما حرّمه الله أو ما أوجبه عليهم، ومن أهم الأحكام التي يجب على المسلم معرفتها حكم التنفس في الإناء إضافةً إلى سبل شكر الله تعالى على نعمتي الطعام والشراب.
حكم التنفس في الإناء
إن حكم التنفس في الإناء منهي عنه في الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي الأدلة التي تؤيد ذلك سواء للمتنفس داخل الإناء أم النافخ فيه:
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “إذا شَرِبَ أحَدُكُم فلا يتَنَفَّسْ في الإناءِ ، فإذا أراد أنْ يَعودَ فلْيُنَحِّ الإناءَ، ثُمَّ لْيَعُدْ إنْ كان يُرِيدُه” (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 624 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) وفي هذا الحديث نهي للشارب أن يتنفس في الإناء الذي يشرب منه، سواء انفرد بالشرب من هذا الإناء، أو شاركه فيه غيره، وهذا من مكارم الأخلاق التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته؛ لتترقى في مدارج الكمال الإنساني.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 1977 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) أي في الإناء الذي يشرب منه، والإناء يشمل إناء الطعام والشراب، فلا ينفخ في الإناء ليذهب ما في الماء من قذارة ونحوها، فإنه لا يخلو النفخ غالباً من لعاب يستقذر منه، وكذا لا ينفخ في الإناء لتبريد الطعام الحار، بل يصبر إلى أن يبرد، ولا يأكله حاراً، فإن البركة تذهب منه، وهو شراب أهل النار.
اقرأ أيضًا: هل البلغم يفطر
حكم النفخ في الطعام والشراب
لقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يكره النفخ في الطعام، وبشربه، وأما سبب هذا النهي صلى الله عليه وسلم، أوصل أمته إلى شرف الأخلاق وفضائل العادات أما إذا أكل وحده، أو مع أهله، أو علم أنه لا يفقد مما يأكل، فلا حرج في ذلك.
والأفضل أن يعمم المنع، لأنه لا يؤمن بتفضيل فضل، أو إهدارها على السفينة أو شيء من هذا القبيل، فقد قال الإمام ابن العربي: قال علماؤنا: حسن الأخلاق، ولكن يحرم على الرجل أن يعطي أخاه ما يحتقره، إذا فعل في الخفاء، ثم جاءه من غيره، فليعلم، وإن لم يعرفه فهو غش والغش محرم.
قال الإمام القرطبي: معنى النهي عن التنفس في الإناء حتى لا يتسخ بالبزاقات، أو الرائحة الكريهة المصاحبة للماء، والنفخ في الطعام الحار يدل على التساقط في الشراهة وقلة الصبر وقلة النعاس؛ لأنها إهانة للطعام الذي يخرج من اللعاب، وبالتالي فهي مكروهة، وإذا أكل وحده، وسواء كان في يده أو في وعاء.
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن العلة في النهي عن النفخ في الطعام والشراب أن هذا للتأدب وإرادة المبالغة في النظافة، إذ قد يخرج مع النَّفَس بصاق أو مخاط أو بخار رديء فيُكسبه رائحة كريهة، فيتقذر بها هو أو غيره عن شربه، وأشارت إلى أن الحنفية ذهبوا إلى عدم كراهة النفخ في الطعام إلا إذا كان له صوت مثل “أف”، بينما ذهب المالكية إلى أنه لا بأس بالنفخ في الطعام إذا كان الآكل أو الشارب منفردًا، ورأى الحنابلة عدم كراهة النفخ في الطعام إذا كان حارًّا وكانت هناك حاجة إليه قبل أن يبرد.
اقرأ أيضًا: هل الاستفراغ يفطر
شكر الله تعالى على نعمة الطعام والشراب
شرع الإسلام الدعاء قبل وبعد الأكل ليشعر الإنسان بنعمة الله تعالى على الإنسان كإمداده بالطعام والشراب الذي في يديه دون إجهاد أو ضغط فيه، ولهذا السبب لا بد من الشكر والثناء ويكون ذلك:
- حمد الله وشكره بعد تناول الطعام والشراب بقول: الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا من غير حول منا ولا قوة، وقول:الحمد لله عقب تمام كل نعمة.
- سجود الشكر لله تعالى فور حصول النعمة أو دفع البلاء؛ وتكون سجدة من غير صلاة، ولا يشترط فيها الوضوء أو التوجه إلى القبلة أو الطهارة؛ فيسجد المسلم على الحال الذي هو عليه فور حدوث أو سماع ما يتمنى.
- استخدام هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى، وفي تحقيق العدل ودفع الظلم، وتجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي؛ فشكر القلب بالاعتراف بأن الله هو صاحب الفضل بالنعم.
- التحدث بنعم الله على عبده صورة من صور النعم دون مبالغة أو جرح لمشاعر الاخرين، وفي حال أمن الحسد والعين، كذلك استخدام هذه النعم فتظهر على الإنسان في مطعمه وملبسه ومسكنه وسائر شؤون حياته العامة والخاصة دون إسراف أو تقتير.
- شكر عباد الله الذين جعلهم الله سببا في مساعدتك؛ فمن عجز عن شكر الناس فهو عن شكر الله أعجز.
- دفع صدقة للفقراء والمحتاجين قربة لله الذي أعطاك ووهبك هذه النعم.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن شكر النعم