الجلسة بين السجدتين ركن ام واجب

سؤال الجلسة بين السجدتين ركن ام واجب من الأسئلة المتداولة بين المسلمين خصوصًا وأن الصلاة من العبادات التي يؤديها العبد خمس مرات في اليوم؛ لذلك يجب عليه أن يتعرف على جميع أركانها وواجباتها بشكل دقيق حتى يُتم العبد صلاته على أكمل وجه.

الجلسة بين السجدتين ركن ام واجب

الجلسة بين السجدتين ركن ام واجب

الجلوس بين السجدتين ركن من أركان الصلاة؛ والدليل على ذلك حديث المسيء صلاته، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “إنّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَالِسٌ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقالَ: وعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَقالَ في الثَّانِيَةِ، أوْ في الَّتي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فأسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا وقالَ أبو أُسَامَةَ، في الأخِيرِ: حتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1890 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما ))

وبناء على ذلك؛ فإن الجلوس بين السجدتين ركن، حيث أنه تبطل الصلاة بتركه، كما لا يشمله الأمر بمتابعة الإمام، وقد كان في معنى كلام الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم؛ إن متابع الإمام محلها الوجوب في الأفعال الظاهرة، وأكمل حتى قال: ووجوب المتابعة ليس شيئًا منها شرطاً في صحة القدوة إلا تكبيرة الإحرام، فلا تصح صلاة المأموم إن ترك الجلوس بين السجدتين حتى إن تابع فيها الإمام.

وسُميّت الجلسة بين السجدتين بجلسة الاستراحة والأصل في أدائها أن يعتدل المصلي ويطمئن في الجلوس، وقد أشار بعض أهل العلم إلى بطلان الصلاة في حال لم يتحقق شرطي الاعتدال والاطمئنان في الجلوس بين السجدتين، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: كيفية صلاة السجدة

كيفية الجلوس بين السجدتين

الجلسة بين السجدتين

تتمثل كيفية الجلوس بين السجدتين أن يفرش المصلي رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب الرجل اليمنى ويثني أصابعها باتجاه القبلة وهو القول الراجح والله أعلم، وقد قال ابن القيم: ” ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الموقع جلسة غير هذه ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، فإن الجلسة بين السجدتين، والطمأنينة لها واجبان وهما ركنان من أركان الصلاة، وهذا ما صرح به الحنابلة.

اقرأ أيضا: فضل تعليم الصلاة للاطفال

الطمأنينة بين السجدتين

على المسلم عند الجلوس بين السجدتين أن يطمئن فيه، وحد الطمأنينة أن يسكن المصلي في جلسته أدنى سكون معتبر، وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له : “ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا”، فبان أن المطلوب من الجلوس بين السجدتين؛ أن يعتدل فيها، ويطمئن وأن يسكن في اعتداله أيضًا. فإن لم يعتدل الاعتدال الواجب، وبقي إلى السجود أقرب منه إلى الجلوس، فقد صرح العلماء ببطلان صلاته، وقد قال الرملي رحمه الله تعالى: ” مَتَى انْحَنَى حَتَّى خَرَجَ مِنْ حَدِّ الْقِيَامِ عَامِدًا عَالِمًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَلَوْ لَمْ يَصِلْ إلَى حَدِّ الرُّكُوعِ لِتَلَاعُبِهِ وَمِثْلُهُ يُقَالُ فِي السُّجُودِ “. والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: اذكار الصلاة مكتوبة كاملة

حكم الدعاء بين السجدتين

دعاء-بين-السجدتين

الدعاء بين السجدتين من السنن التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت في ذلك عدة أحاديث نبوية شريفة، منها ما ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: ”اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني واجبُرني واهدِني وارزُقني”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 245 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] ))

وقد اختلف العلماء في حكم هذا الدعاء، فذهب الجمهور إلى أنه مستحب وليس من واجبات الصلاة، وذهب الحنابلة إلى أن الدعاء هذا واجب بسبب مواظبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء بين السجدتين؛ ولأن أفعال الصلاة كلها لا تخلو من ذكر الله، وسائر الأذكار واجبة، فكان حكم الذكر بين السجدتين مثل حكمها، وأن الواجب منه قول: “رب اغفر لي” مرة واحدة، ثم أن الزيادة مستحبة. وما ذهب له الجمهور من الاستحباب قوي؛ بسبب عدم وجود دليل صريح على الوجوب، وهذا اختيار بعض الحنابلة أيضاً. ثم قال الحافظ ابن رجب : “وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في الركوع والسجود، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً، ويسجد لسهوه”.

اقرأ أيضًا: دعاء سجود التلاوة الصحيح كامل

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *