مقاصد سورة الضحى

سورة الضحى من السور التي نزلت على النبي محمد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، بعد سورة الفجر، تقع في القرآن الكريم في الجزء الثلاثين، وتُعدّ السورة الثالثة والتسعون، وهي من قصار المُفصّل، عدد آياتها إحدى عشرة آية، وتتعدد مقاصد سورة الضحى وما تحتوي عليه من لطائف وهدايات قرآنية.

مقاصد سورة الضحى

تتمثل مقاصد سورة الضحى الإجمالية في التأكيد على أن الله خلق الإنسان ليعطيه ويواصل ترقيته وتكريمه حتى يرضيه، لا ليتركه. فلا يتعجل الإنسان عطاء ربه فإن لم يرض في الدنيا فسيرضى في خير من الدنيا وهي الآخرة. بدليل أن الله آواه وهداه وأغناه في الدنيا. ولكي يحافظ على عطاء ربه له، فلا يقهر اليتيم ولا يرد السائل وبإعلان نعمة ربه وبذلها لمن يحتاجها.

جاءت مقاصد سورة الضحى التفصيلية كالتالي:

  • إبطال ما يزعُم المشركين على النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ الله قد قطع الوحي عنه.
  • التأكيد على أنّ الضيق لا يبقى، ولا بدّ أن يتبعه الفرج، وأنّ الله يرحم عباده مهما طالت مدة العناء والضيق، والعلم أنّ ما من عبدٍ يُبتلى إلّا وفرّج الله عنه، والقدوة في ذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي ابتُلي بعدّة ابتلاءاتٍ؛ كالفقر، واليُتم، وعلى العبد أن يتذكّر نعم الله عليه وقت ابتلائه، ولا يُنكر فضل الله عليه، ورحمته به.
  • نزول السورة في بداية الدعوة الإسلامية، حين عانى المسلمون أشدّ أنواع العذاب النفسي والجسدي، فكانت السورة بمثابة الدعم للمسلمين؛ ليثبتوا على دينهم.
  • بيان أنّ الدار الآخرة خيرٌ من الدار الدنيا، وبِشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- بالعطاء الذي يُرضيه من الله؛ لإغاظة المشركين.
  • إعلاء منزلة النبي -عليه السلام- بالكرامات التي مُنحت له، من الشفاعة، وانتشار رسالته، والتمكين له.
  • بيّن الله -تعالى- لُطفه وعنايته بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنّ على العبد مقابل ذلك شكر الله، والثناء عليه، ونفع الغير بما أنعم الله.
  • ذكّر الله -سبحانه- نبيّه بحاله وهو صغيرٌ؛ من اليُتْم، والفقر، والضياع، وذكّره بأنّه أغناه وأحاطه بالعناية والحماية.
  • تعميق قيم التكافل الاجتماعي بين المسلمين؛ وذلك من خلال العطف على اليتيم، من جميع نواحي الحياة الاجتماعية، والعلمية، والاقتصادية.
  • التأكيد على أهمية التعامل الحسن مع الآخرين، بالتشجيع، والتحفيز، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم.

اقرأ أيضا: مقاصد سورة البروج

لطائف سورة الضحى

 سورة الضحى

تُعد سورة الضّحى لمسة حانية على القلوب البائسة، وعلى النّفوس الحائرة، وتعدّ دفقة أمل بأنّ رعاية الله وعونه لا يتخليان عن عباده المؤمنين، فسورة الضّحى تعدّ البلسم الشّافي للنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- بعد انقطاع الوحي عنه لأيام عدّة، وهي من السّور التي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والأحكام الجليلة.

ومن أبرز اللمسات البيانية في سورة الضحى قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}،

إنّ هذا التّرتيب الإلهي لهذه الآيات هو التّرتيب الأمثل والطّبيعيّ، وذلك لأنّ الإنسان إلى ما قبل سنّ البلوغ يسمّى يتيمًا، إذا فقد أحد والديه أو كلاهما، فاليتم إلى ما قبل سنّ البلوغ، وبعد ذلك ينتقل إلى سنّ التّكليف، وفي هذا السنّ تنتفي عنه صفة اليتم، ويصبح في سنّ التّكليف الشّرعيّ، فأصبح واجبًا عليه أن يميّز بين الحلال والحرام وأن يتعرّف طريق الهداية، ليتعلّم كيف يسير في هذه الحياة ضمن الضّوابط الشّرعيّة، وليتوصّل بعد ذلك إلى الكسب الحلال، قبل أن يكون فقيرًا أو غنيّا.

وبعد ذلك تأتي العيلة بعد سنّ البلوغ، فالنّبيّ –صلى الله عليه وسلّم- كان فقيرًا معدمًا فأغناه الله تعالى، وكفاه حاجة الغير بزواجه من السّيّدة خديجة –رضي الله عنها- فالإنسان سواء فقيرًا أو غنيًّا لا بدّ وأن يسير ضمن النّهج الإلهيّ.

يُعتبر ترتيب الآيات الثّلاث السّابقة هو التّسلسل الطّبيعيّ في هذه الحياة، المرحلة الأولى مرحلة اليتم لمن فقد والديه أو أحدهما، ثمّ المرحلة الثّانية بعد سنّ البلوغ الهداية، ثمّ المرحلة الثّالثة الفقير والغنيّ يجب أن يسيرا في طريق الهداية.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الضحى

مناسبة سورة الضحى لما قبلها

سورة الضحى

سورة الضحى‏ مُتصلة بسورة الليل من وجهين فإنَّ فيها {وإِنَّ لنا للآخرةُ والأُولى} وفي الضحى: {وللآخرةُ خيرٌ لكَ مِنَ الأُولى} وفي الليل {ولسوفَ يَرضى}‏ وفي الضحى {ولسوفَ يُعطيكَ ربُكَ فترضى} ولمّا كانت سورة الضحى نازلةً في شأنِه صلّى الله عليه وسلّم افتُتحت بالضحى الذي هو نورٌ، ولما كانت سورة الليل سورة أبي بكر يعني‏:‏ أنه كان يعتق أناسًا ضعفاء يريد ما عند الله، وكانت سورة الضحى سورة محمد عقب بها ولم يجعل بينهما واسطة ليعلم ألا واسطة بين محمد وأبي بكر الصديق.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الضحى

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *