أحاديث عن مصافحة النساء

المصافحة من السلوكيات والتقاليد المستحسنة. وقد أكد عليها الإسلام، فرغم انتشارها بين الناس قبل الإسلام إلا أن الإسلام أمضاها سلوكًا وتقليدًا حسنًا، وقد تكون المصافحة طرفين من جنس واحد كالمصافحة بين رجلين أو بين امرأتين، أو بين طرفين من جنسين مختلفين أي مصافحة الرجل للمرأة، وقد اشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن مصافحة النساء وأحكامها.

أحاديث عن مصافحة النساء

مصافحة النساء

يحرم في الشريعة الإسلامية مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية، وقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية لعدة أحاديث:

عن أميمة بنت رقيقة قالت: بايَعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في نِسوةٍ ، فقالَ لَنا : فيما استطعتُنَّ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أرحَمُ بنا منَّا بأنفُسِنا فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ بايِعْنا – قالَ سفيانُ تعني صافِحْنا – فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّما قولي لِمائةِ امرأةٍ كقَولي لامرَأةٍ واحِدةٍ. (( الراوي : أميمة بنت رقيقة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1597 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء، ونهى عن مصافحة الرجال للنساء الأجنبيات، وهن غير محارم الرجل، وفي هذا الحديث تقول أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها: “أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة من الأنصار نبايعه، فقلنا: يا رسول الله، نبايعك على: ألا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا”، أي: بكذب يختلقونه من عند أنفسهن، “ولا نعصيك في معروف”، أي: ولا يخالفن في أمر لم ينه الشرع عنه، فقال لهن النبي صلى الله عليه وسلم: “فيما استطعتن وأطقتن”، أي: أبايعكن على ما قدرتن عليه وهذا من الشفقة والرحمة بهن منه صلى الله عليه وسلم، قالت أميمة رضي الله عنها: “قلنا: الله ورسوله أرحم بنا”، وهذا بيان لرفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته بهن، “هلم نبايعك، يا رسول الله”، أي: يطالبنه أن يبايعنه بمثل مبايعة الرجال له صلى الله عليه وسلم، وهي المصافحة بالأيدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لا أصافح النساء”، أي: لا أمس أيديهن، “إنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة- أو مثل قولي لامرأة واحدة-“، بيان منه صلى الله عليه وسلم أن القول والمشافهة للنساء في البيعة كافية ومقصورة على ذلك فقط.  وفي الحديث: بيان ما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم من الشفقة والرحمة بأمته. وفيه: أن الرجال لا يصافحون النساء الأجنبيات بالأيدي .

عن عائشة أم المؤمنين قالت: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَمْتَحِنُ مَن هَاجَرَ إلَيْهِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ بهذِه الآيَةِ بقَوْلِ اللَّهِ: {يَا أيُّها النبيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إلى قَوْلِهِ {غَفُورٌ رَحِيمٌ}، قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فمَن أقَرَّ بهذا الشَّرْطِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ، قالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ بَايَعْتُكِ كَلَامًا، ولَا واللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ في المُبَايَعَةِ، ما يُبَايِعُهُنَّ إلَّا بقَوْلِهِ: قدْ بَايَعْتُكِ علَى ذَلِكِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4891 | خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] ))

في الحديث: بيان كيفية مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء وأنه لم يمس أيديهن، وهذا هدي نبوي ينبغي اتباعه في كل الأمور المهمة التي يكون فيها للنساء رأي أو اختيار. وفيه: إرشاد الرجال إلى عدم مس النساء الأجنبيات.

قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لها. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 226 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

لقد حمت الشريعة الإسلامية الفضائل، وحثت عليها، وحاربت كل صور الفساد وأسبابه، وما يضر المجتمع، ويؤدي إلى انحلاله. وفي هذا الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد”، بمعنى: لأن يضرب الرجل في رأسه بشيء مما يخاط به من الإبرة ونحوها، المصنوعة من الحديد، وخص المخيط بالذكر؛ لأنه أصلب وأصعب من غيره، وأشد وأقوى في الإيلام، “خير من أن يمس امرأة لا تحل له”، أي: فذلك الضرب في الرأس أفضل للرجل من أن يلمس امرأة أجنبية عنه بغير وجه حق. وإذا كان هذا في مجرد المس، فما بالك بما فوقه من نحو قبلة ومباشرة، أو وقوع في الفاحشة؟! فهو أشد حرمة. وفي الحديث: تحذير شديد من الوقوع في الحرام مع النساء الأجنبيات. وفيه: سد الذرائع المؤدية إلى فساد الأخلاق مع النساء؛ حفظا للأعراض.

اقرأ أيضًا: من هم القواعد من النساء

أحاديث عن مصافحة النساء

دلت الأحاديث السابقة على تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية، أما فيما يتعلق بحكم مصافحة النساء بعضهن البعض، فهي مستحبة بدليل قوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما من مُسلمَينِ يلتقيانِ فيتصافحانِ إلا غُفر لهما قبل أن يفترِقا. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5212 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

وعن قتادةَ بنِ دعامة: قُلْتُ لأنسِ بنِ مالكٍ: أكانتِ المُصافَحةُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: نَعم. (( الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 492 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))

إنَّ المؤمنَ إذا لقي المؤمنَ فسلَّم عليه، وأخذ بيدِه فصافحَه؛ تناثرت خطاياهما كما يتناثرُ ورقُ الشجرِ. (( الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 2720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضًا: حديث استوصوا بالنساء خيرا

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *