أحاديث عن شدة الحر

إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة لنا، فمن الواجب علينا عندما نرى شدة الحر أن نتذكر حرارة جهنم التي لو أُخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لناموا فيها ألفي عام ورأوها بردًا وسلامًا مقارنة بنار الآخرة، وقد تضمنت السنة النبوية عدة أحاديث عن شدة الحر في الدنيا.

أحاديث عن شدة الحر

أحاديث عن شدة الحر

عن أبي ذر الغفاري قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ فَقالَ: أبْرِدْ ثُمَّ قالَ: أبْرِدْ حتَّى فَاءَ الفَيْءُ، يَعْنِي لِلتُّلُولِ ثُمَّ قالَ: أبْرِدُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3258 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

تكثر مظاهر السماحة والسهولة في الشريعة الإسلامية، ومن ذلك التيسير أن جعل لكل صلاة وقتا ممتدا تصلى فيه؛ دفعا للحرج والمشقة.وفي هذا الحديث يخبر أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر الإقامة حتى يبرد الجو وتنزل حرارته، فجلس، ثم أراد أن يؤذن بعد مدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أبرد. حتى رأوا فيء التلول، أي: ظهر ظل التلال العالية؛ نتيجة للتأخير، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن شدة الحر من فيح جهنم -أي: من حرها وفورانها-، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. والإبراد بالظهر هو تأخير الخروج إلى صلاتها حتى يبرد الجو وتنكسر حرارة الشمس التي تكون في بداية وقت الظهيرة.

عن أنس بن مالك قال: كُنَّا نُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شِدَّةِ الحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الأرْضِ، بَسَطَ ثَوْبَهُ، فَسَجَدَ عليه. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 620 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

حرص الإسلام على أن تكون الصلاة كاملة الخشوع والخضوع، بعيدة عما يلهي ويشغل عنها. وفي هذا الحديث يخبر أنس رضي الله عنه أنهم كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، ويقتضي هذا أن الصلاة هي الظهر؛ حيث إن وقتها يصادف الحر الشديد، فإذا لم يستطع أحدهم عند سجوده أن يمكن وجهه من الأرض من شدة الحر، بسط ثوبه المنفصل عنه أو المتصل به فسجد عليه؛ وذلك لأن السجود على الحصى الشديد حره يؤذي ويمنع من كمال الخشوع، وهو مقصود الصلاة الأعظم، وصنيعهم هذا لإزالة التشويش العارض من حرارة الأرض. وفي الحديث: إزالة كل ما يشغل المصلي ويحول بينه وبين الخشوع في الصلاة كما أن فيه إشارة إلى أن مباشرة الأرض عند السجود هي الأصل؛ لأنه علق بسط الثوب بعدم الاستطاعة، إضافةً إلى أن الحركة اليسيرة في الصلاة معفو عنها.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن نار جهنم

عن أبي هريرة أن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال: إنَّ جَهنَّمَ استأذَنتْ ربَّها، فنَفَّسَها في كُلِّ عامٍ مرَّتَيْنِ، فشِدَّةُ الحَرِّ مِن حَرِّ جَهنَّمَ، وشِدَّةُ القُرِّ مِن زَمْهَريرِها. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 9125 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))

عن أبي مسعود أنَّهُ رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي الظُّهرَ حينَ تزيغُ الشَّمسُ وربَّما أخَّرَها في شدَّةِ الحرِّ. (( الراوي : أبو مسعود | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار، الصفحة أو الرقم: 3/459 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

عن أبي سعيد الخدري أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال: أَبْرِدُوا بالظُّهْرِ؛ فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 538 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن جابر بن عبد الله قال: كُنْتُ أُصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظُّهرَ، فآخُذُ قَبضةً من حَصًى في كَفِّي لِتَبرُدَ، حتى أسجُدَ عليه من شِدَّةِ الحَرِّ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 14507 | خلاصة حكم المحدث : حسن  ))

كان النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في يومٍ صائفٍ يَصُبّ على رأسهِ الماءَ من شدّةِ الحرِّ والعطَشِ وهو صائمٌ. (( الراوي : من رأى النبي | المحدث : النووي | المصدر : المجموع، الصفحة أو الرقم: 6/347 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن أبي الدرداء قال: لقَدْ رَأَيْتُنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ في يَومٍ شَدِيدِ الحَرِّ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1122 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

يشيع بين الناس بعض الأحاديث الضعيفة عن شدة الحر ومن أشهر هذه الأحاديث: إذا كان يومٌ حارٌ فقال الرجلُ لا إلهَ إلا اللهُ ما أشدَّ حرَّ هذا اليومِ اللهمَّ أجرني مِنْ حرِّ جهنمَ قال اللهُ عز وجل لجهنمَ إنَّ عبدًا مِنْ عبادِي استجارَني مِنْ حرِّكِ وإني أشهدُكِ أني قدْ أجرتُهُ وإذا كان يومٌ شديدُ البردِ فقال لا إلهَ إلا اللهُ ما أشدَّ بردَ هذا اليومِ اللهُمَّ أجرْني مِنْ زمهريرِ جهنمَ قال اللهُ عز وجل لجهنمَ إنَّ عبدًا مِنْ عبيدِي استجارَني مِنْ زمهريرِكِ وإني أُشهدُكِ أني قدْ أجرتُهُ قالوا وما زمهريرُ جهنمَ قال بيتٌ يُلقى فيهِ الكافرُ فيَتميزُ مِنْ شدةِ بردِها بعضُهُ مِنْ بعضٍ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : محمد بن محمد الغزي | المصدر : إتقان ما يحسن، الصفحة أو الرقم: 2/689 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))

اقرأ أيضًا: كيف تصلي صلاة الخسوف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version