الكثافة السكانية في المدن الساحلية


لماذا ترتفع الكثافة السكانية في المدن الساحلية أكثر من غيرها! سؤال مثير للحيرة والاستغراب للوهلة الأولى، وقد تزداد الحيرة عند الوقوف على الإحصائيات العالمية للسكان التي أظهرت تجمهر السكان في تلك المناطق أكثر من غيرها تحت تأثير عدة عوامل مختلفة.

الكثافة السكانية

يشير مصطلح الكثافة السكانية إلى ذلك المقياس النسبي المستخدم في إيجاد معدلات تواجد السكان في رقعة معينة،  عند الحديث عن الكثافة السكانية لدولةٍ ما؛ فإن ذلك يستدل به إلى مقارنة عدد السكان مع المساحة الإجمالية، كما يؤخذ بعين الاعتبار عدد المدن المأهولة بالسكان والتعرف عليها من خلال توزيع عدد السكان فوق كل كم².

اقرأ ايضًا: معلومات عن عين السخنة في مصر

لماذا ترتفع الكثافة السكانية في المدن الساحلية

ترتفع الكثافة السكلنية في المدن الساحلية نتيجة اعتدال المناخ وانخفاض أراضيها، إضافة إلى وفرة الموارد الغذائية هناك، مما يزيد من فرص العمل المستحدثة في المنطقة.

الكثافة السكانية في المدن الساحلية

يستوطن في المناطق الساحلية أعدادًا غفيرة من السكان، إذ تستحوذ تلك المناطق على كثافة سكانية تقدر بنحو ٨٠ نسمة لكل كيلو متر مربع، ويساوي ذلك عددا مضاعفًا للكثافة السكانية المتوزعة حول العالم، يشار إلى أن المناطق الشمالية من قارة أفريقيا تستضيف نحو ٥٠٪ من إجمالي السكان، وتحديدًا بنغلاديش الكائنة فوق المناطق الساحلية، كذلك الأمر بالنسبة لمناطق دلتا النيل المكتظة بالسكان؛ إذ تشكل الكثافة السكانية هناك نحو ٥٠٠ نسمة لكل ١٠٠ كم².

آثار ارتفاع الكثافة السكانية في المدن الساحلية

يترتب على ارتفاع الكثافة السكانية في المدن الساحلية العديد من الآثار الإيجابية والسلبية على حد سواء، إذأنه بالرغم من ازدياد نسبة الخطورك التي تهدد حياة الأحياء البحرية والثروة البحرية؛ إلا أن هناك فرص أعظم لازدياد الاستثمار الحكومي في المناطق الساحلية المأهولة، إضافة إلى تعزيز المنطقة ببنية تحتية مثالية منها الصرف الصحي ومعالجته بأفضل الطرق، وبالتالي الحد من التلوث البيئي.

العوامل المؤثرة في توزيع السكان

يتأثر توزيع السكان في المناطق الجغرافية بالعديد من العوامل والمؤثرات، ومنها ما يلي:

العوامل الفيزيائية

تتمثل العوامل الفيزيائية بتلك الأمور الضرورية التي يحتاج إليها الإنسان لضمان استمرار بقائه في مكان ما والحيلولة دون انتقاله، منها النباتات، المناخ، الطاقة، التربة وغيرها، ويدرج تحت مصطلح العوامل الفيزيائية المؤثرة في توزيع السكان أي مؤثر طبيعي يحفز بقاء الإنسان أو انتقاله من مكان إقامته، ومن الجدير بالذكر أن هذه المؤثرات تترك بصمة واضحة بشكل مباشر أو غير مباشر في الكثافة السكانية.

إضافة إلى ما تقدم، فإن خطوط الطول والعرض أيضا تؤثر على التوزيع السكاني سلبًا أو إيجابيًا، ويتجلى ذلك فسيولوجيًا علي البشر؛ وذلك نتيجة تدني مستويات الضغط الجوي والأكسجين في المناطق الجبلية شاهقة العلو مثلًا،  إذ من الملاحظ أنها تفتقر للوجود البشري غالبًا.

العوامل البشرية

تنقسم العوامل البشرية المؤثرة في نوزيع السكان على النحو التالي:

  • عوامل اجتماعية: يؤدي الاستقرار وانتشار الأمان إلى جعل منطقةٍ ما اكثر اكتظاظًا بالسكان، كما أن تفشي الجريمة في مجتمع ما؛ يعد عاملًا طاردًا للسكان منه.
  • العوامل السياسية: إضافةً إلى ما تقدم؛ فإن العوامل السياسية بما فيها الحروب الأهلية مثلا تعتبر من العوانل المشجعة على هجرة السكان وهروبهم نحو مناطق أكثر أمانًا. هذا ويحفز تقديم الخدمات للسكان على تشجيعهم للبقاء لأطول فترة ممكنة بها.

الخصائص السكانية للمدن الساحلية

يترك النطام البيئي أثرًا ملحوظًا في حياة الأفراد وتجمهرهم، إذ يوفر كل نظام بيئي مواردًا طبيعية للبشرية، وتتجلى بعض خصائص السكان في المدن الساحلية بما يلي:

  • تحقق أعلى درجات الرفاهية والعيش الكريم للسكان.
  • العيش في كنف بيئة صحية متكاملة.
  • الديناميكية المستمرة في تحفيز الفرد على ممارسة الأنشطة الحياتية المختلفة.
  • تعميق اواصر العلاقات وتوطيدها بين سكان المنطقة الواحدة.

في ختام مقالنا هذا نأمل أن تكون الحيرة قد تلاشت حول أسباب ارتفاع الكثافة السكانية في المناطق الساحلية على وجه التحديد أكثر من غيرها، ومن ابرز المدن الساحلية العربية المكتظة: الاسكندرية، بيروت، يافا، عكا، حيفا، اللد، العقبة وغيرها الكثير.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *