يحث الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم المؤمن على الدعوة إلى الطريق المستقيم، ويؤكد النبي الكريم على هذا بأحاديثه الشريفة، ومن الألفاظ التي قد يسمعها المؤمن في هذا السياق أنَّ الدعوة إلى الله خيرٌ من أن يكون للمؤمن حمر النعم، فما معنى حمر النعم ، وما هو الحديث الذي احتوى هذه العبارة.
الدعوة إلى الله
خلق الله سبحانه وتعالى لعبادته والامتثال لأوامره، وعلى الإنسان أن يلتزم بكل ما امره الله عز وجل به، فهو مطالب بالاستقامة على طرق مرضاة الله، والثبات على هذا طوال عمره، لينال بالنهاية جنة الله التي وعد بها عباده، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
ومن أهم الأمور الأخرى التي ترفع قدر المؤمن هي الدعوة إلى الله عز وجل، فالمؤمن الحقيقي لا يكتفي فقط بفعل الخير وعبادة الله، طاعته وتجنب نواهيه، بل يتعداها لنشر الدين، وشعائره، ويسعى لغرس الأخلاق الحميدة والخير في كل مكان، ويجب أن يسعى ليكون في أفعاله قدوة لكل من يراه بالأخلاق والقيم الحميدة التي يتمثلها في سلوكه في التعامل مع المسلمين وغيرهم.
وأكثر ما يؤكد على أن الدعوة إلى الله أمر مهم وواجب على المؤمنين، كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام طوال حياتهم، والمؤمن دائمًا يتخذ الأنبياء قدوة في كل قول وفعل يصدر منه، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
كما أنَّ الخيرية في أمة الإسلام تأتي من دعوتهم إلى اله تعالى، وامتثالهم باوامر الله عز وجل، والنهي عن المنكر،
قال تعالى في محكم تنزيله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
والآن ما معنى حمر النعم ، وما هو الحديث الذي وردت فيه هذه اللفظة.
معنى حمر النعم
إذا دعا العبد إلى الله عز وجل، وأخلص نيته في هذا، فإنه سيجني من هذا الكثير من الخير والحسنات، فإن الله عز وجل إذا كتب على أحد عباده الهداية،يسر له ايضًا طريقًا يدعو به الأخرين، ومن ثم هو بدوره سيدعوا ويسعى إلى أن يدله إلى طريق الهداية، وله بذلك الأجر الكبير إذا اهتدى إلى طريق الله على يديه.
قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لعلي بن أبي طالب عندما اقتحم حصون اليهود : (انْفُذْ على رِسْلِكِ حتى تنزلَ بساحتِهِم، ثمَّ ادعُهُمْ إِلى الإسلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليْهِم مِنْ حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلاً واحداً، خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ)، و معنى حمر النعم هي الإبل الحمر، وهي رمز عند العرب لضرب المثل بالمال الكثير والخير الوفير.
ثمرات الدعوة إلى الله
بعد أن وضحنا معنى حمر النعم ،سنقدم الآن الآثار والثمار التي يجنيها المؤمن من الدعوة إلى الله، ومن أهمها ما يلي:
- الدعوة إلى الله عز وجل تعطي صاحبها ثقة كبير بدين الله عز وجل، وتثبته على الهداية، فالهداية هي المبدأ الراسخ الذي يسير عليه في كل مناحي حياته، ويدعو إليها الناس.
- الدعوة إلى الله عز وجل تزيد البركة في المال والولد.
- الدعوة إلى الله عز وجل تُصلح حال المجتمع بأسره.
- الدعوة تُكسب المؤمن حب الناس والقرب منه إذا دعا إلى الله بالتي هي أحسن.
- الدعوة تنشر الخير والمعروف في المجتمع، وتقلل ارتكاب الحرام والمنكر.
- الدعوة بالطريقة الصحيحة ترد الشبهات عن هذا الدين الحنيف، وتنقذه مما يحاك ضده من مؤامرات
واجبات الداعي إلى الله
- التعامل مع الناس بالرفق واللين، والدعوة بالتي هي أحسن، فلا يحملهم ما لا طاقة لهم بفعله، وفي نفس الوقت لا يدعو إلى التساهل في الدين إلى حد إفساده.
- احتساب الأجر عند الله، والصبر على كل ما يُقال ويُفعل من أذى في حقه، فهو بمثابة المجاهد في سبيل الله عز وجل.
- طرق كل الأبواب واتباع شتى الأساليب التي من شأنها أن توصله إلى قلوب المؤمنين، وتكسبه رضا الله عز وجل وثوابه.
- اتباع الحكمة في سائر شؤون الدين، والبحث عن السلوك الذي من شأنه مساعدته في الوصول إلى غايته من في كسب قلوب الناس.