أحاديث عن صلاة التراويح

صلاة التراويح أو صلاة القيام في رمضان هي إحدى الصلوات التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، وقد وردت في السنة النبوية عدة أحاديث عن صلاة التراويح وسُميت بذلك؛ لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين.

أحاديث عن صلاة التراويح

أحاديث عن صلاة التراويح

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1129 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصلي في مسجده مع النّاس، فصلى التراويح أول ليلة وصلاها معه الناس، ولما صلاها لليلة الثانية كان عدد المصلين معه أكثر، وبقيَ الناس بازدياد حتى اليوم الرابع، فلم يصلِها رسول الله بالناس ولم يخرج إليهم، وأخبرهم في اليوم التالي أنّه كان يعلم أن الناس قد تجمعوا لأداء الصلاة إلا أنّه لم يخرج خوفًا أن تُصبح صلاة التراويح فريضة على الناس في المسجد، أي: تؤدى جماعة، فيعجز الناس ويتثاقلوا عن أدائها، وكان رسول الله إذا ثبت على عبادة يتقرب بها لله تعالى كانت فريضة على الناس، فصلاة التراويح سنة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وليست فريضة، كما يصح أن يؤديها الفرد منفردًا في بيته، أو جماعة في المسجد.

عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: “صُمنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم رمضانَ فلم يقُم بنا شيئًا منَ الشَّهرِ حتَّى بقِيَ سبعٌ فقامَ بنا حتَّى ذَهبَ ثلثُ اللَّيلِ فلمَّا كانتِ السَّادسةُ لَم يقم بنا فلمَّا كانتِ الخامسةُ قامَ بنا حتَّى ذَهبَ شطرُ اللَّيلِ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ لو نفَّلتَنا قيامَ هذِهِ اللَّيلة. قالَ فقالَ: إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ حُسِبَ لَهُ قيامُ ليلةٍ. قالَ: فلمَّا كانتِ الرَّابعةُ لم يقُم فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ جمعَ أَهلَهُ ونساءَهُ والنَّاسَ فقامَ بنا حتَّى خشِينا أن يفوتَنا الفلاحُ. قالَ قلتُ وما الفلاحُ قالَ السُّحورُ ثمَّ لم يقم بقيَّةَ الشَّهرِ”. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار، الصفحة أو الرقم: 5/460 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

صام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شهر رمضان مع الناس ولم يصلِ بهم صلاة التراويح، حتى انقضت العشرة الأوائل من الشهر وانقضت العشر الأوسط من الشهر، فلما بقي سبعة أيام من شهر رمضان، صلاها رسول الله بالناس، ولم يخرج ليصليها بهم في الليلة التي تبعتها، ثم بين رسول الله بعد سؤال الصحابة عن صلاتهم لها كنافلة ليكون الليل كله صلاة، فأخبرهم بأنّه من صلّى مع الإمام حتى تنتهي الصلاة، أخذ أجر قيام ليلة كاملة.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل شهر رمضان

صلاة التراويح

عن عبد الرحمن القاري قال: “خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ؛ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ”. (( الراوي : عبدالرحمن بن عبد القاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2010 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

كان الناس يصلون صلاة التراويح في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- متفرقين، فرسول الله لم يواظب عليها خوفًا من أن تصبح فريضة على الناس، فبين للناس حكمها ومشروعيتها، إلا أنّه لم يواظب عليها في كل ليلة، فلما رأى عمر الناس مجتمعين في كل ليلة يصلونها جماعة خلف إمام امتدح هذا الابتداع، وعدّه حسنًا، فصلاة التراويح مشروعة في أصلها.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 759 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحث الناس على أداء صلاة التروايح، ولكن ليس على سبيل الحتم والإلزام، إنما كان يندبهم إلى ذلك ويرغبهم فيه، وقد أجمع العلماء على أن صلاة التراويح ليس واجبة وإنما هي مندوبة، فهذا ما كان في عهد رسول الله وفي خلافة أبي بكر وشيئ من خلافة عمر رضي الله عنهم، حتى جمع عمر بن الخطاب الناس للصلاة جماعة خلف أبي بن كعب.

اقرأ أيضًا: العشر الاواخر من رمضان افضل اوقات الاعتكاف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *