من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد
تكثر الأحاديث التي تُوضح دعاء النبي لعدد كبير من الصحابة مثل الدعاء للخلفاء الراشدين والدعاء لعبد الله بن عباس بالحكمة، ومن بين أبرز الأسئلة التي يطرحها الناس حول دعاء النبي سؤال من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد وما هي الروايات التي تدل على ذلك.
من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد
عند الإجابة عن سؤال: من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد يجب أن نذكر أن هناك الكثير من الصحابة الذين فازوا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الصحابي الذي استأثر بدعاء النبي بكثرة المال والولد هو الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه كما دعا له النبي أيضا بالبركة في الرزق، فأنس بن مالك هو صاحب العمر الطويل، والعلم الكثير، حيث خدم أنس بن مالك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين.
أما عن الروايات الصحيحة التي تدل على فوز أنس بن مالك بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء فقد تعددت وهي كالتالي:-
- الرواية الأولى: عن أنس رضي الله عنه قال: دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، علَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فأتَتْهُ بتَمْرٍ وسَمْنٍ، قالَ: أعِيدُوا سَمْنَكُمْ في سِقَائِهِ، وتَمْرَكُمْ في وِعَائِهِ، فإنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ إلى نَاحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ، فَصَلَّى غيرَ المَكْتُوبَةِ، فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي خُوَيْصَّةً، قالَ: ما هي؟، قالَتْ: خَادِمُكَ أنَسٌ، فَما تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ ولَا دُنْيَا إلَّا دَعَا لي به، قالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا ووَلَدًا، وبَارِكْ له فِيهِ، فإنِّي لَمِنْ أكْثَرِ الأنْصَارِ مَالًا. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1982 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- وفي رواية أخرى قالت أم سليم : يَا رَسولَ اللَّهِ، أنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ له، قالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ. (( الراوي : أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6378 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- وفي رواية ثالثة عن أنس بن مالك قال : عن أنس ٍقال جاءت بي أمي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا غلامٌ فقالت يا رسولَ اللهِ خُوَيدِمُك أُنَيسٌ فادعُ اللهَ له فقال اللهمَّ أَكثِرْ مالَه وولَده وأَدخِلْه الجنةَ قال فقد رأيتُ اثنتَين وأنا أرجو الثالثةَ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 5/284 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح على شرط مسلم ))
- روى الترمذي عن أبي خلدة، خالد بن دينار رحمه الله، قال: قُلْتُ لِأَبي العَالِيَةِ سمعَ أَنَسٌ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال خَدَمَهُ عشرَ سِنِينَ ودعا لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان لهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ في السَّنَةِ الفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ وكان فيها رَيْحانٌ يجدُ مِنْهُ رِيحُ المِسْكِ. (( الراوي : رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3833 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
وقد اختلف العلماء في تحديد سن أنس بن مالك حيث حدثنا الذهبي في سيره وقال ( وأما موته فاختلفوا فيه قال الأنصاري: اختلف علينا في سن أنس، فقال بعضهم: بلغ مئة وثلاث سنين، وقال بعضهم: بلغ مئة وسبع سنين، فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
اقرأ أيضا: الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق
أنس بن مالك
هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري، خدم رسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى عرف بخادم الرسول، ويكنى بأي حمزة، ولد ابن مالك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بعشر سنوات، وأمه هي أم سليم بنت ملحان، أسلمت ودعت زوجها مالك بن النضر إلى الإسلام، إلا أنه رفض دعوتها.
كانت نشأة أنس بن مالك بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد أن ذهبت به أمه إلى الرسول عندما بلغ العاشرة من العمر ليخدمه وينشأ بين يديه، وكان كاتبا ذكيا فطنا، ونشأته عند الرسول كانت سببا في تعلم أنس وتفقهه، ورواية الأحاديث عنه، حتى قيل إنه الثالث في الحفظ عن الرسول بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما.
اقرأ أيضا: صفات ابو سعيد الخدري
أولاد أنس بن مالك
دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنس بن مالك بكثرة الولد، فكان لأنس بن مالك الكثير من الأولاد حتى صعب عدهم، وقيل أنه ولد له من صلبه ثمانون ذكراً وابنتان.
اقرأ أيضا: قصص عن حب الصحابة لبعضهم
وفاة أنس بن مالك
توفي الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- في البصرة، واختلفت الروايات في سنة وفاته، فقيل توفي في السنة التسعين للهجرة النبوية، وقيل في الحادية والتسعين، وقيل في الثانية والتسعين، وقيل في الثالثة والتسعين، في خلافة الوليد بن عبد الملك، ورُوي أنه دفن وتحت لسانه شعرة من شعر النبي عليه الصلاة والسلام وهو آخر من بقي من أصحاب النبي.
اقرا أيضا: أحاديث عن فضل الصحابة
