من هو امير البيان

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ونهاية الخلافة الاسلامية، ظهر عدد من المفكرين الذين دعوا للحفاظ على الوحدة الاسلامية والخلافة، احد هؤلاء هو من لقب بـ امير البيان.

من هو امير البيان

من هو امير البيان

امير البيان هو لقب إشتهر به شكيب أرسلان، وهو أديب وسياسي ومفكر عربي يحمل الجنسية اللبنانية، أجاد اللغة العربية والالمانية والتركية ، وقد قدم في حياته دورا مهما في تطوير الثقافة والفكر العربي.

أصبح اسم أرسلان بعد الحرب العالمية الأولى مرادفا للوحدة العربية والحركة المناهضة للاستعمار في العالم الإسلامي، وأثر على أشهر الحركات الاستقلالية في المغرب وتونس والجزائر وليبيا، ولقبوه بامير البيان أو أمير البلاغة.

حاول ارسلان طوال حياته السفر من مكان لآخر لدعم الحركات العربية والقومية، وكانت له الكثير من الكتب التي تحاول الاجابة على سؤال: لماذا فقد المسلمون مكانتهم المهمة في العالم، وكيف يمكن للعرب العودة مرة اخرى الى مجدهم.

اقرأ أيضا: سيرة ذاتية عن الشاعر أحمد شوقى

الحياة المبكرة

ولد شكيب أرسلان في قرية الشويفات في ساحل جبل لبنان جنوب بيروت، وكانت عائلته حاكمة لاجزاء من جبل لبنان في العهد العثماني، ومع أن هذه العائلة كانت من الطائفة الدرزية، الا انه كان ملتزما بشدة بالإسلام السني.

تلقى شكيب تعليمه الابتدائي من شيخ القرية، الذي علمه الكتابة والقراءة والقرآن الكريم، وفيما بعد انتقل الى المدرسة الامريكية التي انشأها المبشرون البروتستانت في قريته.

التحق بعد ذلك بمدرسة الحكمة المارونية في بيروت، حيث أتقن الأدب باللغة الفرنسية والعربية، وبعدها انتقل إلى المدرسة السلطانية التي كانت تحت سلطة الدولة، وهناك أصبح تلميذا للمفكر الاسلامي محمد عبده.

أرسلان والامبراطورية العثمانية

كان شكيب أرسلان محبطا بالسياسة اللبنانية والعربية بشكل عام، وزيادة الهيمنة الغربية على الامبراطورية العثمانية، ونتيجة لذلك، رفض تولي أي مناصب حكومية، وبدلا من ذلك، قرر السفر في جميع أنحاء المنطقة.

التقى خلال رحلته بالعديد من الشخصيات المؤثرة، بما في ذلك أحمد شوقي وجمال الدين الأفغاني. في سنة 1908، تم انتخابه لعضو مجلس المندوبين عن منطقة حوران.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقف ارسلان الى جانب الامبراطورية العثمانية، ورأى أن الغرب يسعى لاحتلال الاراضي الاسلامي، وهو أمر فريد نظرا إلى ان معظم المثقفين في ذلك الوقت وقفوا ضد الامبراطورية.

عارض ارسلان الثورة العربية بقيادة حسين بن علي، وبعد فشل الامبراطورية في الحرب العالمية وسقوطها، لم يعد شخصا مرحبا به في الشرق الاوسط.

اقرأ أيضا: أسباب سقوط الدولة العثمانية

ارسلان والقومية العربية

تخلى ارسلان على دعمه للعثمانية عندما تبين أن الإمبراطورية انتهت بشكل نهائي على يد مصطفى كمال، ليركز بعد ذلك على الهيمنة الفرنسية والبريطانية في العالم العربي، لكنه لم يحظى بترحيب من القوميين العرب.

أصبح انتقاله الى القوميين أمرا ممكنا بعد أن تلقى مساعدة من صديقه المقرب رشيد رضا، وقد نجح بشكل كبير في دوره الجديد في دعم القضية العربية، وخاصة القضية الفلسطينية.

تحول ارسلان الى رمز للعديد من النشطاء والحركات في جميع انحاء العالم الاسلامي، بمن فيهم علال الفاسي وأحمد بلفرج ومصالي الحاج، وقد اعتبروا انفسهم بمثابة تلاميذ ارسلان الروحيين.

الأيام الاخيرة

كان العرب متعاطفين مع دول المحور اكثر من الحلفاء خلال الحرب العالمية، لان اهم دول الحلفاء (فرنسا وبريطانيا) كانت تحكم أراضيهم بقبضة من حديد.

كانت لدى ارسلان علاقة جيدة مع موسوليني بالرغ من من انتقاده الشديد لحملة إيطاليا على ليبيا، لكن ومرة اخرى، وجد نفسه مع الجانب الخاسر، وتم تصنيفه من المتعاونين بعد الحرب.

أجبر ارسلان على الانسحاب من الحياة العامة، وبعد نهاية الحرب بأشهر قليلة، قرر السفر نحو الشرق الى منزله، وفي 9 ديسمبر 1945، توفي عن عمر يناهز السادسة والسبعين.

لخص امير البيان حياته وافكاره في عدد الكتب، أشهرها، كتاب “لماذا تأخر المسلمين” الذي يشرح فيه أسباب تخلف المسلمين، وكتاب “تراجعنا وأسبابه” الذي يحكي فيه تجاربها في دفاعه عن الامة الاسلامية.

اقرأ أيضا: سيرة ذاتية عن الأديب البشير الإبراهيمي

المراجع

المصدر

Exit mobile version