شهد الله -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بكمال الشمائل وعظم الأخلاق؛ لذلك ارتبطت به القلوب وتخلت في سبيل حبها له عن الجاهلية، وقد ورد في السنة النبوية عدة أحاديث عن شمائل الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أحاديث عن شمائل الرسول
سُئِلَتْ عائِشةُ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: كان خُلُقُه القُرآنَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 24601 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
يُعرف رسول الله بصبره واحتماله ويدل على ذلك حديث: لقد أُخِفتُ في اللهِ وما يخاف أحدٌ ، ولقد أُوذيتُ في اللهِ وما يُؤذَى أحدٌ ، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يومٍ وليلةٍ ؛ ومالي ولبلالٍ طعامٌ يأكله ذو كَبِدٍ ، إلا شيءٌ يُواريه إِبِطُ بلالٍ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3281 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
من أبرز الشمائل النبوية التي عُرف بها الرسول هي صفة الرحمة وذلك بدليل حديث: إني لم أُبعَثْ لعَّانًا ، و إنما بُعِثتُ رحمةً. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2502 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ما ضرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه خادِمًا له قَطُّ، ولا امْرأةً، ولا ضرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه شَيئًا قَطُّ، إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، ولا خُيِّرَ بَينَ أمْرَينِ قَطُّ، إلَّا كان أحَبُّهُما إليه أيْسَرَهُما، حتى يكونَ إثْمًا، فإذا كان إثْمًا كان أبْعَدَ الناسِ مِن الإثْمِ، ولا انْتَقَمَ لنَفْسِه مِن شَيءٍ يُؤْتَى إليه، حتى تُنتَهَكَ حُرُماتُ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيكون هو يَنتَقِمُ للهِ عزَّ وجلَّ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 25956 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
من شمائل الرسول صفة الجود ويدل على ذلك عدة أحاديث ومنها: إنّ رجُلًا سَأل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَعْطاه غَنَمًا بيْن جبَلَينِ، فأَتى قَومَه، فقال: يا قَومِ، أسْلِموا؛ فإنَّ محمَّدًا يُعطي عطاءَ رجُلٍ لا يَخافُ الفاقةَ، وإنْ كان الرَّجُلُ لَيَجيءُ إليه ما يُريدُ إلَّا الدُّنيا، فما يُمْسي حتى يَكونَ دينُه أَحَبَّ إليه مِنَ الدُّنيا بما فيها. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 13730 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببُرْدَةٍ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أكْسُوكَ هذِه، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عليه رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما أحْسَنَ هذِه، فَاكْسُنِيهَا، فَقالَ: نَعَمْ فَلَمَّا قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَامَهُ أصْحَابُهُ، قالوا: ما أحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَهَا مُحْتَاجًا إلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إيَّاهَا، وقدْ عَرَفْتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا. (( الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6036 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن غزوات الرسول
ومن شمائل الرسول صفة التواضع والتي يدل عليها عدة أحاديث مثل ما جاء عن السيدة عائشة أم المؤمنين: كان بشرًا من البشرِ : يَفْلِي ثوبَه ، و يحلبُ شاتَه ، و يخدم نفسَه. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 671 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
ومن شمائل الرسول صفة الصدق التي كان معروفًا بها حتى قبل البعثة والدليل على ذلك: لمَّا أُنزِلَت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على الصَّفا فجعلَ يُنادي يا بَني فِهرٍ يا بَني عديٍّ، يا بَني فُلانٍ لبُطونِ قُرَيْشٍ، حتَّى اجتَمعوا، فجعلَ الرَّجلُ إذا لَم يستَطِع أن يخرجَ، أرسلَ رسولًا لينظُرَ، وجاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فاجتَمَعوا، فقالَ أرأيتُمْ إن أخبرتُكُم أنَّ خيلًا بالوادي تُريدُ أن تُغيرَ عليكُم، أَكُنتُمْ مصدِّقيَّ ؟، قالوا: نعَم ما جرَّبنا علَيكَ إلَّا صدقًا، قالَ فإنِّي نذيرٌ لَكُم، بينَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار، الصفحة أو الرقم: 16/210 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اتصف رسول الله بصفة العدل ومما يدل على ذلك: سَرَقَتْ امرأة في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم في غزوةِ الفتحِ ففَزِعَ قومُها إلى أسامةَ بنِ زيدٍ يَسْتَشْفَعونه، قال عروةُ: فلما كلَّمَه أسامةُ فيها تَلَوَّنَ وجْهُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم فقال: أَتُكَلِّمُني في حدٍ مِن حدودِ اللهِ ؟! قال أسامةُ : استَغْفِرْ لي يا رسولَ اللهِ. فلما كان العَشِيُّ قامَ رسولُ اللهِ خطيبًا، فأَثْنَى على اللهِ بما هو أهلُه ، ثم قال : أما بعدُ، فإنما هلَكَ الناسُ قبلَكم ؛ أنهم كانوا إذا سرَقَ فيهم الشريفُ تركوه ، وإذا سرَقَ فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سَرَقَتْ لقَطَعَتُ يدَها. (( الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 4918 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن هجرة الرسول