فضل سورة التحريم
فضل سورة التحريم عظيم فهي من السور المدنية في القرآن الكريم، وقد نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، وهي في آخر الجزء الثامن والعشرين وفي الحزب السادس والخمسين، والسورة محكمة لا ناسخ فيها ولا منسوخ، رقمها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 66، عدد آياتها 12 آية.
فضل سورة التحريم
لا يوجد أحاديث خاصة في فضل سورة التحريم وحدها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن فضلها كفضل بقية سور القرآن الكريم، ففي قراءتها كما في قراءة القرآن الكريم كله للمسلم في قراءته أجر كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2910 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
وردت بعض الأحاديث المتعلقة بآيات سورة التحريم وفضلها مثل:
كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، فَكانَ إذَا صَلَّى العَصْرَ دَارَ علَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو منهنَّ، فَدَخَلَ علَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ ممَّا كانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عن ذلكَ، فقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِن قَوْمِهَا عُكَّةً مِن عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ منه شَرْبَةً، فَقُلتُ: أَما وَاللَّهِ لَنَحْتَالَنَّ له، فَذَكَرْتُ ذلكَ لِسَوْدَةَ، وَقُلتُ: إذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، فإنَّه سَيَدْنُو مِنْكِ، فَقُولِي له: يا رَسولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فإنَّه سَيقولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي له: ما هذِه الرِّيحُ؟ وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَشْتَدُّ عليه أَنْ يُوجَدَ منه الرِّيحُ، فإنَّه سَيقولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي له: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ له، وَقُولِيهِ أَنْتِ يا صَفِيَّةُ.
فَلَمَّا دَخَلَ علَى سَوْدَةَ قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لا إلَهَ إلَّا هو لقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ بالَّذِي قُلْتِ لِي، وإنَّه لَعَلَى البَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قالَ: لَا، قالَتْ: فَما هذِه الرِّيحُ؟ قالَ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، قالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلتُ له: مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ دَخَلَ علَى صَفِيَّةَ، فَقالَتْ بمِثْلِ ذلكَ، فَلَمَّا دَخَلَ علَى حَفْصَةَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا أَسْقِيكَ منه؟ قالَ: لا حَاجَةَ لي بهِ. قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللَّهِ لقَدْ حَرَمْنَاهُ، قالَتْ: قُلتُ لَهَا: اسْكُتِي، قال ابن عباس: فنزلت هذه الآية. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1474 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا قال دخلت حفصةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِها وهو يطأُ ماريةَ فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تُخبرِي عائشةَ حتى أُبشرَك ببشارةٍ إنَّ أباك يلِي مَن بعدَ أبي بكرٍ إذا أنا مِتُّ. فذهبت حفصةُ فأخبرت عائشةَ أنها رأت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يطأُ ماريةَ وأخبرتها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبرَها أن أبا بكرٍ يلِي بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويلِي عمرُ بعدَه فقالت عائشةُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن أنبأَك هذا قال نبأنِيَ العليمُ الخبيرُ فقالت عائشةُ لا أنظرُ إليك حتى تحرمَ ماريةَ فحرَّمَها فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/181 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
يشيع بين الناس الكثير من الأحاديث الباطلة في فضل سورة التحريم ومن أبرز هذه الأحاديث التي لا أصل لها: من قرأ سورة ( يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك ) أعطاه الله توبة نصوحاً. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 300 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ثبت عن الإمام الصادق أنه قال في فضل سورة التحريم: من قرأها على المريض سكّنته ، ومن قرأها على الرَّجَفان برّدته ، وَمَن قرأها على المَصْرُوع تُفِيقه ، ومن قرأها على السَّهران تُنوّمه ، وإن أدمن في قراءتها منَ كان عليه دَينُ كثيرٌ لم يبقَ شيء بإذن الله تعالى. (( تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٥ ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الممتحنة
أسماء سورة التحريم
تسمى سورة التحريم بسورة (النبي) عليه الصلاة والسلام، فقد سميت بهذا الاسم في كتب التفسير والسنة، وسميت (سورة اللّم تحرّم) في الإتقان، وقد سميت أيضاً في تفسير الكواشي بهمزة وصل وتشديد حرف اللام مكسوراً، وبفتح الميم وضم حرف التاء وتشديد حرف الراء مكسوراً بعدها حرف الميم على جملة (لم تحرّم)، حيث جُعلت بمكانة الاسم، ثم تم إدخال لام التعريف عليها مع إدغام اللامين، إضافةً لهذه التسميات فقد سماها الزبير بسورة (النساء).
اقرأ أيضًا: فضل سورة الحجرات