فضل سورة المنافقون
يأتي فضل سورة المنافقون من كونها تحتوي على بيان عدد من صفات المنافقين، حيث أوضح الله تعالى بعض المظاهر الخاصة بالنفاق، وما يُخفيه المنافق عادة في بواطنه، كما بيّنت الآيات الكريمة خطورة هذه الآفة على الإسلام ودعوته.
فضل سورة المنافقون
هناك العديد من الأحاديث التي تدل على فضل سورة المنافقون وقراءتها في الصلوات وبخاصة صلاة الجمعة ويدل على ذلك ما رواه أبو هريرة: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَقرأُ في الركعةِ الأُولى من صلاةِ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ ، وفي الركعةِ الثانيةِ المنافقونَ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 4/678 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ علَى المَدِينَةِ، وَخَرَجَ إلى مَكَّةَ، فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الجُمُعَةَ، فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الجُمُعَةِ، في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ، قالَ: فأدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلتُ له: إنَّكَ قَرَأْتَ بسُورَتَيْنِ كانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بهِما بالكُوفَةِ، فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَقْرَأُ بهِما يَومَ الجُمُعَةِ. [وفي رواية]: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ، بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّ في رِوَايَةِ حَاتِمٍ: فَقَرَأَ بسُورَةِ الجُمُعَةِ في السَّجْدَةِ الأُولَى وفي الآخِرَةِ: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ}. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ينص هذا الحديث النبوي على فضل سورة المنافقون، فقد اختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قراءتها في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، وأجمع جمهور المذهب الشافعي على أنه من السنة النبوية قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى من صلاة الجمعة، وقراءة سورة المنافقون في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، والفضل بتخصيص السورة كما قال الإمام النووي؛ لتنبيه المصليين وجوب التوبة وتوبيخهم على أي ذنب كان قد صدر منهم من الجمعة إلى الجمعة، فيسرعوا إلى الإنابة إلى الله تعالى.
ومن الأحاديث التي جاءت في فضل سورة المنافقون: روي أن رجلًا من المهاجرين كَسع رجلًا جُهَنِيًّا حَليفًا للأنصار، فقال الجهني: يَا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما بال دعوى الجاهلية، قالوا: كَسَع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: “دَعُوها فإنها مُنْتِنَة” فسمع هذا الخبر عبد الله بن أُبيّ، فقال: أقد فعلوها؟ أمَا والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجن الأعزّ منها الأذّل، وقال: لا تنفقوا على مَن عندَ رسول الله حتى ينفضوا من حوله، قال زيد بن أرقم: فسمعت ذلك فأخبرت به عَمي فذكره للنبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاني، فحدثته فأرسل رسول الله إلى عبد الله بن أُبيّ وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذّبني رسول الله وصدَّقه فأصابني همّ لم يصبني مثلُه فقال عمّي: ما أردتَ إلا أن كذبك رسول الله، فلما أصبحنا قرأ رسول الله سورة المنافقين، وقال لي: “إن الله قد صدقك”. (( الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4902 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة في فضل سورة المنافقون ومن أشهر هذه الأحاديث ما رواه أبي بن كعب عن رسول الله أنه قال: “مَنْ قرأ سورةَ المنافقينَ بَرئَ من النفاقِ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 294 | خلاصة حكم المحدث : موضوع )) وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “يا علي مَنْ قرأَها أَعطاه الله مثل ثواب (من أَنفق حمل بعير دينارا فى طاعة الله، وخرج من الدنيا على رضا الله، وله مثل ثواب) مَن يقضى دَيْن أَبويه بعد موتهما، وجعل الله اثنى عشر منافقاً فداه من النَّار”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الفيروزآبادي | المصدر : بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الصفحة أو الرقم: 466 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
من الآثار الواردة في فضل قراءة سورة المنافقون عن الإمام جعفر الصادق: “من قرأها على الأرمد خفّف الله عنه وأزاله ، ومن قرأها على الأوجاع الباطنة سكّنتها ، وتزول بقُدرة الله تعالى”. (( تفسير البرهان ٥ : ٣٨٣ / ١٠٧٤٩ ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة محمد
فضائل سورة المنافقون وخواصها
تتعدد فضائل سورة المنافقون وخواصها، حيث يوجد الكثير من الآثار الإيجابية لهذه السورة والتي يمكن أن تنعكس إيجابيًا على حياة المسلم، ومن أبرز هذه الفضائل أنها ترشد إلى:
- تناقض العمل مع القول هو النفاق العملي، فيحرص على أن يبتعد عن ذلك، فلا يقول إلا ما يعمل.
- امتحان الله تعالى للمسلمين بوجود أعداء الإسلام من كفار ومنافقين، والحكمة في ذلك ليميز الله تعالى الخبيث من الطيب، فيطمئنوا بأن الأمر في النهاية لله تعالى.
- تنبيه المسلمين من الوقوع في مداخل النفاق، وذلك بالانشغال بالمال والبنين، وترك البذل في سبيل الله تعالى، سواء أكان بذلًا ماديًا أو معنويًا.
- الكبر والغرور صفة من صفات المنافقين، فيبتعد عنها وعن الصد عمّن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الحشر