فضل سورة الحشر
تعدُّ سورة الحشر من السور المدنية، نزلت بعد سورة البينة، وهي في الجزء الثامنِ والعشرين، ويبرز فضل سورة الحشر بسبب عرضها للعديد من الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي كما أنها تشتمل على الكثير من الأحكام.
فضل سورة الحشر
“من قال حين يصبح ثلاثَ مراتٍ: أعوذُ بالله السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، وقرأ ثلاثَ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ، وكَّل اللهُ به سبعين ألفَ ملَكٍ يصلُّون عليه حتى يُمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها: حين يُمسي كان بتلك المنزلةِ”. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 2/405 | خلاصة حكم المحدث : له شواهد ))
ومن الأحاديث الأخرى التي وردت في فضل سورة الحشر ولكنها ذات إسناد ضعيف حديث: “مَنْ قرأَ خواتيمَ سورةِ الحشرِ في ليلٍ أوْ نهارٍ فماتَ من يومِهِ أوْ ليلتِه فقد أوْجَبَ اللهُ لهُ الجنةَ”. (( الراوي: أبو أمامة الباهلي | المحدث: العراقي | المصدر: تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 1/442 | خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف ))
وردت العديد من الأحاديث المتعلقة بآيات سورة الحشر وفضلها مثلقوله تعالى “هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ” فقد جاء في ذلك حديث:
كتبَ كفارُ قريشٍ إلى عبدِ اللهِ بنِ أُبي وغيرِهِ ممن يعبدُ الأوثانَ قبل بدرٍ يهددونَهم بإيوائِهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ ، ويتوعدونَهم أن يغزوَهم بجميعِ العربِ ، فهمَّ ابنُ أبي ومن معه بقتالِ المسلمينِ ، فأتاهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : ما كادَكم أحدٌ بمثلٍ ما كادتُكم قريشٌ ، يريدونَ أن تلقوا بأسَكم بينكم ، فلمَّا سمعوا ذلك عرفوا الحقَّ فتفرقوا . فلمَّا كانَتْ وقعةُ بدرٍ كتبَتِ كفارُ قريشٍ بعدها إلى اليهودِ : إنَّكم أهلُ الحقةِ والحصونِ ، يتهددونَهم ، فأجمعَ بنو النضيرِ على الغدرِ، فأرسلوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : اخرجْ إلينا في ثلاثةٍ من أصحابِكَ ويلقاكَ ثلاثةٌ من علمائِنا ، فإن آمنوا بكَ اتبعناك . ففعلَ. فاشتملَ اليهودُ الثلاثةَ على الخناجرِ فأرسلَتِ امرأةٌ من بني النضيرِ إلى أخٍ لها منَ الأنصارِ مسلم تخبرُهُ بأمرِ بني النضيرِ ، فأخبرَ أخوها النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قبل أن يصلَ إليهم ، فرجعَ ، وصبحَهم بالكتائبِ فحصرَهم يومَهُ ، ثم غدا على بني قريظةَ فحاصرَهم فعاهدوهُ ، فانصرفَ عنهم إلى بني النضيرِ ، فقاتلَهم حتى نزلوا على الجلاءِ وعلى أن لهم ما أقلَّتِ الإبلُ إلا السلاحَ ، فاحتملوا حتى أبوابِ بيوتِهم ، فكانوا يخربونَ بيوتَهم بأيديهم فيهدمونَها ، ويحملْنَ ما يوافقُهم من خشبِها ، وكان جلاؤهم ذلك أولُ حشرِ الناسِ إلى الشامِ. (( الراوي : كعب بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 7/385 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
أَتَى رَجُلٌ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أصَابَنِي الجَهْدُ، فأرْسَلَ إلى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذِه اللَّيْلَةَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَقالَ: أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أهْلِهِ، فَقالَ لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا تَدَّخِرِيهِ شيئًا، قالَتْ: واللَّهِ ما عِندِي إلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قالَ: فَإِذَا أرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وتَعَالَيْ فأطْفِئِي السِّرَاجَ ونَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: لقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن فُلَانٍ وفُلَانَةَ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: “وَيُؤْثِرُونَ علَى أنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصَاصَةٌ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4889 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الحشر
سورة الحشر من سور المسبحات التي ورد في فضلها بعض الأحاديث الصحيحة مثل حديث: كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرَأُ المسبِّحاتِ قبْلَ أن يرقُدَ، وقال: إنَّ فيهنَّ آيةً أفضَلَ مِن ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057 | خلاصة حكم المحدث : صالح ))
إنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وثبت في فضل سورة الحشر عن الإمام الصادق بعض الآثار مثل: “من قرأها ليلة جمعة أمِن من بلائها إلى أن يُصبح. ومن توضّأ عند طلب حاجة ثمّ صلّى أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد والسورة إلى أن يفرغ من الأربع ركعات ويتوجّه إلى حاجة ، يسهّل الله أمرها”. (( تفسير البرهان ٥ : ٣٣١ / ١٠٦٠٠ ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الإسراء