فضل سورة الحديد
يتجلى فضل سورة الحديد لأنها من السور التي تتضمن العديد من التوجيهات الإلهية كما أنها تحرص على بناء المجتمع الإسلامي بناءًا سليمًا قائمًا على العقيدة الصحيحة والتشريع المحكم والخلق القويم.
فضل سورة الحديد
سورة الحديد من سور المسبحات التي ورد في فضلها الكثير من الأحاديث مثل: كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرَأُ المسبِّحاتِ قبْلَ أن يرقُدَ، وقال: إنَّ فيهنَّ آيةً أفضَلَ مِن ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))
إنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ومما يدل على اختصاص بعض آيات سورة الحديد بالفضل ما جاء عن سعدٍ في قولِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، قال : أنزلَ اللهُ – تعالى – على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا ، فأنزلَ اللهُ – تعالى – الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ حَدَّثْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ . قال خَلادٌ : وزادَ فيهِ آخرُ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وْ ذَكَّرْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – من سورة الحديد أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ. (( الراوي : مصعب بن سعد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 4/126 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
هناك عدد كبير من الأحاديث الضعيفة في فضل سورة الحديد مثل حديث:
نزلت سورةُ الحديدِ يومَ الثُّلاثاءِ وخلقَ اللَّهُ الحديدَ يومَ الثُّلاثاءِ وقتلَ ابنُ آدمَ أخاهُ يومَ الثُّلاثاءِ ونَهى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عنِ الحجامةِ يومَ الثُّلاثاءِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 14/255 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
عن البراء بن عازب: قلتُ لعَلِيٍّ رضيَ اللَّهُ عنه يا أميرَ المؤمنينَ أسألُكَ باللَّهِ ورسولِهِ إلَّا خصَصْتَني بأعظَمَ ما خصَّكَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واختَصَّهُ به جبريلُ وأرسلَهُ به الرَّحمنُ فقالَ إذا أردتَ أن تدعُوَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظَمِ فاقرَأْ من أوَّلِ سورةِ الحديدِ إلى آخرِ ستِّ آياتٍ منها عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وآخرَ سورةِ الحشرِ يعني أربعَ آياتٍ ثُمَّ ارفَعْ يديكَ فقُل يا مَن هُوَ هكذَا أسألُكَ بِحَقِّ هذهِ الأسماءِ أن تُصَلِّيَ علَى مُحمَّدٍ وأن تفعَلَ بي كذا وكذا مِمَّا تريدُ فو اللَّهِ الَّذي لا إلهَ غيرُهُ لتنقَلِبَنَّ بحاجَتِكَ إن شاءَ اللَّهُ. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 14/261 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
ثبت عن أبي عبد الله في فضل سورة الحديد : من قرأ سورة ( الحديد والمجادلة ) في صلاة فريضة أدمنها ، لم يُعذّبْه الله حتّى يموت أبداً ، ولا يرى في نفسه ولا أهله سُوءاً أبداً ، ولا خصاصة في بدنه. (( الوسائل ٦ : ١٤٧ / ٧٥٨٠ ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الفتح
فضائل سورة الحديد
تتعدد فضائل سورة الحديد على حياة المسلم مثل:
- الإدراك بأن الله تعالى مطلع على خفايا النفوس وأسرارها، فيجتهد العبد في تحسين ظاهره وباطنه.
- الانقياد لله تعالى في العبادة، فكل ما في هذا الكون مسخر لعبادة الله تعالى.
- الترغيب في الإنفاق في سبيل الله تعالى، وضرورة العطاء بنوعيه المادي والمعنوي.
- الحرص على الابتعاد عن النفاق في عبادة الله -تعالى- في الأعمال والأقوال؛ لِبِئس المنزلة التي يلاقيها المنافقين يوم القيامة.
- الحث على ألّا يغتر المسلم بطول الأمد من الله تعالى، فتقسى القلوب في نهاية المطاف.
- الرضا بما يحدث للمسلم من أحداث سواء أأرضته أم لم ترضِه؛ ليقينه التام بمفهوم القضاء والقدر؛ فالآجال والأرزاق بيد خالق النفوس ومقّدر الأقوات سبحانه.
- التنبيه إلى ضرورة المداومة على ذكر الله تعالى؛ فالغفلة عن ذلك لا تضرالله -تعالى- بل تضر العبد؛ إذ كلّ ما في هذا الكون يسبح الله -تعالى- وينزهه عن كل عيب ونقص.
- تثبيت الإيمان بالله تعالى في النفس بوابة للبذل في سبيل الله تعالى.
- الإحاطة بأن التأثير بقلوب الناس من الأساليب القرآنية في الدعوة، فحرص المسلم على اتخاذ القرآن منهجًا له في الدعوة.
اقرأ أيضًا: فضل سورة محمد