فضل سورة الرحمن

سورة الرحمن سورة من سور المفصل، وقد اختلف أهل العلم في كون هذه السورة مكية أم مدنية، فقيل إنها مكية بحسب ما ورد عن عبد الله بن عباس، وروى عطية عن ابن مسعود أنها مدنية، ويعظم فضل سورة الحرمن، فهي من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها ثمان وسبعين آية، وتقع في الجزء السابع والعشرين، نزلت بعد سورة الرعد وبدأت باسم من أسماء الله الحسنى.

فضل سورة الرحمن

خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 14/101 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قام يُصلِّي الصبحَ بنخلةٍ ، فقرأ سورةَ (الرحمنِ) ومرَّ النفرُ من الجنِّ فآمنوا به. (( الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي، الصفحة أو الرقم: 20/111 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن نَهيكِ بنِ سنانِ السُّلميِّ أنه أتَى عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ فقال : قرأت المفصلَ الليلةَ في ركعةٍ فقال : هَذًّا مِثلَ هذِّ الشعرِ أو نثرًا مثلَ نثرِ الدَّقْلِ إنما فُصِّل لتُفَصِّلوا لقد علمتُ النظائرَ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يقرنُ عشرينَ سورةً الرحمنُ والنجمُ على تأليفِ ابنِ مسعودٍ كلُّ سُورتينِ في ركعةٍ وذكر الدخانَ وعمَّ يتساءلونَ في ركعةٍ. (( الراوي : إبراهيم التيمي | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 6/27 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

عن عبد الله بن مسعود قال: أقرَأني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الرَّحمنِ فخرَجْتُ إلى المسجِدِ عشيَّةً فجلَس إليَّ رَهْطٌ فقُلْتُ لِرجُلٍ : اقرَأْ علَيَّ فإذا هو يقرَأُ أحرُفًا لا أقرَؤُها فقُلْتُ : مَن أقرَأكَ ؟ فقال : أقرَأني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْنا حتَّى وقَفْنا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : اختلَفْنا في قراءتِنا فإذا وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه تغيُّرٌ ووجَد في نفسِه حينَ ذكَرْتُ الاختلافَ فقال : ( إنَّما هلَك مَن قبْلَكم بالاختلافِ ) فأمَر عليًّا فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُكم أنْ يقرَأَ كلُّ رجُلٍ منكم كما عُلِّم فإنَّما أهلَك مَن قبْلَكم الاختلافُ قال : فانطلَقْنا وكلُّ رجُلٍ منَّا يقرَأُ حرفًا لا يقرَأُ صاحبُه. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 747 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه  ))

ورد في فضل سورة الرحمن العديد من الأحاديث الضعيفة ومن أبرزها جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قارئ الحديد وإذا وقعت الواقعة والرحمن يدعى في ملكوت السماوات والأرض ساكن الفردوس”. (( الراوي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 4037 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))

“لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 7301 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))

ثبت عن أبي عبد الله قال في فضل سورة الرحمن: “لا تَدعُوا قراءة سورة ( الرحمن ) والقيام بها ، فإنّها لا تَقِرّ في قلوب المنافقين ، ويأتي بها ربّها يوم القيامة في صورة آدمي ، في أحسن صورة ، وأطيب ريح ، حتّى تَقِف من الله موقفاً لا يكون أحدٌ أقرب إلى الله منها ، فيقول لها: من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ، ويُدْمن قراءتك ؟ فتقول : يا ربّ ، فلان وفلان فتبيضّ وجوههم ، فيقول لهم : اشفعوا فيمن أحببتم. فيشفعون ، حتّى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له فيقول لهم : ادخُلوا الجنّة ، واسكنوا فيها حيث شئتم”. (( ثواب الأعمال : ١٤٣ / ١ ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة يس

خواص سورة الرحمن

 سورة الرحمن

  • اختصاص سورة الرحمن بأنها السورة الوحيدة التي افتتحت باسم من أسماء الله تعالى وهو الرحمن الذي لم يتقدم عليه غيره، كما تميّزت ببديع أسلوبها.
  • تكرار ذكر قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، فقد جاء ذكر هذه الآية في السورة إحدى وثلاثين مرة، وقد دلّ ذلك على مقام الامتنان والتعظيم، كما دلّ على الأسلوب العربيّ الجليل.
  • استخدام أسلوب الترغيب والترهيب، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في السورة الكريمة حال الأشقياء، وما يعانونه من الفزع والأهوال يوم القيامة، ثمّ ذكر حال المتنعّمين في الجنان بإسهاب وتفصيل.
  • ذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي لا تُحصى، ومنها نعمة تعليم القرآن.
  • بيان دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن، ثم استعراض الكون بما فيه من أمور منظورة.
  • تميّز السورة بتناسق كلماتها، وإيقاع فواصلها، ونسقها الخاص الملحوظ.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الرعد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *