فضل سورة ق

تعد سورة ق من السور المكية باستثناء الآية الثامنة والثلاثين منها فهي آية مدنية، وهي السورة الخمسون حسب ترتيبها في القرآن الكريم، تقع في الجزء السادس والعشرين، وتكثر الأدلة على فضل سورة ق سواء من السنة النبوية أو من خواص السورة وما تشتمل عليه من مضامين.

فضل سورة ق

فضل سورة ق

وردت بعض الأحاديث الصحيحة في فضل سورة ق ومن هذه الأحاديث:

“ما كانَ يَقْرَأُ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الأضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقالَ: كانَ يَقْرَأُ فِيهِما بـ {ق وَالْقُرْآنِ المَجِيدِ}، وَ{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ}”. (( الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 891 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

من السنن المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عيدي الفطر والأضحى، قراءة سورة ق في الركعة الاولى، وهذا يعدّ من فضائل سورة ق، والحكمة من ذلك ما اشتملت عليه السورة من الإخبار بالبعث وأخبار الأمم السابقة وهلاك المكذبين ومنكري البعث، ولتشبيه خروج الناس لصلاة العيد بخروجهم يوم البعث إلى الحشر.

“ما حَفِظْتُ ق، إلَّا مِن في رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَخْطُبُ بهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، قالَتْ: وَكانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَاحِدًا”. (( الراوي : أم هشام بنت حارثة بن النعمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 873 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

من السنن المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قراءة سورة ق أو بعضها، في صلاة الجمعة أو في خطبة الجمعة، وقال العلماء في سبب اختياره -صلى الله عليه وسلم- لسورة ق؛ ما اشتملت عليه من التذكير بعذاب الله تعالى والبعث والموت وأخبار الأمم السابقة والمواعظ الشديدة، فتكون بمثابة تجديد روح الترغيب والترهيب في نفس المسلم.

“إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في الفَجْرِ بـ {ق والْقُرْآنِ المَجِيدِ} وكانَ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 458 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

في هذا الحديث النبوي وصف لصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتخفيف وأنه كان يقرأ سورة ق في صلاة الفجر، وأجمع الفقهاء على أن السنة أن يقرأ المسلم في صلاة الفجر بطوال المفصّلات، وفيه إشارة إلى أن تخفيفه هو قراءته بسورة ق.

عن زيد بن ثابت قال أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمَهُ المدينَةَ فعَجِبَ فقيلَ لهُ : هذا غلام من بنِي النجارِ, قد قرأ مما أنْزَلَ اللهُ عليكَ بضعَ عشرةَ سورة, فاستقرأنِي فقرأتُ قَ فقال لي : تعلّمْ لي كتابَ يهودٍ, فإني ما آمن يهود على كتابِي فتعلّمْتهُ في نصْفِ شهرٍ حتى كتبتُ له إلى يهودٍ, وأقرأ لهُ إذا كتبوا إليهِ. (( الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تغليق التعليق، الصفحة أو الرقم: 5/306 | خلاصة حكم المحدث : روي من طرق صحيح ))

وتُعتبر سورة ق من سور المفصل وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، و أُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ”. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1457 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

اختلف العلماء، في المقصود بـ: فضلت بالمفصل؛ فذهبوا إلى عدة أقوال؛ فكانت سورة ق إحدى أقوال العلماء في تفسير المقصود بالمفصل، فابن كثير رجح أن سورة ق هي بداية السور المفصلّات، والمفصّل يقسم طوال وأواسط وقصار مفصلة.

تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأحاديث الموضوعة المنتشرة في فضل سورة ق مثل حديث “من قرأ هذه السورة يُهوِّنُ الله عليه سكرات الموت ، ومن كتبها وعلّقها على مصروع أفاق ، ومن كتبها في إناء وشربتها امرأةٌ قليلةُ اللَّبن كَثُر لبَنُها”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 271 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

اقرأ أيضًا: أسباب نزول سورة ق

فضائل سورة ق وخواصها

يمكن للمسلم بأن يستخلص من سورة ق العديد من الآثار العملية التي يمكنه تطبيقها في حياته العملي، بحيث يكون أقرب للمنهج القرآني، ومن ذلك ما يأتي:

اقرأ أيضًا: فضل سورة المرسلات

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version