فضل سورة الحجرات

يأتي فضل سورة الحجرات من كونها تُعنى بالأمور التشريعية والتوجيهية والتربوية اللازمة في إقامة المجتمع المسلم المتوازن؛ لذا جاءت آيات سورة الحجرات تحمل الطابع التربوي والتهذيبي في التعامل مع الرسول الكريم إلى جانب عدد من الآداب العامة في التعامل بين الناس كافة.

فضل سورة الحجرات

لم يرد حديث صحيح في فضل سورة الحجرات وأن كل ما يتناقل في فضل سورة الحجرات في جلب الرزق أو تسهيل أمور الزواج والأجر لا صحة له وهو أقرب إلى الابتداع من الاتباع، لكن تجدر الإشارة إلى فضل سورة الحجرات أنها أول سور المفصل في القرآن الكريم والتي تبدأ من سورة الحجرات كما قال بذلك الحنفية والشافعية ورجحه ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم، وقد ورد في فضل المفصل العديد من الأحاديث مثل:

أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، و أُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، و أُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، و فُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1059 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

أعطيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ، وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ منِ تحتِ العرشِ، والمفصلُ نافلةٌ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ قال : ما صليتُ وراءَ أحدٍ أشبهَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من فلانٍ قال سليمانُ هو ابنُ يسارٍ كان يُطيلُ الركعتَينِ الأولَيينِ من صلاةِ الظهرِ ، ويُخفِّفُ الأخيرتَينِ ويُخفِّفُ العصرَ ويقرأُ في المغربِ بقصارِ المُفصَّلِ ، ويقرأُ في العشاءِ بوسطِ المُفصَّلِ ، ويقرأ في الصبحِ بطِوالِ المُفصَّلِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/432 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الزخرف

وهناك العديد من الأحاديث التي تتعلق بآيات سورة الحجرات مما يُشير ضمنًا إلى فضلها ومن ذلك:

اختلف الصحابيّان الجليلان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فارتفعت أصواتهما أمام النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، جاء في الحديث الذي يرويه عبد الله بن الزبير: “أنه قَدِمَ ركب من بني تَميمٍ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال أبو بكرٍ: أمِّرِ القَعْقاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرارَةَ، قال عُمرُ: بل أمِّرِ الأقْرَعَ بْنَ حابِسٍ، قال أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، قال عُمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتَمارَيا حتى ارتفعت أصواتُهما، فنزل في ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا) حتى انْقَضَتْ”. (( الراوي : عبدالله بن الزبير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4367 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: “اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ “لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ”. (( الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 13/536 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

قال أبو جبيرة بين الضحاك: فينا بَني سَلِمةَ قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11]، قال: قَدِمَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليس مِنَّا رَجُلٌ إلَّا وله اسْمانِ أو ثلاثةٌ، فجَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: يا فلانُ، فيقولون: مَهْ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّه يَغضَبُ من هذا الاسمِ، فأُنزِلَتْ هذه الآيةُ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. (( الراوي : أبو جبيرة بن الضحاك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4962 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

انتشرت الكثير من الأحاديث الباطلة في فضل سورة الحجرات، ومن أبرز هذه الأحاديث الموضوعة : “من قرأ سورة الحجرات اُعطي من الأجر بعدد من أطاع الله تعالى وعدد من عصاه عشر مرّات. ومن كتبها وعلّقها عليه في قتال أو خُصومة أمِنَ خوف ذلك، وفتح الله تعالى على يديه باب كلِّ خير”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 326 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة فصلت

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version