سورة الصافات هي من السور القرآنية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل هجرته للمدينة المنورة، وتتكون من “182” آية، ترتيبها بالقرآن الكريم السابع والثلاثين، وبدأت بالقسم بجموع الملائكة ” الصافات”، ويعظم فضل سورة الصافات سواء بسبب ما ثبت عنها من أحاديث وآثار أو لاشتمالها على العديد من الفضائل التي من شأنها أن تنفع المسلم في حياته.
فضل سورة الصافات
يشمل فضل قراءة القرآن الكريم كل سور الكتاب التي لا تتجزأ أبدًا، وقد وردَ في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها”. (( الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: السيوطي | المصدر: مطلع البدرين، الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
أما بالنسبة إلى فضل سورة الصافات على جهة الخصوص فقد جاء عن عبد الله بن عمر: أنّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يأمرُنا بالتَّخفيفِ ويؤُمُّنا بالصَّافَّاتِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 206 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] ))
عن أبي بن كعب قال: إنِّي كنتُ عند النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فجاء أعرابيٌّ فقال: “يا نبيَّ الله، إنَّ لي أخًا وبه وجعٌ، قال: ما وجعُهُ؟، قال: لممٌ، قال: فأتِنِي به”، فوضعَهُ بين يديهِ فعوَّذهُ بالفاتحة وأوَّل البقرةِ وآيةِ الكرسيِّ و “إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ” وثلاثة من آخر البقرة و “شهِدَ الله” وآية في الأعْراف “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ” وآخرِ سورةِ المؤمنينَ “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ” و “وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا”، وعشرٍ منْ أوَّلِ الصافاتِ وثلاثةٍ من آخرِ الحشرِ و “قُلْ هُوَ” والمعوذتينِ فقامَ الرجلُ كأنهُ لم يَشْكُ شيئًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/118 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
ورد في سورة الصافات آثار لا تصح في فضلها، ومن ذلك ما ورد عن الصحابي أبي بن كعب -رضي الله عنه- وهو حديث موضوع لا يصح، وهو كالتالي: عن النبي صلى الله عليه وسلم” من قرأ والصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 240 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
“يا علي مَن قرأَ (والصَّافَّات) لا يصيبه يوم القيامة جُوع، ولا عطش، ولا يفزع إِذا فزع النَّاس، وله بكلّ آية قرأَها ثواب الضَّارب بسيفين فى سبيل الله”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الفيروز آبادي | المصدر : بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الصفحة أو الرقم: 398 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الأنعام
ومن فضائل سورة الصافات على حياة المسلم:
-
- التراص في صفوف الصلاة، وعدم الرجوع للصفوف الخلفية إلا من بعد إتمام الصفوف المتقدمة، كالملائكة التي تقف متراصة بأجنحتها في الهواء انتظارًا لأمر الله تعالى، كما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 815 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- الحرص على مداومة ذكر الله تعالى في كل وقت، كالملائكة التي تداوم على ذكر الله تعالى وتوحده، ولا تنقطع عن ذلك، قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: “أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أن تَئطَّ إنَّهُ ليسَ فيها مَوضعُ قدمٍ إلَّا وعليهِ ملَكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ ، وقالَ الملائكةُ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}”. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2312 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
- الارتداع عن المعاصي والذنوب وما يغضب الله تعالى على أثر قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}، فقيل أن معنى ذلك؛ الملائكة التي تردع المسلم عن المعصية والشرك بالله تعالى.
- الحلف بالله تعالى فقط، فالله تعالى وحده من يقسم بالملائكة والتين والزيتون وما إلى ذلك.
- تفكر الإنسان فيما حوله، دون إغفال التفكر في نفسه والتفكر في حركاته وسكناته، وروجه التي بين جنبيه.
- عدم تصديق شعوذة وكذب الكهنة، وما هم إلا سمّاعون للأخبار الكاذبة من الشياطين المقذوفة بالشهب.
- الحذر من عداوة الشيطان لبني آدم.
- جعل التوحيد والتقوى هما نقطتا ارتكاز حياة المسلم.
- المراعاة لأحوال المأمومين في الصلاة، فيخفف الإمام عنهم، ويأتي بمثل ما اعتادوا عليه أو حسب أحوالهم وظروفهم.
اقرأ أيضًا: فوائد النجوم في سورة الصافات