فضل سورة الشعراء
سورة الشعراء واحدة من السور المكية باستثناء الآية 197، والآيات من الآية 224 حتى نهاية السورة فهي مدنية، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الواقعة، ويبلغ عدد آياتها 224 آية، وهي السورة السادسة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء التاسع عشر، والحزب السابع والثلاثين والثامن والثلاثين، ويتجلى فضل سورة الشعراء من أنها نزلت تسرية عن فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.
فضل سورة الشعراء
سورة الشعراء من سور الطواسين التي تشتمل على: الشعراء، والنمل، والقصص، حيث بدأت سورتا الشعراء والقصص بقوله سبحانه: “طسم”، وبدأت سورة النمل بقوله -عز وجل-: “طس”، وقد وردت عدة أحاديث في فضلها مثل:
اعمَلوا بالقرآنِ، وأحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه، واقتدوا به، ولا تكفُروا بشيءٍ منه، وما تشابَهَ عليكم منه فرُدُّوه إلى اللهِ وإلى أولي العلمِ مِن بعدي، كيما يُخِبرونكم، وآمنوا بالتَّوْراةِ، والإنجيلِ، والزَّبورِ، وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن ربِّهم، ولْيَسَعْكم القرآنُ وما فيه مِن البيانِ؛ فإنَّه شافعٌ مشفَّعٌ، وماحلٌ مصدَّقٌ، وإنَّ لكلِّ آيةٍ منه حورًا يومَ القيامةِ، وإنِّي أُعطِيتُ سورةَ البقَرةِ مِن الذِّكْرِ الأوَّلِ، وأُعطِيتُ طه والطواسينِ مِن ألواحِ موسى، وأُعطِيتُ فاتحةَ الكتابِ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
إِنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ ، وأعطاني الراآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ ، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبورِ ، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ ، ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ ببُطُونِ قُرَيْشٍ وقالَ لنا قَبِيصَةُ: أخْبَرَنا سُفْيانُ، عن حَبِيبِ بنِ أبِي ثابِتٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ}، جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُوهُمْ قَبائِلَ قَبائِلَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3525 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) لَمَّا نزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا فاطِمةُ بِنتَ محمدٍ، يا صَفيَّةُ بِنتَ عَبدِ المُطَّلِبِ، يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، لا أملِكُ لكم مِنَ اللهِ شَيئًا، سَلوني مِن مالي ما شِئتُم. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 25535 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
لمَّا نزلَت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاءَ عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ وحسَّانُ بنُ ثابتٍ وكعبُ بنُ مالكٍ وهم يبكونَ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ أنزلَ اللَّهُ هذهِ الآيةَ وهوَ يعلَمُ أنَّا شعراءُ فقالَ: اقرءوا ما بعدَها { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أنتُم { وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } أنتُم. (( الراوي : [أبو الحسن البراد] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 10/555 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
ومن الأحاديث الموضوعة الواردة في فضل قراءة سورة الشعراء حديث: “من قرأ سورة الشعراء كان له بعدد كل مؤمن ومؤمنة عشر حسنات ، وخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا اللّه ، ومن قرأها حين يصبح ، فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها اللّه ، ومن شربها بماء شفاه اللّه من كل داء ، ومن كتبها وعلقها على ديك أفرق ، يتبعه حتى يقف الديك ، فإنه يقف على كنز ، أو في موضع يقف يجد ماء”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 210 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الأعراف
فضائل سورة الشعراء وخواصها
فضائل سورة الشعراء عظيمة على غرار بقية سور القرآن الكريم، ومن أبرز الخواص التي تميزت بها سورة الشعراء:
تدور سورة الشعراء حول أهمية توصيل الرسالة إلى الناس بأحسن الوسائل المؤثرة. ففي عهد سيدنا موسى كانت هذه الوسيلة هي السحر، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت الشعر والشعراء (ومن هنا اسم السورة).
نزلت هذه السورة في أكثر وقت كان المسلمون فيه بحاجة إلى تعلّم فن الإعلام وتوصيل الأفكار: مع بداية مرحلة الدعوة الجهرية، وخاصة بعد وقوف النبي على جبل الصفا وإعلان الإسلام لأول مرة في مكة كدعوة علنية، وبذلك تكون رسالة السورة واضحة في بيان أهمية الإعلام وحسن توصيل الأفكار في نشر الدعوة.
عندما تقرأ سورة الشعراء، تذكر دائماً أن الإعلام ينبغي أن يكون من وسائل الدعوة إلى الله، لا أن يستخدم في الترويج للمعاصي والفتن والفواحش. هذه هي رسالة السورة للإعلاميين. وأما الرسالة الثانية، فهي للأمة كلها، وخاصة الدعاة إلى الله، ليتعلموا البحث عن أفضل الطرق التي يؤثرون بها في الناس، مقتدين في ذلك بالحوار الراقي لأنبياء الله مع أقوامهم خلال السورة.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن الشعر