فضل سورة المؤمنون
تعد سورة المؤمنين من السور المكية، حيث نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعد سورة الأنبياء، وهي في الجزء الثامن عشر وفي الحزب الخامس والثلاثين، عدد آياتها 118 آية، ويتجلى فضل سورة المؤمنون مما ذكرته الأحاديث النبوية إضافةً إلى الأهمية البالغة لمواضيعها.
فضل سورة المؤمنون
عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعتُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنهُ- يقولُ: “كانَ إذا أنزلَ الوحيُ على رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُسمَعُ عندَ وجهِهِ دويٌّ كدويِّ النَّحلِ، فمكثْنَا ساعةً، فاستقبل القِبلةَ ورَفَعَ يديهِ، فقالَ: اللهمَّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمْنَا ولا تُهِنَّا، وأعطِنَا ولا تحرمْنَا، وآثرِنا ولا تؤثرْ علينا، وأرضنا وارْضَ عنَّا، ثمَّ قالَ: لقد أُنزِلَتْ علينا عشرُ آياتٍ مَنْ أقامَهُنَّ دخلَ الجَنَّةَ، ثم قَرأَ: قد أفلح المؤمنون، إلى عشر آيات”. (( الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: البغوي، المصدر: شرح السنة، الصفحة أو الرقم: 3/154، خلاصة حكم المحدث: حسن ))
كانوا يلتفِتونَ في صلاتِهم حتَّى نزلت قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ فأقبَلوا على صلاتِهم ونظَروا أمامَهم وَكانوا يستحبُّونَ أن لا يجاوزَ بصرُ أحدِهم موضعَ سجودِهِ. (( الراوي : محمد بن سيرين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 2/271 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ورجاله ثقات ))قال عمرُ وافقتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في أربعٍ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ لو صلَّيْنا خلفَ المقامِ ، ولو ضرَبْتَ على نسائِك الحجابَ ، ونزلت هذه الآيةُ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} فقلتُ أنا: تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين فنزلت {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ودخلت على أزواجِه فقلتُ : لتنْتَهِينَّ أو ليُبْدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ فنزلتِ هذه الآية من سورة المؤمنون. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/597 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد في الصحاح ))
ورد فضل سورة المؤمنون أحاديث خاصة بالسورة إجمالا ولكنها أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ لا أصل لها، كالحديث الذي رواه أبي بن كعب في فضل سورة المؤمنين أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “منْ قَرأَ سُورة المُؤمنون بشَّرتهُ المَلائكة بالرَّوح والرَّيْحَان، ومَا تَقرُّ بهِ عيْنُه عندَ نزُول ملَك المَوت”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 196 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ولكن فضل سورة المؤمنين كفضل بقية سور القرآن الكريم، والدليل على ذلك ما جاء عن عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1457 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) والمؤمنون من سور المئين التي أُعطيها النبي مكان الزبور.
ويُثاب المسلم على قراءة سورة المؤمنون كما في قراءة القرآن الكريم كله للمسلم في قراءته أجر كبير وفضل عظيم كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2910 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
اقرأ أيضًا: فضل آل عمران
فضائل سورة المؤمنون وخواصها
بدأت السورة بالحديث عن المؤمنين وصفاتهم وأكدت على فلاحهم بهذه الصفات التي سيدخلون بها الجنة بإذنه تعال، كما تحدثت السورة عن بعض البراهين والأدلة على قدرة الله -سبحانه وتعالى- وعلى وحدانيته، كاستعراض أطوار خلق الإنسان وهو في رحم أمه، ثم نهاية حياته بالموت المحتوم والذي يكون بعده النشور، حيث يخرج الناس للحساب يوم القيامة، ثم تشير إلى قدرة الله تعالى في خلق السموات السبع، وأنه تعالى لم يهمل شؤون خلقه.
تتناول آيات سورة المؤمنون قصة سيدنا نوح -عليهالسلام- وقصة الطوفان، وقصة سيدنا هود -عليه السلام-، وبعد ذلك تستعرض الآيات قصصا عن أخبار الأمم السابقة تبيانا لسنة الله تعالى في خلقه وصولا إلى موسى وعيسى -عليهما السلام-، وأن كل أمة سينتهي أجلها وتكذب الرسل فيقع عليها العقاب والعذاب.
وفرقت الآيات بين حال الناس الذين غفلوا عن رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- فغدوا متفرقين متنازعين بينما المؤمنون يعبدون الله تعالى كما أراد ويعملون الصالحات، ثم تظهر الآيات التعجب من الكفار في كفرهم وفي الأسباب التي تقف وراء كفرهم!.
تصور الآيات مشاهد يوم القيامة وتوبخ الكفار لسوء أعمالهم في الفترة التي عاشوها في الدنيا ولم يغتنموها، وفي الختام تنتهي الآيات بتقديس الله تعالى وتسبيحه وتنزيهه عن كل العيوب والنقائص.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الإسراء