فضل سورة طه

سورة طه مكية النزول باستثناء آيتين، وهما: الآية مئة وثلاثون، والآية مئة وإحدى وثلاثين، حيث نزلتا في المدينة المنورة، وقد نزلت بعد سورة مريم، واحتوت السورة الكريمة في بدايتها على لفظ طه، والذي قيل في معناه يا رجل أو يا إنسان، وهناك آراء وأقوال أخرى بأن لفظ طه هو حرفين كلا منهما يحمل معنى، أو أنه اسم من أسماء الله -تعالى-، فأقسم به جل وعلا، وتتعدد الأدلة على فضل سورة طه من السنة النبوية.

فضل سورة طه

فضل سورة طه

لقد ورد عددٌ من الأحاديث الصَّحيحة في فضل سورة طه ومنها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “أعطيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ ، وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ منِ تحتِ العرشِ، والمفصلُ نافلةٌ”. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن المعروف عن فضل سورة طه أنَّها كانت من السُّور الأوائل التي نزلت على المسلمين، فكان يتلوها المسلمون سرًّا حين كانت الدعوة سريّة في مكّة، ومن بينهم كانت أخت عمر بن الخطاب وزوج أخته، وعندما علم عمر بن الخطاب بإسلامهم ذهب إليهم غاضبًا، وما إن سمع آيات سورة طه حتَّى شرح الله صدره للإسلام، وسأل عن النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلن إسلامه أمامه.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة طه مع بعض السور الأخرى: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))

لقد ذكر عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ هذه السُّورة أنّ لها فضلًا كبيرًا، فالعتاق عند العرب هي الأمور التي تبلغ قمة الجودة والفضل، وقد أخذت هذه السُّورة هذه المكانة لأنَّها جمعت قصص الأنبياء والرُّسل عليهم السَّلام، وأمّا قوله -رضي الله عنه- إنّها من التِّلاد فيعني أنَّها من السُّور الأولى التي نزلت على المؤمنين وحفظوها في بداية الدعوة، فالتِّلاد في الأصل هو المال القديم الموروث، والله أعلم.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اسمُ اللهِ الأعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ به أجاب في سُوَرٍ ثلاثٍ في البَقرةِ وآلِ عِمْرانَ وطه”. (( الراوي : أبو أمامة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 177 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

لقد تظافرت الشروح لهذا الحديث لتعيين وتحديد اسم الله الأعظم الوارد بصورة مشتركة بين هذه السُّور الثَّلاث، فاسم الله الأعظم الوارد في سورة البقرة هو ما ورد في آية الكرسي في قوله تعالى: {اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، واسم الله الأعظم في سورة آل عمران هو ما ورد في بداية السُّورة وافتتاحيتها في قوله تعالى: {اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.

وأمَّا اسم الله الأعظم الوارد في سورة طه فهو في قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}، وقال الألباني إنّ الأقرب في رأيه في شرح هذا الحديث إنَّ الآية التي تحوي اسم الله الأعظم في سورة طه هي قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا}، فاسم الله الأعظم في هذه الحال هو “الله” جلّ جلاله.

اقرأ أيضًا: فوائد من سورة طه

خواص سورة طه

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يراوِحُ بينَ قدميْهِ يقومُ على كلِّ رجلٍ حتَّى نزلَت مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 10/141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

قالت عائشةُ أمُّ المؤمنين رضِي اللهُ عنها : أوَّلُ سورةٍ تعلَّمتُ من القرآنِ كلِّها بأسرِها طه , فكنتُ إذا قرأتُها عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ ما أنزلنا عليك القرآنَ لتشقَى قال لا شقيتُ يا عائشةُ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : أبو نصر السجزي الوائلي | المصدر : التذكار، الصفحة أو الرقم: 199 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

أضافَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضيفًا فلم يَلْقَ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما يُصْلِحُهُ فأَرْسَلَ إلى رجلٍ من اليهودِ يقولُ لَكَ محمدٌ رسولُ اللهِ أسلِفْنِي دَقِيقًا إلى هلالِ رجبٍ قال لَا إِلَّا بِرَهْنٍ فَأَتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخْبَرْتُهُ قال أمَا واللهِ إِنِّي لَأَمِينٌ في السماءِ أمينٌ في الأرضِ ولو أَسْلَفَنِي أَوْ بَاعَنِي لَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجْتُ من عندِهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ إلى آخرِ الآيةِ يُعْزِفُهُ عنِ الدُّنْيا. ((  الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 4/129 | خلاصة حكم المحدث : ثابت ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الكهف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *