فضل سورة الكهف

سورة الكهف هي سورة مكية على الصحيح من أقوال علماء التفسير، نزلت على النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد سورة الغاشية وقبل سورة الشورى، وقد ثبت فضل سورة الكهف بالعديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، كما تدل مضامين السورة وخواصها على عظيم فضلها.

فضل سورة الكهف

خواص سورة الكهف

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ ، و مَنْ تَوَضَّأَ فقال : سبحانَكَ اللهمَّ و بحمدِكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ ، أستغفرُكَ و أتوبُ إليكَ ، كُتِبَ في رَقٍّ ، ثُمَّ جُعِلَ في طابعٍ ، فلمْ يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2651 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))

مَنْ حفظَ عشرَ آياتٍ من أولِ سورةِ الكهفِ عُصِمَ مِنَ ” فِتْنَةِ ” الدَّجَّالِ. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 582 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

ذكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذلكَ فِينَا، فَقالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فيه وَرَفَّعْتَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتي علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إنَّه شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بعَبْدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ. (( الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2937 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

قَرَأَ رَجُلٌ سورةَ الكَهفِ، وله دابَّةٌ مَربوطةٌ، فجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تَنفِرُ، فنَظَرَ الرَّجُلُ إلى سَحابةٍ قد غَشيَتْه، أو ضَبابةٍ، ففَزِعَ، فذَهَبَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: سَمَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاك الرَّجُلَ؟ قال: نعمْ، فقال: اقرَأْ فُلانُ؛ فإنَّ السَّكينةَ نَزَلَتْ للقُرآنِ، أو عندَ القُرآنِ. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 18509 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))

إنَّ أُسيدَ بنَ حُضيرٍ لما قرأ سورةَ الكهفِ تَنزَّلَتِ الملائكةُ لسماعِها كالظُّلَّةِ فيها السُّرُجُ. (( الراوي : أُسيد بن حُضير| المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى، الصفحة أو الرقم: 11/576 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومما يدل على فضل سورة الكهف ما ثبت عن أبي هريرة قال: قال لي نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبا هُرَيرةَ، ألَا أدلُّكَ على كلمةٍ كَنْزٍ مِن كَنْزِ الجنَّةِ تحتَ العرشِ؟ قال: قلتُ: نعم، فِداكَ أبي وأُمِّي، قال: أنْ تقولَ: لا قوَّةَ إلَّا باللهِ -قال أبو بَلْجٍ: وأحْسِبُ أنَّه قال-: فإَّن اللهَ عزَّ وجَلَّ يقولُ: أَسلَمَ عبدي واسْتَسْلَمَ. قال: فقلت لعمرو: قال أبو بلج: قال عمرو: قلت لأبي هريرة: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: لا، إنها في سورة الكهف: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف: 39]. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 8426 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

مَن قرأَ سورةَ الكَهْفِ ليلةَ الجمعةِ ، أضاءَ لَهُ منَ النُّورِ فيما بينَهُ وبينَ البَيتِ العَتيقِ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن الملقن | المصدر : تحفة المحتاج، الصفحة أو الرقم: 1/522 | خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة] ))

مَن قرأَ سورةَ الكَهْفِ في يومِ الجمعةِ ، سَطعَ لَهُ نورٌ مِن تحتِ قدمِهِ إلى عَنانِ السَّماءِ ، يضيءُ لَهُ يومَ القيامةِ ، وغُفِرَ لَهُ ما بينَ الجمعتينِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 1/354 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة الكهف مع بعض السور الأخرى: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))

اقرأ أيضا: أحاديث عن سور القرآن

خواص سورة الكهف

فضل سورة الكهف

إن لسورة الكهف عددا من الخواص التي يمكن للقارئ أن يستنتجها من خلال تدبر السورة وفهم مآلاتها، فقد ذكرت السورة عددا من القضايا والموضوعات وهي:

1- الدار الآخرة، حيث تتلاقى بداية السورة ونهايتها بحديثها عن الدار الآخرة وتقرير هذه الحقيقة، فقد قال الله -تعالى- في بداية السورة الكريمة: (االْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا)، وختمها -تعالى- بقوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، وقد تضمنت قصة موسى والعبد الصالح الحديث عن اليوم الآخر بذكر قدرة الله والسنن الكونية.

2- البعث، حيث تكرر الحديث عن البعث فيما يأتي:

  • قصة أصحاب الكهف، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا).
  • تقرير حقيقة أن الحق من عند الله تعالى، وأن الله أعطى لكل إنسان القدرة على الاختيار بين الإيمان والكفر، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
  • قصة صاحب الجنتين وصاحبه الذي أنكر البعث وقدرة الله على ذلك، والذي شك في يوم الحساب وذلك قوله: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا).
  • المثل الذي ضربه الله بالحياة الدنيا، قال تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)
  • قصة ذي القرنين الذي آتاه الله من أسباب القوة والتمكين ما آتاه، وقد كان عبدا مؤمنا بالله، وكان مقصدا لأقوام مستضعفة ليحول بينها وبين المفسدين، فذكر لهم بعد أن أعانهم أن كل شيء في هذه الحياة سينتهي عندما يأتي وعد الآخرة، قال تعالى: (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

3- توحيد الله تعالى وتقرير وحدانيته، فأنذر الله المكذبين بوحدانيته وبين كذبهم، وذلك في بداية السورة الكريمة، قال الله تعالى: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) كما ختم السورة بأهمية الإيمان به سبحانه، وتنزيهه، واليقين بلقائه، قال تعالى: (أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ) وقد حذر الله -تعالى- في سياق السورة من اتخاذ الشياطين أولياء من دون الله، وانتهت السورة بتهديد من اتخذ أولياء من دون الله، قال تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا).

4- تقرير أن القرآن من عند الله وهو الحق المبين، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا).

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الكهف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *