فضل سورة الرعد
يعظم فضل سورة الرعد حيث أنها تتحدث عن الظواهر الكونية حيث أن الرعد جمع النقيضين فهو على كونه مخيفًا في ظاهره إلا أنه فيه الخير كله من الماء الذي ينزل من السحاب الذي يحمل الماء والصواعق وفي الماء الإحياء وفي الصواعق الإفناء والهلاك، وتتعدد فضائل وخواص سورة الرعد وتأثيرها الإيجابي على المسلمين.
فضل سورة الرعد
لم ترد أحاديث نبوية صحيحة تخص سورة الرعد بفضل معين، وما ورد في ذلك لا تتعد كونها أحاديث ساقطة لا تصح، ومنها الحديث الوارد عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو: “من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 157 | خلاصة حكم المحدث : موضوع )).
هناك بعض الآثار الواردة في فضل سورة الرعد مثل: عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال : “من أكثر من قراءة سورة الرعد لم يصبه اللّه بصاعقة أبدا ، ولو كان ناصبيا ، وإذا كان مؤمنا أدخله الجنة بغير حساب ، ويشفع في من يعرفه من أهل بيته وإخوانه”. (( ثواب الأعمال ، ص 135 ))
وعن الإمام الصادق: “من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلاة العتمة ، وجعلها من ساعته على باب السلطان الجائر الظالم ، قام عليه عسكره ورعيته ، فلا يسمع كلامه ، ويقصر عمره وقوله ، ويضيق صدره ، وإن جعلت على باب ظالم أو كافر أو زنديق ، فهي تهلكه بإذن اللّه تعالى”.
وردت بعض الأحاديث المرتبطة بآيات سورة الرعد وفضائلها مثل:
في صلح الحديبية، رفض سهيل بن عمر كتابة البسملة في بداية نص الصلح، حيث قال للرسول (ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة) وكان يعني مسيلمة الكذاب، اكتب باسمك اللهم، وهكذا كانت أهل الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم من سورة الرعد “وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ”. (( الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 16800 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعثَ رجلًا مرّةً إلى رجل من فراعنةِ العربِ، فقالَ: اذهب فادعهُ لي، فقال: يا رسول اللهِ، إنَّه أعتَى منْ ذلك، قال: اذهب فادعهُ لي، قال: فذهب إليه، فقالَ: يدعوكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال: وما الله، أمنْ ذهبٍ هو أو منْ فضةٍ أو من نحاس؟ قال: فرجعَ إلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرَهُ، وقالَ: قد أخبرتُكَ أنَّه أعتَى من ذلك، قال لي: كذا وكذا، فقال: ارجع إليه الثانية فادعه، فرجعَ إليه، فأعادَ عليهِ مثلَ الكلامِ الأول، فرجَعَ إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- فأخبرَهُ، فقالَ: ارجعْ إليه، فرجعَ الثَّالثة فأعادَ عليه ذلكَ الكلام، فبَيْنَا هوَ يكلِمُنِي إذ بُعِثَتْ إليهِ سحابةٌ حيالَ رأسِهِ، فرعدتْ فوقعتْ منها صاعقةٌ فذهبتْ بقحفِ رأسهِ، فأنزلَ اللهُ تَعَالى من سورة الرعد “وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَال”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 6/225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
عندما جاء معشر قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه كي يتأكدوا أنه نبي يوحي اليه، أن يطلب من الله أن يحيي موتاهم ويبعد عنهم الجبال، ويفجر لهم الأنهار، ويحول لهم الصخور ذهبًا، فقال الرسول لهم بعدما نزل عليه الوحي “والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابًا لا يعذبه أحد من العالمين”، فنزل من سورة الرعد “وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ ٱلْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَاْيْـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعًا”. (( الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 7/115 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال : سبحان الَّذي { يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } [ الرعد : 13 ] ثمَّ يقولُ : إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ. (( الراوي : عامر بن عبدالله بن الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الأعراف
فضائل سورة الرعد وخواصها
لسورة الرعد العديد من الآثار الإيجابية التي يستفيد منه المسلم في حياته، ومنها:
- إدراك المسلم لعلم الله النافذ لكل ما في السماوات والأرض، خفي الأمر أو عظم، فيحرص المسلم على مراقبة ما يخفي وما يعلن.
- إحاطة المسلم لما حوله من دواعي توحيد الألوهية، من قدرات هائلة عجيبة في خلق السماوات والأرض، فيحرص المسلم على استشعار ما حوله، لزيادة إيمانه ولزيادة الخشية من الله تعالى.
- إيمان المسلم بحكمة الله وعلمه بما في الأرحام، فهو الواهب للذكور والإناث، ولا معط إلا الله تعالى، ولا مانع إلا الله تعالى.
- تصديق المسلم بأنه تعالى مستغن عن عباده فلا يضره ولا ينفعه إذا ما الإنسان شكر أم كفر، فله يسبح كل ما في السماوات والأرض.
- وصول المسلم إلى حالة من الطمأنينة والسكينة الكامنة في ذكر الله تعالى، فيحرص على اللجوء من ضوضاء الحياة العامة وابتلاءاتها، إلى ذكر الله تعالى في آناء الليل وأطراف النهار.
- فهم الداعية أن وظيفته مقتصرة على الدعوة إلى الله تعالى، فلا ييأس مما يلاقيه من صد الناس عنه.
- التأكيد على أن الله تعالى شديد العقاب كما أنه غفور رحيم، ومن شأن ذلك أن يربي المسلم نفسه على رجاء الرحمة والخوف من العقاب، فلا ييأس من عقاب الله تعالى، ولا يغتر برحمة الله تعالى بل يوازن ما بين الرجاء والخوف.
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الرعد