فضل سورة الأعراف عظيم فهي سورة متعددة المقاصد، نزلت بمكة المكرمة، ما عدا الآيتين ذواتا الرقم مئة وثلاثة وستين ومئة وسبعين، فهما مدنيتان، وتتألف السورة من مئتين وستة آيات، رقمها السابعة في ترتيب المصحف في الجزء التاسع في الأحزاب السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، كان نزولها بعد نزول سورة ص، وتبدأ سورة الأعراف بحروف مقطعة.
فضل سورة الأعراف
عن مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ ! قلتُ : يا أبا عبدِ اللهِ ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ : الأعراف. (( الراوي : مروان بن الحكم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 989 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَرَأَ سُورَةَ الأَعْرَافِ فِى صَلاَةِ الْمَغْرِبِ، فَرَّقَهَا فِى رَكْعَتَيْنِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 990 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قرأ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قرأ في صلاة المغربِ بسورةِ الأعرافِ، وقرأ فيها بسورةِ محمدٍ، وقرأ فيها بسورةِ الطورِ، وقرأ فيها بسورةِ المرسلاتِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين| المحدث : ابن عثيمين | المصدر : الضياء اللامع، الصفحة أو الرقم: 141 | خلاصة حكم المحدث : ثابت ))
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَل مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2305 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) السبعُ الأُوَل هي: «البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة. وأَخَذَ السَّبْعَ: أي من حفظها وعلمها وعمل بها، والحَبْر: العالم المتبحر في العلم.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1457 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) وسورة الأعراف من السبع الطِّوَال التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة.
سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّن استوَتْ حسناتُه وسيِّئاتُه وعن أصحابِ الأعرافِ ؟ فقال : إنَّهم قومٌ خرجوا عُصاةً بغيرِ إذنِ آبائِهم , فقُتلوا في سبيلِ اللهِ. (( الراوي : رجل من مزينة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 2/25 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] ))
عن عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنه أنه كان يقول في السورةِ يكون آخرُها السجودَ قال : اقرأْ واسجُدْ ، ثم قرأَ فاقرأْ واركعْ ، وإن شئتَ فاركعْ في الأعرافِ ، والنجمِ ، واقرأْ باسمِ ربِّكَ ، وأشباهِهنَّ. (( الراوي : الأسود بن يزيد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 1/236 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
ومما يدل على فضل سورة الأعراف ما ثبت عن عبدِ اللهِ بنِ بسر قال: خرجتُ من حمصَ فأواني الليلُ إلى البقيعةِ فحضرني من أهلِ الأرضِ فقرأتُ هذه الآيةَ من الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ…} [الأعراف: 54] إلى آخرِ الآيةِ فقال بعضُهم لبعضٍ:ٍ احرسوه الآنَ حتَّى يصبِحَ فلما أصبحتُ ركبتُ دابتي. (( الراوي : عبدالله بن بسر | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم: 235 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
اقرأ أيضًا: أسباب نزول سورة الأعراف
فضائل سورة الأعراف وخواصها
من أبرز الفضائل التي يمكن الاستفادة بها من سورة الأعراف:
- التنويه بعظمة الكتاب الكريم.
- النهي عن اتخاذ الشركاء من دون الله، وإنذار المشركين من سوء عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة، ووصف ما حل بالمشركين والذين كذبوا الرسل؛ من سوء العذاب في الدنيا، وما سيحل بهم في الآخرة، وإقامة الأدلة على وحدانية الله.
- ذكر وزن الأعمال يوم القيامة، وتذكير الناس بنعمة خلق الأرض، وتمكين النوع الإنساني من خيرات الأرض، وبنعمة الله على هذا النوع بخلق أصله وتفضيله.
- استعراض خلق آدم، وإباء إبليس من السجدة لآدم، ووسوسته لهما للأكل من الشجرة، وما نشأ من عداوة جنس الشيطان لنوع الإنسان، وتحذير الناس من التلبس ببقايا مكر الشيطان؛ من تسويله لهم حرمان أنفسهم الطيبات، ومن الوقوع فيما يزج بهم في العذاب في الآخرة.
- وصف أهوال يوم الجزاء للمجرمين، وكراماته للمتقين مع ذكر قصة أصحاب الأعراف، والتذكير بالبعث، وتقريب دليله.
- النهي عن الفساد في الأرض التي أصلحها الله لفائدة الإنسان، والتذكير ببديع ما أوجده الله لإصلاحها وإحيائها.
- توضيح أحوال الرسل مع أقوامهم المشركين، وما لاقوه من عنادهم وأذاهم، بدأ بقصة نوح والطوفان، ثم ذكر هود وهلاك عاد، ثم حديث صالح وقهر ثمود، ثم خبر لوط وقومه، ثم خبر شعيب وأهل مدين.
- تخويف الآمنين من مكر الله، وإنذارهم بعدم الاغترار بإمهال الله الناس، قبل أن ينزل بهم العذاب؛ إعذارا لهم أن يقلعوا عن كفرهم وعنادهم؛ فإن العذاب يأتيهم بغتة بعد ذلك الإمهال.
- تفصيل أحوال موسى وفرعون والسحرة، واستغاثة بني إسرائيل، وذكر الآيات المفصلات، وحديث خلافة هارون، وميقات موسى، وقصة عجل السامرى في غيبة موسى، ورجوع موسى إلى قومه، ومخاطبته لأخيه هارون.
- ذكر بشارة الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وصفة أمته، وفضل دينه.
- الإشارة إلى ذكر الأسباط، وقصة أصحاب السبت.
- موعظة المشركين كيف بدلوا الحنيفية، وتقلدوا الشرك، وضرب لهم مثلا بمن آتاه الله الآيات، فوسوس له الشيطان، فانسلخ عن الهدى.
- وصف حال أهل الضلالة، ووصف تكذيبهم بما جاء به الرسول، ووصف آلهتهم بما ينافي الإلهية، وأن لله الصفات الحسنى، صفات الكمال.
- أمر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ بسعة الصدر، والمداومة على الدعوة، وتحذيرهم من مداخل الشيطان؛ بمراقبة الله بذكره سرا وجهرا، والإقبال على عبادته.
- الحديث عن العهد الذي أخذه الله على البشر؛ بأن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، والحض على التفكر والتدبر في ملكوت السموات والأرض.
ومن خواص سورة الأعراف:
- أطول سورة مكية فهي أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ (الأنعام والأعراف)، حيث تعد كلتا السوتين أطول السور المكية.
- سورة الأعراف أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء: آدم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى.
- تمتاز سورة الأعراف بأن بها أول سجدة تلاوة -بحسب ترتيب المصحف-، ويبلغ عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم 15 سجدة.
- اشتملت سورة الأعراف على 4 نداءات متتالية لبني آدم من أصل 5 نداءات ذُكرت في القرآن الكريم، وهذه النداءات الأربعة ذُكرت في الآيات (26، 27، 31، 35)، وكلها بعد سرد قصة آدم في بداية السورة، والنداء الخامس ذُكِرَ في الآية (60) من سورة يس.