فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سورة مكية، وهي السورة الأولى ترتيباً في المصحف، أما عدد آياتها فسبع مع البسملة، وتعد سورة الفاتحة من المثاني، وقد وردت العديد من الفضائل لسورة الفاتحة، حيث أكدّت العديد من الأحاديث النبوية على فضل سورة الفاتحة كما أنها تمتاز بالكثير من الخصائص التي تجعلها أفضل وأعظم سورة وردت في القرآن الكريم.
فضل سورة الفاتحة
فرض الله على كلّ مسلمٍ قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، وجُعلت ركناً من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، يكرّرها العبد على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، فعن عبادة بن الصامت أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ. (( الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبي هريرة أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صَلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خداجٌ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1788 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
قراءة سورة الفاتحة في الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسولَ اللِه صلّى الله عليه سلّم قال: يقولُ اللهُ: قسَمْتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفَينِ، فنصفُها لي ونصفُها لعبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قال اللهُ: حمِدَني عبدي، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، قال اللهُ: أثنَى عليَّ عبدي، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، قال اللهُ: مجَّدَني عبدي، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، قال اللهُ: هذه الآيةُ بيني وبينَ عَبْدي، ولعَبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6- 7]، قال: هؤلاءِ لعَبْدي، ولعَبْدي ما سألَ. (( الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى، الصفحة أو الرقم: 6/259 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
تشتمل سورة الفاتحة على معاني القرآن بشكلٍ عامٍ فيما يتعلق بالتوحيد والأحكام وأحكام الجزاء، ولذلك سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب كما لم يرد أفضل منها في الكتب السماوية والدليل على ذلك حديث: خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ على أُبَيِّ بنِ كعبٍ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: يا أبيُّ وَهوَ يصلِّي فالتفتَ أبيٌّ ولم يجبْهُ، وصلَّى أبَيٌّ فخفَّفَ ثمَّ انصرفَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: السَّلامُ عليْكَ يا رسولَ اللَّهِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: وعليْكَ السَّلامُ ما منعَكَ يا أُبيُّ أن تجيبَني إذ دعوتُكَ؟ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ في الصَّلاةِ. قالَ: أفلَم تجِد فيما أوحى اللَّهُ إليَّ أن اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قالَ: بلَى ولا أعودُ إن شاءَ اللَّهُ. قالَ: أتحبُّ أن أعلِّمَكَ سورةً لم يُنزَلْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها. قالَ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: كيفَ تقرأُ في الصَّلاة؟ قالَ: فقرأَ أمَّ القرآنِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: والَّذي نفسي بيدِهِ ما أُنزِلَت في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفُرقانِ مثلُها وإنَّها سبعٌ منَ المثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أعطيتُهُ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن باز | المصدر : الفوائد العلمية من الدروس البازية، الصفحة أو الرقم: 6/284 | خلاصة حكم المحدث : جيد على شرط مسلم ))
تشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ. (( الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3477 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
سورة الفاتحة رقيةٌ للمريض، وفيها شفاءٌ للناس، ودليل ذلك إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، إلّا أنّ الرقية بها لا تنفع إلّا بتحقّق عددٍ من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار، ودليل ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: بعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَريَّةٍ فمرَرْنا على أهلِ أبياتٍ فاستضَفْناهم فأبَوْا أنْ يُضيِّفونا فنزَلوا بالعَراءِ فلُدِغ سيِّدُهم فأتَوْنا فقالوا : هل فيكم أحَدٌ يَرقي ؟ قال : قُلْتُ : نَعم أنا أَرقي قالوا : ارقِ صاحبَنا قُلْتُ : لا قد استضَفْناكم فأبَيْتُم أنْ تُضيِّفونا قالوا : فإنَّا نجعَلُ لكم جُعْلًا قال : فجعَلوا لي ثلاثينَ شاةً قال : فأتَيْتُه فجعَلْتُ أمسَحُه وأقرَأُ بفاتحةِ الكتابِ حتَّى برَأ فأخَذ الشَّاءَ فقُلْنا : نأخُذُها ونحنُ لا نُحسِنُ نَرقي فما نحنُ بالَّذي نأكُلَها حتَّى نسأَلَ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْناه فذكَرْنا ذلك له قال : فجعَل يقولُ : ( وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ) ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ ). (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6112 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الفاتحة
أسماء سورة الفاتحة
أُطلق على سورة الفاتحة العديد من الأسماء، وفيما يأتي بيان بعض تلك الأسماء:
- الفاتحة؛ وهي مؤنثٌ لفاتح، وسُمّيت بذلك لأنّ الله -تعالى- افتتح بها كتابه العظيم.
- أم القرآن أو أم الكتاب؛ وقد جاءت هذه التسمية من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ إنّ الفاتحة الأصل لما ورد في القرآن الكريم من قضايا رغم قلّة عدد آياتها وقصرها؛ فاشتملت توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لله تعالى، إضافةً إلى العقائد والرسالات والنبوّات وغيرها من المقاصد.
- الحمد؛ وهو ما ابتدأت به السورة.
- السبع المثاني؛ وهو الاسم الذي أطلقه عليها الله -تعالى- بقوله في سورة الحجر: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ)، ويُقصد بالمثاني أنّ العبد يُثني فيها على الله بما أمر، وقد يكون المقصود أنّها تُعاد في كلّ ركعةٍ في كلّ صلاةٍ.
- الكافية؛ وسميت بذلك لأنّ الصلاة لا تتمّ إلّا بها ولا تتم بقراءة غيرها من السور.
- الشافية.
- الصلاة؛ لأنّ الصلاة لا تتم إلّا بها.
- الأساس؛ كما قال ابن عباس: “أساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم”.
- الشكر.
- الدعاء.
- الكنز.
- أم المحامد.