مھارات التفكیر الإبداعي في التدريس
تعاني معظم المدارس حالياً في مختلف الدول العربية من “فجوة إبداعية”، والتفكير الإبداعي ليس مجرد إثراء أو إضافة في الفصل الدراسي بل إنه مجموعة من المهارات النفسية القابلة للتحديد والقياس والتي تعزز من عملية التعلم، لذا في المقال التالي ستعرف مھارات التفكیر الإبداعي في التدريس وكيفية تعليم الطلاب التفكير الإبداعي.
مھارات التفكیر الإبداعي في التدريس
مفهوم التفكير الإبداعي
إن التفكير الإبداعي ينتج عن أنشطة إبداعية هادفة والتي بدورها تولد تفكيراً أصلياً وذو قيمة.
ودائماً ما يكون التفكير الإبداعي نشاطاً اجتماعياً ويحدث استجابةً لقضية أو مشكلة تواجه فرداً أو مجموعة.
ووفقاً للباحثين فمن المهم تطوير الأشخاص المبدعين وتفكيرهم لأن ذلك يساعد في تعزيز تحصيل الطلاب.
كما يمكن للمعلمين تدريس مهارات التفكير الإبداعي للطلاب من خلال تضمينه في الدروس والمناهج الدراسية بطرق وأساليب تدريس مختلفة تساعد الطالب على التفكير الإبداعي والازدهار.
لذلك فإن تعليم مهارات التفكير الإبداعي ترتبط بشكل وثيق بأساليب التدريس، وفيما يلي مجموعة من الأساليب التي يمكن للمعلم استخدامها لتعليم الطلاب مهارات التدريس الإبداعي.
اقرأ أيضاً: إستراتیجیة التفكیر الناقد ومھاراته
أهم أساليب تدريس مهارات التفكير الإبداعي
الدقة في التدريس وتطوير الفهم الحقيقي للإبداع
يتطلب التفكير الإبداعي أن يصبح المعلمون أكثر دقة حول ما يحاولون تدريسه، تماماً كما لو كانوا يقدمون منهجاً علمياً جديداً.
ولفعل ذلك على المعلم أن يختار محفزات جيدة لأنواع الأنشطة التي سيمارسها مع الطلاب.
يمكن للمعلم اللعب بالاحتمالات أثناء التدريس ووضع افتراضات قد تحمل عدم اليقين او افتراضات غير منطقية واختبارها مع الطلاب لتمييز أيها صحيح وأيها غير صحيح.
تهيئة مناخ الفصل الدراسي
في هذه المرحلة يجب على المعلم خلق مناخ ملائم يوفر فرصاً للطلاب للاستكشاف والمخاطرة وارتكاب الأخطاء.
بالإضافة إلى التفكير الحر والتفكير الناقد الذي يتم فيه تشجيع الطلاب على تحمل مسؤولية تعلمهم.
ويمكن في هذه المرحلة استخدام عدة استراتيجيات أساسية من أجل تعليم مهارات التفكير الإبداعي.
يمكن استخدام استراتيجية التقسيم والتي سميت بذلك لأن المعلم يقوم بتقسيم السبورة إلى جزئين وكأن كل جزء منهم عالم مختلف تماماً.
في الجزء الأول من السبورة يقوم المعلم بوضع المعارف والمهارات التي يسعى إلى نقلها.
أما في الجزء الثاني يتم استخدام العادة الإبداعية التي يركز عليها.
كما يمكن أن تجعل الطلاب يقومون بوصف مفهوم أو موضوع ما ثم تقوم بدعم وصفهم بالأدلة العلمية وهذا يساعدهم على التعمق والإبداع في التفكير.
التعلم القائم على حل المشكلات
يمكن للمعلم تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب من خلال التعليم القائم على المشكلات.
يقوم المعلم باختيار مشاكل في العالم الحقيقي وجعل الطلاب يقومون بعملية استقصاء عنها فمثلاً يمكن للمعلم أن يطلب منهم إجراء البحوث.
كما يساعد ذلك الطلاب على دمج التعلم النظري بالممارسة العملية وتطبيق معارفهم ومهاراتهم لإيجاد حلول محتملة للمشاكل.
إعداد أنشطة تعليمية مبتكرة
إن الأنشطة التعليمية المبتكرة تتيح للطلاب استكشاف تفكيرهم الإبداعي بطرق ملائمة ومثيرة للاهتمام.
فيمكن للمعلم على سبيل المثال تقديم عينة من الصخور للطلاب في مادة العلوم ويطلب منهم ابتكار اختبارات جديدة لتحديد نوع الصخور التي لديهم بناءاً على التعريفات التي قاموا بدراستها.
من خلال ذلك يجد الطلاب طرقهم الخاصة لتحديد الاختلافات بين الصخور في الصلابة والشكل واللون.
كما يمكن تطبيق هذه الأنشطة على أي مادة وأي موضوع فهي تنمي مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب.
إزالة حواجز وقيود الإبداع
يتطلب التفكير الإبداعي بيئة آمنة للمارسة الاستقلالية والمجازفة، ولكن أهم العوائق التي تقف أمام إبداع الطلاب هي الخوف.
وللتغلب على هذا العائق فإن الأمر متروك للمعلم في الفصل الدراسي حيث يحتاج الطالب إلى الوثوق في أنه يمكنه ارتكاب الأخطاء أمام المعلم.
لذلك يمكن للمعلم ممارسة العديد من الوسائل لتشجيع الطلاب على التفكير الإبداعي والتغلب على خوفهم من الخطأ.
فيمكنه على سبيل المثال أن يقوم بإجراء المحادثات غير الرسمية مع الطلاب ويكتشف ما هي مجالات شغفهم ليقوم بتضمينها في نهجه.
تشجيع الاستقلالية
يجب على المعلم أن لا يدع نفسه يتحكم في ماهية العمل الجيد.
وإنما يجب أن يترك الأمر للطالب نفسه أحياناً ليقوم بالتقييم الذاتي لأدائه.
فيمكنك مثلاً أن تطلب من الطالب قراءة نص معين ومن ثم يقيم قرائته بنفسه أو يجيب على سؤال حول موضوع الدرس ويقيم إجابته بنفسه.
يساعد ذلك الطلاب على تعلم مهارات التقييم الذاتي والاستقلالية في التفكير وهي أهم مهارات التفكير الإبداعي.
اقرأ أيضاً: استراتیجات التدريس الفعال ومواصفاتھا
