أحاديث عن الثبات على الدين
يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً قال : الأنبياءُ ثمَّ الامثلُ فالأمثلُ حتى يُبتلى العبدُ على قدرِ دِينِه ذاك فإنْ كان صُلْبَ الدِّينِ ابتُلِيَ على قدرِ ذاك وقال مرةً : أشدُّ بلاءً وإنْ كان في دِينِهِ رِقَّةٌ ابتُلِيَ على قَدْرِ ذاك وقال مرةً : على حَسَبِ دِينِهِ قال : فما تَبرحُ البَلايا عن العبدِ حتى يَمشيَ في الأرضِ يعني وما عليهِ من خطيئةٍ قال أبي : وقال مرةً عن سعدٍ قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 3/78 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
قال عبد الله : لا تقومُ الساعةُ إلا على شرارِ الخلقِ هم شرٌ من أهلِ الجاهليةِ لا يدعونَ اللهَ بشيء إلا ردّهُ عليهِم ، فبينا هم على ذلكَ إذ أقبلَ عقبةُ بن عامرٍ ، فقال له مسلمةُ : أتسمعُ ما يقولُ عبد اللهِ ؟ فقال : هو أعلمُ بما يقولُ ، أما أنا فسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرينَ على الحقّ قاهرينَ لعدوهِم لا يضرهُم من خذلهُم أو خالفهُم حتى تقومَ الساعةُ. (( الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1920 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
بينا نحن مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ ، إذ نَزَلْنَا منزلًا ، فمِنَّا مَن يَضْرِبُ خباءَه ، ومِنَّا مَن يَنْتَضَلُ ، ومِنَّا من هو في جَشْرَتِه ، إذ نادى منادي النبيِّ صلى الله عليه وسلم : الصلاةُ جامعةٌ . فاجتَمَعْنا فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فخَطَبَنَا فقال : إنه لم يَكُنْ نبيٌّ قبلي إلا كان حقًا عليه ، أن يدلَ أمتَه على ما يَعْلَمَه خيرًا لهم ، ويُنْذِرَهم ما يَعْلَمُه شرًا لهم ، وإن أمتَكم هذه جُعِلَتْ عافيتُها في أولِها ، وإن آخرَها سيُصِيبُهم بلاءٌ وأمورٌ يُنْكِرُونها ، تَجِيءُ فتنٌ فيُدَقِّقُ بعضُها لبعضٍ ، فتَجِيءُ الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ : هذه مُهْلِكَتي . ثم تَنْكَشِفُ ، ثم تجيءُ فيقولُ : هذه مُهْلِكَتي . ثم تَنْكَشِفُ ، فمَن أحبَّ منكم أن يُزَحْزَحَ عن النارِ ، ويُدْخَلَ الجنةَ فلتُدْرِكْه موتَتُه ، وهو مؤمنٌ باللهِ واليومِ الآخرِ ، وليَأْتِ إلى الناسِ ما يُحِبُّ أن يُؤْتَى إليه ، ومَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا عنق الآخرِ. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 4202 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وسائل الثبات على الدين
الإقبال على القرآن: القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى، وهو حبل الله المتين، والنور المبين، من تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم. نص الله على أن الغاية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب منجماً مفصلاً هي التثبيت كما جاء في سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا . وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}.
التزام شرع الله والعمل الصالح: قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.
تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل: والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم للتلهي والتفكه، وإنما لغرض عظيم هو تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفئدة المؤمنين معه.
الدعاء: من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}.
استجماع الأخلاق المعينة على الثبات: وليس هناك عطاء أوسع من الصبر يناله الإنسان ويُعينه ويُثبته على دين الله.
اقرأ أيضًا:
المصادر: