إن التعلم القائم على المشروعات هو نهج تعليمي يتعلم الطلاب من خلاله الانخراط في العالم الحقيقي لتطوير المعرفة والمهارات، ويتم ذلك من خلال استخدام المشروعات التي تدور حول التحديات والمشاكل التي قد يواجهونها في الواقع، في المقال التالي ستتعرف معنا على التعلم القائم على المشروعات وممیزاته وأهم خصائصه فتابع القراءة.
التعلم القائم على المشروعات وممیزاته
مفهوم التعلم القائم على المشروعات
في التعلم القائم على المشروعات يقوم المعلمون بجعل التعليم ينبض بالحياة للطلاب، وذلك من خلال جعل الطلاب يعملون في مشروع على مدار فترة زمنية ممتدة تتراوح ما بين أسبوع إلى فصل دراسي كامل.
كما يشركهم هذا المشروع في حل مشكلة حقيقية أو الإجابة على سؤال معقد، ويقوم الطلاب بإظهار مهاراتهم من خلال إنشاء عرض تقديمي لجمهور حقيقي.
نتيجة لذلك، يكتسب الطلاب معارف مختلفة حول موضوع المشروع.
بالإضافة إلى المهارات الأخرى التي يتم اكتسابها مثل التفكير الناقد والتعاون والإبداع ومهارات التواصل الإجتماعي حيث يطلق التعلم القائم على المشروعات العنان للطلاب لعرض مهاراتهم الإبداعية على معلميهم وأقرانهم.
اقرأ أيضاً: إستراتیجیة التفكیر الناقد ومھاراته
العناصر المميزة للتعلم القائم على المشروعات
أصبح التعلم القائم على المشروعات مستخدماً على نطاق واسع في المدارس والجامعات ومختلف البيئات التعليمية.
ولكن قد يخلط الكثير من الناس بين التعلم القائم على المشروعات وبين تنفيذ الأنشطة أو المشروعات.
لذلك كان من الضروري أن نوضح الفرق بينهما، فالأنشطة التي تُطلب من الطلاب خلال الفصل الدراسي تكون أنشطة أو مشاريع بسيطة وخفيفة على الطلاب من الناحية الفكرية.
كما تُطلب منهم هذه الأنشطة بعد أن يكون المعلم قد غطى محتوى المادة أو بعض فصولها خلال الشرح.
أما في التعلم القائم على المشروعات فيكون المشروع هو التعلم نفسه، في هذه الحالة يعتبر المشروع وسيلة لتدريس المعرفة والمهارات المهمة التي يحتاجها الطالب.
كذلك يمارس الطلاب استراتيجية التفكير الناقد والعمل الجماعي خلال المشروع.
ويحتوي المشروع على مناهج دراسية وتعليمات خاصة يلتزم بها الطلاب تكون كالتالي:
- يجب أن يكون المشروع متمحور حول مشكلة أو سؤال صعب.
- أن يكون هناك بحث دائم ومستمر من قِبل الطلاب.
- يجب أن يتميز المشروع بالأصالة والملائمة أي يعالج مشكلة أو تحدياً حقيقياً في وقتنا الحالي.
- أن يكون من اختيار الطالب.
- أن يكون عملاً جماعياً.
مميزات التعلم القائم على المشروعات
في كثير من الأحيان لا يخاطر التعلم التقليدي أبداً بتجاوز النطاق الأكاديمي البحت، أما التعلم القائم على المشروعات فهو يربط الطلاب بالعالم الحقيقي؛ وفيما يلي أهم مميزاته:
- يعد الطلاب لمواجهة وقبول التحديات في العالم الحقيقي.
- لا يعتمد على استراتيجيات الحفظ على المدى القصير كالتعليم التقليدي.
- يوفر للطلاب فرصة للمشاركة في محتوى المشروع المستهدف؛ وبالتالي يركز على التعلم على المدى الطويل.
- يقوم بتحسين موقف الطلاب تجاه التعليم لأنه يجعلهم يشاركون في عملية تعلمهم ولا يكونوا مجرد متلقين.
- يعزز قدرات الطلاب التكنولوجية ومهارات البحث والتحقيق والاستقصاء.
- يطور مهارات العمل الجماعي نظراً لأن المشروعات تكون بمجهود جماعي للطلاب وليست عملاً فردياً.
- يساعد الطلاب على حل المشكلات التي تواجههم في الحياة.
- يعزز مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطلاب نتيجة لطبيعته التعاونية.
أفكار خاطئة عن التعلم القائم على المشروعات
-
لن يتعلم الطلاب بقدر ما يتعلمونه في التعليم التقليدي
أحد أكبر الأفكار الخاطئة عن التعلم القائم على المشروعات هو أنه لن ينجح في تغطية جميع المعارف والعلوم مثل التعليم التقليدي.
ولكن تبين بعد الدراسة أن العكس صحيح؛ فالتعليم التقليدي الذي يعتمد على الحفظ عن ظهر قلب لم يعد كافياً لإعداد الطلاب للنجاح في عالمنا ووقتنا الحالي.
أما التعلم القائم على المشروعات فهو يجهز الطلاب لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها في العالم الحقيقي وليس مجرد علوم على الورق.
كما أنه يعد الطلاب لتطوير المهارات الأساسية للتعايش مع مجتمع قائم على المعرفة والتقنية العالية.
-
لا يقوم المعلمون بتدريس فعلي
أحد أشهر الأفكار الخاطئة عن التعلم القائم على المشروعات هو أن المعلمين لا يقومون بالتدريس بشكل كافٍ فهم لا يقفون في مقدمة الفصل الدراسي.
ولكن هذا خاطيء تماماً؛ فالمعلم يقوم بالتدريس في كل مكان باستثناء “مقدمة الفصل الدراسي”.
لذلك يقوم المعلم بالتدريس من خلال العمل كمشارك نشط في التعليم بدلاً من كونه المعلم الوحيد لمجموعة من المتلقين.
يقوم المعلمون في التعلم القائم على المشروعات بالتناوب باستمرار على الطلاب ويشرفون عليهم ويقدمون لهم نصائح بناءة بينما يقوم الطلاب بأبحاثهم وتعلمهم.
اقرأ أيضاً: التعلیم الإفتراضي ودوره في التعلم الحديث