أحاديث عن الزهد
الزهد هو العزوف عن الدنيا ومتاعها وملذّاتها باعتبارها أمراً زائلاً، والرضا بالقليل منها بدون تكلّف، فيُقال الرجل زاهد أي ورع، وصغرت الدنيا في نظره فهانت عليه فلم يكترث لها، وعظمت الآخرة في نظره وفكره واعتقاده، فأعطاها جلّ اهتمامه وعزيمته. ونظرًا إلى أهمية الزهد، يستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن الزهد مع توضيح مظاهر الزهد في الحياة الدنيا.
أحاديث عن الزهد
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل، الصفحة أو الرقم: 123 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن عروة عن عائشة أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي: إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة: فما كان يعيشكم؟. قالت: الأسودان: التمر والماء. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2567 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5414 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أنس – رضي الله عنه – قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6450 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال: لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل ما يملًا بطنه. والدَّقَل تمر رديء. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2977 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟. قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟. قال: كنا نطحنه، وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه. (( الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6347 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟)، قالا: الجوع يا رسول الله. قال: (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوما)، فقاما معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته امرأته قالت: مرحبًا وأهلًا. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين فلان؟)، قالت: ذهب يستعذب لنا الماء. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا. وأخذ المُدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك والحلوب)، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: (والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2593 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن خالد بن عمرو العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد،. فإن الدنيا آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتجرت بنصفها، واتجر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا، وعند الله صغيرًا. (( الراوي : خالد بن عمير العدوي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2967 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: أخرجت لنا عائشة – رضي الله عنها – كساء وإزارًا غليظًا، فقالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5818 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحُبَلَة، وهذا السمر، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلْط. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6989 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيًا عليّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، وما بي إلا الجوع. (( الراوي : محمد بن سيرين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2367 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، ومنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن تُرى عورته. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 442 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
مظاهر الزهد في الحياة
إنّ جوانب الزهد في الحياة كثيرة ومتنوّعة، ومنها نذكر:
- أن يزهد الإنسان فيما بين أيدي النّاس، بمعنى أن لا ينظر الإنسان إلى ما بيد أخيه من النّعم والمتاع الزّائل بل يرضى بما كتبه الله تعالى له من النّعم ويقنع بها، فالمسلم الزّاهد يقلّل من شأن تلك الأمور ويستصغرها في نفسه فيكون أغنى النّاس بذلك.
- أن يزهد الإنسان بما عند الحكام والمسؤولين، فقد روي عن أحد الصّالحين أنّه أتاه يوماً حاكم من الحكّام يوعز له أن يطلب شيئاً من أمور الدّنيا، فكان ردّ الرّجل الصّالح أنّه ما طلب الدّنيا ممّن ملكها فكيف يطلبها ممّن لا يملكها، فقال له الحاكم: أنت رجل زاهد، فقال له: أنت أزهد منّي يا أمير المؤمنين، أنا زهدت بالدّنيا وهي شيءٌ قليل زائل، وأنت زهدت بالآخرة وهي شيءٌ كثيرٌ عظيم، فالزهد بما عند الحكام من مكاسب وغنائم هو من أعظم أنواع الزهد وأجلّها.
- أن يعيش الإنسان في حياته عيشة النّفس الرّاضية القانعة بما كتبه الله لها من الرّزق والحلال الطّيب، فلا يلهث وراء تحصيل الأموال والمغانم والمتاع، وإنّما يسعى لرضا الله تعالى من خلال العمل الصّالح والاستزادة من الحسنات.
اقرأ أيضًا:
المصادر: