لا يوجد تعريف موحد لمفهوم الرشوة، لكن كل التعريفات تشترك بمضمون واحد وهو أن شخصاً يشغل منصباً معيناً ويتصرف بطواعيته للحصول على ثقة الآخرين من أجل تحقيق مكاسب معينة ليست بالضرورة أن تكون مكاسب مالية، فقد تأخذ أشكالاً متعددة كالهدايا والضيافة وتقديم مساعدات للمعارف والأصدقاء، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال العديد من أحاديث عن الرشوة مع توضيح آثارها على المجتمع وكيفية مكافحتها.
أحاديث عن الرشوة
إنّ الشريعة الإسلاميّة الغراء حرّمت الرشوة، ويدل على ذلك الكثير من الأحاديث مثل:
- قال صلى الله عليه وسلم: (لعَن اللهُ الرَّاشيَ والمُرتشيَ في الحُكمِ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5076 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
- استعمل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلًا من الأزدِ على صدقاتِ بني سُلَيمٍ. يُدعى ابنُ الأُتبيَّةِ. فلما جاء حاسبَه. قال: هذا مالُكم. وهذا هديةٌ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فهلاَّ جلستَ في بيت أبيك وأمِّك حتى تأتيَك هديَّتُك، إن كنتُ صادقًا؟. (( الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1832 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- كان بين رجلٍ من المنافقين ورجلٍ من اليهودِ خصومةٌ، فقال اليهوديُّ: نتحاكمُ إلى محمدٍ، عرف أنه لا يأخذُ الرِّشوةَ، وقال المنافقُ نتحاكمُ إلى اليهودِ، لِعلمِه أنهم يأخذون الرِّشوةَ، فاتفقا أن يأتيا كاهنًا في جُهينةَ فيتحاكما إليه، فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ}. (( الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : ابن باز | المصدر : شرح كتاب التوحيد لابن باز، الصفحة أو الرقم: 265 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يبعَثُ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ إلى خيبرَ فيخرُصُ بينَهُ وبينَ يَهودَ، قالَ: فجمَعوا حِليَةً مِن حُليِّ نسائِهِم، فقالوا: هذا لَكَ وخفِّف عنَّا وتجاوَز في القَسمِ، فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ يا معشرَ يَهودَ، واللَّهِ إنَّكم لَمِن أبغَضِ خلقِ اللَّهِ إليَّ وما ذلِكَ بحامِلي على أن أحيفَ عليكُم، وأمَّا الَّذي عرَضتُمْ علي منَ الرِّشوةِ فإنَّها سُحتٌ وإنَّا لا نأكلُها . قالوا: بِهَذا قامتِ السَّماواتُ والأرضُ. (( الراوي : سليمان بن يسار | المحدث : النخشبي | المصدر : تخريج الحنائيات، الصفحة أو الرقم: 1/691 | خلاصة حكم المحدث : مشهور محفوظ غير أنه مرسل وهو من صحاح المراسيل ))
- عن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال الرِّشوةُ في الحُكمِ كفرٌ وهي بين النَّاسِ سُحتٌ. (( الراوي : [عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص] | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/195 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
- سمعت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتخوفُ على أمتِه ستَّ خصالٍ إمرةَ الصبيانِ وكثرةَ الشرطِ والرشوةَ في الحكمِ وقطيعةَ الرحمِ واستخفافٌ بالدمِ ونشوٌّ يتخذون القرآنَ مزاميرَ يُقدِّمون الرجلَ ليس بأفقَهِهم ولا بأفضلِهم يُغنِّيهم غناءً. (( الراوي : عابس الغفاري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/248 | خلاصة حكم المحدث : أحد إسنادي رجاله رجال الصحيح ))
- خذوا العطاءَ ما دامَ عطاءً ، فإذا صار رشوةً على الدِّين ِفلا تأخذُوهُ ولستُم بتاركيه تمنَعُكُم الحاجةُ والفقرُ. (( الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/241 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات ))
- ستُّ خصالٍ منَ السُّحتِ: رِشوةُ الإمامِ وَهيَ أخبَثُ ذلكَ كلِّهِ وثمنُ الْكلبِ وعَسبُ الفرسِ ومَهرُ البغيِّ وَكسبُ الحجَّامِ وحُلوانُ الْكاهنِ. (( الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 5660 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات))
آثار الرشوة
إنّ للرشوة آثارٌ عديدةٌ وخطيرةٌ على الفرد والمجتمع، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
- تدمير الموارد المالية للدولة، كمن يقدّم رشوةً من أجل ترخيص مشروعٍ ليس فيه نفعٌ حقيقيٌ للمجتمع؛ وإنّما يجلب الربح الوفير لأصحابه فقط، ممّا يدفع الدولة لإنشاء مرافق وخدمات؛ كتمهيد الطرق، وتوصيل الماء، والكهرباء، وغير ذلك ممّا يستهلك الموارد المالية لها دون فائدةٍ تُرجى للمجتمع.
- تدمير حياة أفراد المجتمع، كأن تحدث الرشوة في إنتاج نوعٍ من الأدوية أو الأغذية، أو برشوة مهندس يعمل على مبنى كبير ممّا يؤدي إلى مخالفته لقواعد البناء السليمة، فيسقط المبنى ويدمّر حياة من كان فيه.
- تدمير أخلاق أفراد المجتمع، فانتشار الرشوة في المجتمع يؤدي إلى انتشار الإهمال واللامبالاة والتسيّب، وضعف الولاء والانتماء، ونحو ذلك من الأخلاق الرديئة.
- تؤدي الرشوة إلى ضياع حقوق الدولة، فلو أخذ أحد العاملين في مجال جمع الضرائب رشوةً من شخصٍ ما؛ لأدّى ذلك إلى حرصه على مجاملته بالباطل، ممّا يؤدي إلى ضياع أموال الدولة.
- تؤدي الرشوة إلى توظيف موظفين غير صالحين، ووضع أشخاص غير مؤهلين في مناصب لا يصلحون لها.
طرق مكافحة الرشوة
- تحقيق العدالة والمساواة عند توزيع الفرص بين الناس، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
- ضمان حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة من أجل الكشف عن حوادث الرشوة ليتم متابعتها بشكل رسمي.
- اتباع أسلوب الثواب والعقاب، وذلك من خلال الرقابة على الموظفين، ومراقبة اتباعهم لإجراءات معاملات الموظفين، ومن يثبت عليه أخذه للرشوة، يعاقب حتى يكون عبرة لغيره من الموظفين، ومن يطبق القوانين بحذافيرها، فيكرم على إخلاصه وإتقانه للعمل لتشجيعه دوماً على اختيار هذا الطريق.
- تحسين دخل الموظفين، فشعورهم بكفاية راتبهم، يجعلهم لا يتطلّعون إلى ما يقدّم لهم من رشاوي.
اقرأ أيضًا:
المصادر: