أحاديث عن الرفق
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليعطي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الخرَقِ وإذا أحبَّ اللهُ عبدًا أعطاه الرِّفقَ ما من أهلِ بيتٍ يُحرمون من الرِّفقِ إلَّا حُرِموا. (( الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/361 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات ))
يشمل الرفق أيضًا على التلطف في معاملة الخدم، وعدم تعنيفهم أو توبيخهم، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لغيره قدوة حسنة في ذلك، حيث كان يحسن للخدم، ولا يلومهم إن صدرت عنهم الزلات والأخطاء، ويعتني بحاجاتهم ومآربهم، ولم يكن يقول لهم أف، قال صلى الله عليه وسلم: (للمملوكِ طعامُهُ وكِسْوَتُهُ . ولا يُكَلَّفُ من العملِ إلا ما يطيقُ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1662 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث تدعو إلى الرفق في التعامل مع الحيوان والإحسان إليه، ومن تلك الأحاديث الصحيحة قوله عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ. (( الراوي : شداد بن أوس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1955 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
آثار الرفق
هناك العديد من الآثار التي تعود على الفرد بسبب الرفق، ومنها ما يأتي:
- وضع الأمور في نصابها.
- تصحيح الأخطاء، وتقويم السلوك.
- الهداية إلى الفضائل بأحسن وألطف العبارات والإشارات.
- تحقيق الألفة والمحبة بين القلوب، والإصلاح بين المتخاصمين.
- البركة في الرزق والعمر، إذ أشارت دراسة أجراها الطبيب النفسيّ ستيفاني براون في جامعة ميشيغان عام 2003م إلى أنّ الرفق يُطيل من عمر الإنسان، وأنّ الأفراد الذين يتعاملون برفق ولين يطول عمرهم مقارنةً مع غيرهم.
- التأثير الإيجابيّ على العقل، حيث يُساعد الرفق على ابتكار المسارات العصبيّة، وذلك من خلال التدفّق الطبيعيّ لهرمون الأندروفين، والذي يُعزّز الشعور بالرفاهيّة وتحسين المزاج.
- انتشار الرفق بين الناس، وذلك باعتباره من الأمور المُعدية التي تنتقل من شخص إلى آخر، الأمر الذي يساعد على خلق مجتمع مناسب للعيش فيه.
- زيادة الشعور بالسعادة.
كيفية التعامل برفق
ينبغي على الفرد موازنة تعامله في جميع حالاته، وذلك من خلال الجمع بين الشدّة والرحمة، ومراعاة كلّ ظرف من ظروف الحياة، والتعامل مع كلّ ظرف بما تقتضيه الحاجة، سواء كان ذلك يتطلّب التعامل بالقوّة أو الرفق واللين في الأمر، إلا أنّ الرفق هو أساس جميع التعاملات مهما كانت.
كما لا يقتصر الرفق على الأمور الكبيرة والقضايا العظيمة بل يتعدّاها إلى الأمور الصغيرة المتمثلّة بالنظرة، والمصافحة، وطريقة الجلوس، والإقبال بالوجه؛ وذلك لما لها من آثارٍ عظيمةٍ في النفس البشرية، إذ إنّها تملك القلوب، وتُرشد العقول.
اقرأ أيضا:
المصادر: