فوائد من سورة الحجر

سورة الحجر سورة مكية، وقد نزلت في الوقت الذي اشتد فيه الأذى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى المسلمين عندما كانوا في مكة المكرمة للتأكيد على أن الله متكفل بحفظ دينه، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الحجر.

فوائد من سورة الحجر

سورة الحجر

  • إن طبيعة هذا الكتاب الذي يكذب به المشركون والجاحدون أنه كتاب مبين، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، فمن أخذ بما فيه فاز ونجا، ومن أعرض عنه فقد ضل وغوى، كما أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له، ونصوصه باقية كما أنزلها الله؛ وهي حجة على كل محرف وكل مؤول؛ وحجة باقية كذلك على ربانية هذا الكتاب المحفوظ.
  • الحث على انتهاز فرصة الالتحاق بقافلة الإسلام والنجاة قبل أن تضيع، ويأتي اليوم الذي يود فيه المعرضون لو كانوا مسلمين؛ فما ينفعهم يومئذ ذلك ، ولن يغني عنهم من عذاب الله من شيء.
  • تصور السورة الأمل الملهي بصورة إنسانية حية؛ فالأمل البراق ما يزال يخايل لهذا الإنسان، وهو يجري وراءه، وينشغل به، ويغتر فيه، حتى يجاوز المنطقة المأمونة؛ وحتى يغفل عن الله، وعن القدر، وعن الأجل؛ وحتى ينسى أن هنالك واجباً، وأن هنالك محظوراً؛ بل حتى لينسى أن هنالك إلهاً، وأن هنالك موتاً، وأن هناك نشوراً.
  • بينت السورة أن سنن الله ماضية لا تتخلف؛ وأن هلاك الأمم مرهون بأجلها الذي قدره الله لها، ومترتب على سلوكها الذي تنفذ به سنة الله ومشيئته: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم}؛ وذلك الكتاب المعلوم والأجل المقسوم، يمنحه الله للقرى والأمم لتعمل، وعلى حسب العمل يكون المصير.
  • أظهرت السورة نموذج الإنسان حين تفسد فطرته، وتستغلق بصيرته، وتتعطل فيه أجهزة الاستقبال والتلقي، وينقطع عن الوجود الحي من حوله، وعن إيقاعاته وإيحاءاته، قال تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}.
  • إن الجمال غاية مقصودة في خلق هذا الكون، وهو الذي ينتظم مظاهر الكون جميعاً، وينشأ من تناسقها جميعاً. وأن هذا الجمال الباهر فيها محفوظ، لا يناله دنس ولا رجس، ولا يعبث فيه شيطان، إلا طورد وحيل بينه وبين ما يريد.
  • يجب أن نعلم أن أرزاق العباد -ككل شيء- مقدرة في علم الله، تابعة لأمره ومشيئته، يصرفها حيث يشاء وكما يريد، في الوقت الذي يريد، حسب سنته التي ارتضاها، وأجراها في الناس والأرزاق، {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين * وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم}.
  • الحياة والموت بيد الله وحده، وأن الله هو الوارث بعد الحياة. وأنه سبحانه يعلم من كتب عليهم أن يَستقدِموا فيتوفوا، ومن كتب عليهم أن يؤجلوا فيستأخروا في الوفاة. وأنه هو الذي يحشرهم في النهاية، وإليه المصير.
  • تنطلق المعركة الخالدة والمصيرية بين الشيطان والإنسان في هذه الأرض، ابتداء من استدراج الشيطان للإنسان بعيداً عن منهج الله؛ والتزيين له فيما عداه، استدراجه إلى الخروج من الدينونة له في كل ما شرع من عقيدة وتصور، وشعيرة ونسك، وشريعة ونظام.
  • إن الذين يدينون لله وحده، ويخلصون له في عبادتهم، ليس للشيطان عليهم من سبيل؛ لأنهم يعلقون أبصارهم بالله، ويدركون ناموسه بفطرتهم الواصلة إلى الله. وإنما سبيل الشيطان على الغاوين والضالين عن منهج الله وطريقه القويم.
  • جاء وصف المتقين في سورة الحجر بأنهم الذين يراقبون الله في جميع تصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، ويقون أنفسهم وأهليهم عذابه وأسبابه، وهؤلاء في جنات النعيم، لا يمسهم فيها نصب، ولا يمسهم فيها لغوب، ولا يخافون منها خروجاً؛ جزاء ما خافوا في الأرض واتقوا، فاستحقوا المقام المطمئن الآمن في جوار الله الكريم.
  • قدمت السورة المباركة نماذج من رحمة الله وعذابه، ممثلة في قصص إبراهيم عليه السلام وبشارته على الكبر بغلام عليم، ولوط ونجاته وأهله إلا امرأته من القوم الظالمين، وأصحاب الأيكة، وأصحاب الحجر، وما حل بهم من عذاب أليم.
  • من الفوائد التي نستخلصها في ختام السورة أن الحق عميق في تصميم هذا الوجود، عميق في تكوينه، عميق في تدبيره، عميق في مصيره، وما فيه ومن فيه. فكل نتيجة تتم وفق تلك النواميس الثابتة العادلة؛ وكل تغيير يقع في السماوات والأرض وما بينهما يتم بالحق وللحق.

فوائد

فوائد

عندما أراد خالق الكون العظيم -تبارك وتعالى- تصوير حالة الخوف والوجل التي كان عليها نبي الله إبراهيم -عليه السلام- عبر عن ذلك باستخدام الجملة الاسمية المؤكدة ب(إن) ثم أتبعها بصفة مشبهة هي (وجلون) والتي تدل على الخوف الشديد، فقال -تعالى-: {إنا منكمۡ وجلون}، ثم بعد ذلك أخرجه مخرج العموم والشمول ليشمل أهل البيت جميعا فذكر ذلك باستخدام صيغة الجمع، أما في سورة الذاريات فقد عبر الله -تعالى- عن ذلك باستخدام الجملة الفعلية غير المؤكدة، وذكر ذلك بصورة الإفراد دون الجمع في قوله -تعالى-: {فأوجس منهم خيفة}.

ومما سبق يتبين أن حالة نبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وما كان عليه من فزع شديد لا تتناسب مع ذكر التكريم؛ لأن التكريم يحتاج إلى حالة من الانشراح النفسي والانفتاح، وبذلك يلاحظ أن المقام في سورة الحجر لم يكن موجودا لذكر التكريم، فلم يذكر، بل عبر عنه بتعابير تدل على القلق والاضطراب وعدم الارتياح، أما عندما واجه إبراهيم -عليه السلام- ضيفه بالخوف والفزع منهم فإنهم قد واجهوه بالبشرى، فقالوا له: {إنا نبشرك بغلٰم عليمٖ}.

أما في سورة الذاريات فلم يواجههم بل ذكر ذلك بصيغة الغائب في قوله -تعالى-: {فأوجس منهم خيفة}، فجاء الرد عليه كذلك بصيغة الغائب في قوله -تعالى-: {وبشروه} أي أن التعبير في كل من موطني سورتي الحجر والذاريات كان ملائما لموطنه، وهكذا يكون قد تم ذكر جانب من تأملات في سورة الحجر.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الحجر

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *