فضل سورة الأعلى

سورة الأعلى سورة مكية من سور المفصل، تقع سورة الأعلى في جزء عمَّ؛ وهو الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وفي الحزب الستين، وقد نزلتْ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد نزول سورة التكوير، وهي السورة السابعة والثمانون من ترتيب سور المصحف الشريف، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة الأعلى ومقاصدها وسبب نزولها.

فضل سورة الأعلى

فضل سورة الأعلى

وردتْ أحاديث صحيحة في فضل سورة الأعلى وقد جاءت على ذِكرها في أكثر من موضعٍ خاصةً في قراءة الرسول الكريم لها في صلواتٍ بعينها ومنها: صلاة الجمعة وصلاة العيديْن وصلاة الظهر وركعة الوتر، ومن الأحاديث التي جاءت بفضل سورة الأعلى ما يأتي:

“كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقرأُ في العيدينِ وفي الجمعةِ ب”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”، و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحدٍ يقرأُ بهما أيضًا في الصلاتيْنِ”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 878 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

“صلَّى رسولُ اللَّهِ الظُّهرَ؛ فقرأَ رجلٌ بِ “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”، فلمَّا صلَّى قال: مَن قرأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى؟ قالَ رجُلٌ: أنا، قال: قد علمتُ أنَّ بعضَهم خالَجَنيها”. (( الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 1743 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

جاء في فضل سورة الأعلى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وجه معاذ بن جبل إلى قراءتها وبعض السور الأخرى في صلاة العشاء كي لا يُطيل على المأمومين:”قام معاذٌ فصلَّى العِشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أين كنتَ عن “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” “وَالضُّحَى” و”إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ”. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 996 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

سُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “بأيِّ شيءٍ كان يُوترُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالت : كان يقرأُ في الأولى بـ: {سبِّحِ اسمَ ربِّك الأَعْلى}، وفي الثانيةِ بـ: {قلْ يا أيُّها الكافرونَ}، وفي الثالثةِ بـ: {قلْ هو اللهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتَينِ”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 2/58 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] ))

عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: “أَوَّلُ مَن قَدِمَ عَلَيْنَا مِن أصْحَابِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا القُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وبِلَالٌ وسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ في عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشيءٍ فَرَحَهُمْ به؛ حتَّى رَأَيْتُ الوَلَائِدَ والصِّبْيَانَ يقولونَ: هذا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قدْ جَاءَ فَما جَاءَ، حتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى} في سُوَرٍ مِثْلِهَا”. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4941 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تسبيح الله عند قراءة السورة:”كان إذا قرأ “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” قال: سبحان ربىَ الأعلى”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 883 | خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوفا ))

سورة الأعلى واحدةٌ من السور المسبحات أي التي تفتتح آياتها بالتسبيح -سَبح وسَبِّح وسبحان ويسبح- وهنّ سور الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى، التي كان يواظب الرسول على قراءتها كل ليلةٍ: “أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ”. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3406 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

مقاصد سورة الأعلى

في الحديث عن مقاصد سورة الأعلى، يمكن القول إنَّ هذه السورة الكريمة تحوي دعوة صريحة معلنة بفعل أمر صريح وهو الفعل “سبِّحْ”؛ أي إنَّ أوَّل مقاصد سورة الأعلى هو الأمر الإلهي بالتسبيح حيث قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.

ثمَّ تبيِّنُ الآيات التالية عظمة الله تعالى الخالق البارئ، الذي خلقَّ فحسن الخلق، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ}، فمن مقاصد سورة الأعلى أنَّ أظهرت عظمة الخالق ووضَّحتْ بعض آياته.

يخاطب الله تعالى رسوله الكريم في الآيات التالية، ويبشره بالتيسير والفرج من الله ويدعوه إلى تبليغ رسالة الله تعالى وتذكير الناس، قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ}، ثمَّ يبين الله تعالى عاقبة الناس يوم القيامة، فمن اهتدى نجا ومن شقي وعصا سيصلى النار الكُبرى.

كما يؤكد الله تعالى على أنَّ الآخرة خير من هذه الحياة الدنيا الزائلة، وهذا ما اجتمعت عليه الديانات السماوية السابقة، وهذا ما جاء به أنبياء الله جميعًا، قال تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ * قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ}، والله تعالى أعلم.

سبب نزول سورة الأعلى

بالذكر إنَّ أسباب النزول في القرآن الكريم تختلف بين آية وأخرى، كلُّ آية نزلتْ بحكمة بالغة، وكلُّ آية نزلتْ لحكمة بالغة أيضًا، قد جاءتْ أسباب النزول صريحة واضحة في كثير من الآيات، بينما لم يردْ أي سبب من أسباب النزول في آيات أخرى.

أمَّا سبب نزول سورة الأعلى، فلم يردْ في حقها سبب نزول صريح، وإنَّما ما جاء في سبب نزولها هو ما جاء في صحيح ابن حبان عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: “لمَّا نزَلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: اجعَلوها في رعوكم، فلمَّا نزَل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: اجعَلوها في سُجودِكم”، فسبب نزول هذه السورة هو تعليم الناس تسبيح الله الأعلى. (( الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1898 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

اقرأ أيضًا:

فضل سورة الطارق

فضل سورة البروج

فوائد من سورة الأعلى

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version