فضل سورة الجن

سورة الجن هي سورةٌ مكيّةٌ نزلت على الرسول عليه السلام في مكة المكرمة قبل الهجرة، وعدد آياتها ثمانيةٌ وعشرون آيةً وعدد كلماتها مئتان وخمس وثمانون كلمةً، وهي السورة الثانية والسبعون من حيث ترتيبها في القرآن الكريم فهي تقع في الجزء التاسع والعشرين، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة الجن ومضامينها.

فضل سورة الجن

فضل سورة الجن

ورد في فضل سورة الجن أن رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ علَى أصحابِهِ فقرأَ عليهِم سورةَ الرَّحمنِ مِن أوَّلِها إلى آخرِها ، فسَكَتوا فقالَ : لقد قرأتُها علَى الجنِّ ليلةَ الجنِّ ، فَكانوا أحسنَ مردودًا منكُم ، كنتُ كلَّما أتَيتُ علَى قولِهِ : فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، قالوا : لا بشيءٍ من نعمِكَ – ربَّنا نُكَذِّبُ ، فلَكَ الحمدُ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/824 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] ))

قال أبي بن كعب: كنتُ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجاءَه أعرابيٌّ فقال: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ لي أخًا وبه وَجَعٌ. قال: وما وَجَعُه؟ قال: به لَمَمٌ. قال: فائْتِني به. قال: فوضَعَه بينَ يَدَيْه، فعَوَّذَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بفاتِحةِ الكتاب وأربَعِ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ البَقَرةِ وهاتينِ الآيَتينِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ…} [البقرة: 163-164]، وآيةِ الكُرسيِّ، وثلاثِ آياتٍ مِن آخِرِ سورةِ البَقَرةِ، وآيةٍ مِن آلِ عِمرانَ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ…} [آل عمران: 18]، وآيةٍ مِن الأعرافِ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ…} [الأعراف: 54]، وآخِرِ آيةِ المُؤمِنينَ: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ…} [المؤمنون: 116]، وآيةٍ مِن سورةِ الجِنِّ: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا…} [الجن: 3]، وعَشرِ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ الصَّافَّاتِ، وثلاثِ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ الحَشرِ، وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمُعَوِّذَتينِ، فقامَ الرجُلُ كأنَّه لم يَشتَكِ قَطُّ. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/118 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

تتعدد فضائل قراءة سورة الجن مثل:

  • تحصين للنفس: من قرأ سورة الجن لم يصبه شيء من أعينهم ولا سحرهم ولا نفثهم ولا كيدهم.
  • دافعةٌ للضيق فاتحةٌ للأبواب جالبةٌ للفرج بإذنه تعالى فهي سبب لهروب الجن من الموضع الذي تُقرأ فيه السورة وسبب للأمن من السلطان الجائر.
  • قراءة القرآن الكريم بركة وله أجر عظيم فمقابل كل حرف يُجزى عنه المسلم، وذلك بحسب ما ورد في حديث ابن مسعود: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ” (( الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: المنذري | المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ))
  • الأخذ بما جاءت به من أحكام سنها الله تعالى للمسلمين في كتابه الكريم، كالحث على الخضوع لله تعالى والاعتماد المطلق عليه تعالى لأنَّ الضر والنفع بيدِه وحده.

فضل سورة الجن في المنام

سورة الجن

تعدّ رؤية قراءة سورة الجن في المنام من الأمور المبشرة ولها منافع كثيرة وخير عظيم، وفيما يأتي أهم التفسيرات لرؤية سورة الجن في المنام:

  • من رأى في منامه بأنه قد قرأ سورة الجن، أو شخص قرأها عليه، فهو دلالة على الفرج الكبير بعد الضيق، وأن رزقًا كبيرًا في طريقه إليه، وأن الله تعالى سيعصم الرائي من شرور الجن وفتنتهم، والله تعالى أعلم.
  • من سمع بأن أحدًا يقرأ سورة الجن في المنام، فهو دلالة على أن الله تعالى سيرزقه العلم النافع والإلهام والفهم الدقيق والله تعالى أعلم.
  • من رأى بأن أحدًا يقرأ سورة الجن، فهو دلالة على أن الرائي والقارئ سيحميهم الله تعالى من شرور الجن، وسيرزقهم الفهم والعلم، والله تعالى أعلم.

مضامين سورة الجن

سورة الجن

بدأَت الآيات بالحديثِ عن أنَّ نفرًا من الجنِّ كانوا يستمعونَ إلى القرآن الكريم فتأثَّروا ببلاغتِه وإعجازهِ كثيرًا وذهبوا يدعونَ قومَهم إلى الإيمانِ وإلى تنزيهِ الله تعالى من كلِّ نقصٍ، قال تعالى: “قلْ أوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ اسْتمَعَ نفَرٌ منَ الجنِّ فقَالُوا إنَّا سَمعْنَا قُرآنًا عجَبًا * يَهدِي إلَى الرُّشدِ فآمَنَّا بهِ ولَنْ نُشرِكَ برَبِّنَا أحَدًا”.

ذكرَت الآياتُ أنَّ الاستعانة بالجنِّ لا تنفعُ أبدًا كما كان يفعلُ بعضُ البَشرِ، قال تعالى: “وأَنَّهُ كانَ رجَالٌ منَ الإِنسِ يعُوذُونَ برِجَالٍ منَ الجنِّ فزَادُوهُمْ رهَقًا”.

أوضحت السورة محاولات الجنِّ للاستماعِ إلى أخبار السَّماءِ وفشلَها بسببِ الشهُب التي تحرسُ السماءَ وبيَّنت الآياتُ أنَّ الجنَّ يقسمون إلى مؤمنين وكافرين وحدَّدت مصير كلَّ طائفةٍ منهُم، قال تعالى: “وأَنَّا منَّا المُسلِمُونَ ومِنَّا القَاسِطونَ فمَنْ أسلَمَ فأولَئِكَ تحرَّوْا رشَدًا * وأَمَّا القَاسِطُونَ فكَانُوا لجَهَنَّمَ حطَبًا”.

ثمَّ تناولت بقيَّةُ الآياتِ الحديثَ عن الدعوة التي جاء بها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- ومحاولاتِ قومه بإبعادِه عن دعوة الحقِّ التي يدعوهم إليها، ثمَّ ختَمت بأمرِ الله تعالى للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أن يُسلمَ أمرَه لله ويظهرَ له الخضوع لأنَّه لا يملكُ الضرَّ والنفعَ إلا الله تعالى ولأنَّه وحده من يعلمُ الغيبَ، قال تعالى: “قلْ إنِّي لا أمْلِكُ لكُمْ ضرًّا ولَا رشَدًا * قلْ إنِّي لنْ يجِيرَنِي منَ اللَّهِ أحَدٌ ولَنْ أجِدَ منْ دونِهِ ملتَحَدًا”، وقال تعالى: “عالِمُ الغَيبِ فلَا يظْهِرُ علَى غيْبِهِ أحَدًا”.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الجن

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *