تشتهر منطقة هويلفا في جنوب غرب إسبانيا حول العالم بالفراولة، يستمر موسم قطف الثمار ثلاثة أشهر ويستقطب العمال من أوروبا الشرقية والمغرب… وفيما يلي نستعرض لك معلومات حول العمل في حقول الفراولة في إسبانيا
العمل في حقول الفراولة في إسبانيا
حقول الفراولة:
تسمى الفراولة بالذهب الأحمر في إسبانيا، وهي أكبر مصدر للفاكهة في أوروبا، حيث تشكل أساس صناعة تبلغ قيمتها 650 مليون دولار، تنتج الأندلس حيث تعمل النساء 80 في المائة من الفراولة الإسبانية.
بدأ إنتاج الفراولة في هويلفا في أوائل الثمانينيات، لكنه توسع بعد انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1986، كان هناك حوالي 20.000 فدان أنتجت 306.000 طن في عام 2000.
بموجب اتفاق ثنائي تم توقيعه في عام 2001، تعمل آلاف النساء المغربيات من أبريل إلى يونيو في صوبات بلاستيكية مترامية الأطراف لزراعة وحصاد الفاكهة، وتنص الاتفاقية على أن العمال الموسميين يجب أن يأتوا من الريف، حيث ينتشر الفقر والبطالة، ويجب أن يكونوا أمهات، لذلك يريدون العودة إلى ديارهم، وهو ما يفعله معظمهم.
اقرأ أيضا: بماذا تشتهر اسبانيا في الزراعة
كيفية التقدم للعمل في حقول الفراولة:
يتم توظيف معظم عمال الفراولة من قبل منظمات أصحاب العمل الأربعة، Freshuelva ، ASAJA ، COAG ، UPA-CORA.
يقوم المزارعون الذين يبحثون عن عمال ضيوف بتقديم طلباتهم إلى سلطات العمل الإقليمية في الخريف، والتي ترسلهم إلى Direccin General de Inmigraci n (DGI) في مدريد.
يعلن DGI عن الوحدة أو الحصة بحلول ديسمبر للسنة التالية، يتلقى العمال الزراعيون الزائرون تصاريح موسمية لمدة ثلاثة إلى تسعة أشهر، يجب تجديدها خارج إسبانيا.
يصل معظم العمال الوافدين دون عائلاتهم، وعليهم البقاء مع صاحب العمل الذي استقدمهم، بعد الانتهاء من ثلاثة عقود العمل الموسمية، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تصريح (إقامة) مؤقت لمدة 12 شهرًا.
يمكن لأصحاب العمل طلب العمال بالاسم، ومعظمهم يفعلون، هناك فترة اختبار مدتها 15 يومًا، يجب أن يتم توظيف العاملين القانونيين 18 يومًا على الأقل في الشهر، وأسبوع العمل ستة أيام و5 ساعات في اليوم، مع استراحة غداء لمدة 30 دقيقة.
توظيف العمال بشكل غير قانوني:
الفراولة كثيفة العمالة، وقد تم توظيف حوالي 55000 عامل بشكل قانوني في عام 2000، كان نصفهم من مقاطعة هويلفا و 10 في المائة من العمال بلدان أخرى.
يذهب العمال غير المصرح لهم مباشرة إلى الحقول بحثًا عن وظائف، أو ينتظرون في ساحات المدينة لأصحاب العمل الذين يبحثون عن العمال على أساس يومي، في نهاية المطاف، تطور الوسطاء لتنظيم أطقم العمال الذين يبحثون عن وظائف في حصاد الفراولة.
زاد استخدام العمال الأجانب في الزراعة الإسبانية، حيث وصل إلى 30 ألفًا في السنوات الأخيرة، من بينهم 85 في المائة من الرومانيين.
يتم تعيين معظم العمال المهاجرين من قبل جمعيات أصحاب العمل ويصلون بشكل قانوني إلى إسبانيا، يتم جلب عدد قليل نسبيًا من العمال الضيوف من أمريكا اللاتينية، لأن تكاليف النقل مرتفعة للغاية بالنسبة للعاملين في الزراعة الموسمية.
يفضل مالكي حقول الفراولة النساء المتزوجات اللائي لديهن أطفال، أجرت المنظمات الزراعية مثل Freshuelva مقابلات مع حوالي 5000 مغربي تقدموا بطلبات للحصول على وظائف في 2006/2007، واختارت حوالي ثلثيهم للمجيء إلى إسبانيا.
سوء استغلال النساء العاملات في حقول الفراولة:
كل عام يسافر ما يقرب من 20000 عامل مغربي إلى إسبانيا، للعمل في حقول الفراولة في إطار اتفاق ثنائي طويل الأمد بين مدريد والرباط.
في الأشهر والسنوات الماضية، كانت هناك شكاوى عديدة من الاعتداء الجنسي والاستغلال والعمل غير المأجور، وفي الآونة الأخيرة، اشتكت النساء المغربيات من ظروف العمل، بل إن بعضهن أبلغن عن حالات اعتداء جنسي.
كما تنظم العقود الأجور وظروف العمل، لكن لا تُترجم جميعها إلى اللغة الأم للعمال، ويخشى بعض العمال الضيوف تحدي أصحاب العمل، خوفًا من فقدان وظائفهم أو عدم استدعائهم العام المقبل.
يُطلب من أرباب العمل دفع نصف تكاليف النقل الداخلي، وتوفير سكن مجاني (يدفعون تكلفة النقل بالكامل، ويقتطعون النصف من أرباح العمال).
في وقت سابق من هذا العام، شكل المغرب لجنة للتعامل مع شكاوى الاستغلال والاعتداء الجنسي المتكررة، متعهدا باستباق تكرار الفضائح السابقة والدفاع عن حقوق النساء التي يرسلها سنويا إلى حقول الفراولة الإسبانية.
على الرغم من أن إرث المشروع قد تلطخ بسبب التقارير المتكررة عن سوء المعاملة والاستغلال، فإن معدل البطالة المرتفع للغاية في المغرب يعني أن المشروع يواصل جذب الكثيرين في البلاد.
اقرأ أيضا: بماذا تشتهر أسبانيا صناعيا وتجاريا
المراجع
