تعددت مهن الأنبياء -عليهم صلوات الله وتسليمه- فلم يكن هنالك نبي من الأنبياء لم يعمل في مهنة من المهن، فمنهم مَن رعى الأغنام، ومنهم مَن خاط الثياب، ومنهم من كان حكماً بين الناس يحكم بشرع الله تعالى، ومنهم من كان طبيباً ومنهم من كان نجاراً.
مهن الأنبياء
الأنبياء الذين رعوا الغنم
هناك العديد من الأنبياء الذين ورد عنهم أنّهم عمِلوا في رعي الغنم، والحكمة من رعي الأنبياء للغنم قبل النُبوَّة؛ لِما في ذلك من تدرُّبٍ وتمرَّنٍ على ما سيُكلِّفهم الله -تعالى- به من أمر الأُمَّة، ولِما في ذلك من الشفقة والرَّحمة والصبر على رعيهم للغنم، تشبيهاً بتنوُّع النَّاس وتفاوت عُقولهم.
كما أنَّ الغنم أضعف من غيرها، وسرعة انقيادها أسرع من غيرها، إضافة إلى كسب الرّاعي من عمل يده، وذلك يدل على تواضع الأنبياء، ومن الأنبياء الذين عملوا برعي الغنم:
- محمد -عليه الصلاة والسلام-: عمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رعي الغنم في بداية حياته مع عمّه أبي طالب.
- موسى -عليه السلام-: لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بُعِثَ موسَى وهوَ راعي غنَم)، وقد ذكر القرآن الكريم رعيه للغنم عدة سنواتٍ عند العبد الصّالح مقابل أن يُزوِّجه ابنته.
- شعيب -عليه السلام-: وذلك لِما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ شعيب -عليه السلام- كان راعياً.
اقرأ أيضا: عمل زكريا عليه السلام
الأنبياء الذين عملوا بالتجارة
هناك العديد من الأنبياء الذين عملوا بالتجارة، ومنهم:
- محمد -عليه الصلاة والسلام-: طلب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من عمّه أبي طالب وهو في سنّ الثانية عشر من عمره أن يصحَبَهُ معه في تجارتهِ إلى بلاد الشّام، وهناك التقوا بالراهب بحيرا الذي أخبر أبا طالب أنّ ابن أخيه محمّد سيكون له شأنٌ عظيمٌ، ثُمّ كانت رحلته الثانيّة إلى بلاد الشَّام في تجارةٍ للسيدة خديجة -رضي الله عنها- مع غُلامها ميسرة.
- موسى -عليه السلام-: فقد كان موسى -عليه السلام- يعمل برعي الغنم، إضافةً إلى عمله بالتِّجارة، مما يدل على إعلاء شأن العمل، وتشريف للعاملين. وقد عمل بالكتابة، حيث كان يكتب التوراة بيده.
اقرأ أيضا: فضل سورة الأنبياء
الأنبياء الذين عملوا بالأشغال الصناعية والحرفية
- آدم -عليه السلام-: فقال القرطبي إن آدم -عليه السلام- عمل في الزّراعة، كما نُقل عن أنس -رضي الله عنه- أنّه كان يعمل بالحياكة، ورُويَ أنّه أوَّل من عمل بالحِياكة.
- نوح -عليه السلام-: كان نجَّاراً، بدليل صناعتهِ للسفينة، لِقولهِ -تعالى-: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ).
- إدريس -عليه السلام-: فقد ذكر الشيباني في كتابه “كسب الأنبياء” أنّ إدريس -عليه السلام- كان يعمل بالخياطة.
- إبراهيم ولوط -عليهما السلام-: حيث جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّهم اشتغلا بالزِّراعة. وكان إبراهيم -عليه السلام- بنَّاءً، فقد بنى الكعبة مع ابنه إسماعيل، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
- داود -عليه السلام-: فقد كان حداداً، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)،فكان يصنع الدُّروع التي تُستخدم في الحرب، ويُنفق من ذلك على نفسه وأهله، ويتصدَّق منها، فقال الله -تعالى- عنه: (وَعَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبوسٍ لَكُم).
- سليمان -عليه السلام-: حيث جاء عن الإمام الثعالبيّ أنّ سُليمان -عليه السلام- كان أوَّل من عمل في صناعة الصّابون.
- زكريا -عليه السلام-: فقد كان يعمل بالنِجارة، بدليل ما جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كان زكريَّا نجارًا).
- عيسى -عليه السلام-: فقد كان يعمل بالطِّب، حيث كان يُبرئ الأكمه والأبرّص.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب قصص الأنبياء
الأنبياء الذين اشتغلوا بالحكم
هُناك العديد من الأنبياء الذين عملوا بالحُكم والمُلك، ومنهم ما يأتي:
- يوسف -عليه السلام-: فقد كان وزيراً للماليَّة أو التموين، وهو منصبٌ يتعلَّق بالأموال، والإحصاءات، والتَّخزين والتَّوزيع، لِقولهِ -تعالى-: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
- داود -عليه السلام-: لِقولهِ -تعالى-: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)، حيثُ كان خليفةً في الأرض.
- سليمان -عليه السلام-: حيثُ كان وريثاً للحُكم بعد أبيه داود -عليه السلام-، فقد كان يُشاورهُ في الحُكم؛ لوفورة عقله، فقال -تعالى- عن ذلك: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)؛ أي ورثهُ في النُبوَّة والمُلك والحُكم، وكان ملكاً على الشَّام، وقيل: إنّه مَلَكَ الأرض جميعها، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: “ملك الأرض مؤمنان: سليمان وذو القرنين”، وكان في حُكمهِ ربّانياً، وعادلاً، بعيداً عن الطُغيان والظُلم، وقد أعطاه الله -تعالى- ملكاً عظيماً وكبيراً.
اقرأ أيضا: اسئلة دينية سهلة واجوبتها