يساعد علم مصطلح الحديث على معرفة ما يجب قبوله وما يجب رده من الراوي والمروي، ليصب إيجاباً ذلك في عملية تنقية الأدلة الحديثية، والتخلص من الأحاديث الضعيفة، والمنكر، والمتروك، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال تعريف مصطلح الحديث وأقسامه وأبرز المصطلحات والمؤلفات.
تعريف مصطلح الحديث
يعرف مصطلح الحديث على أنه علم يُعرف من خلاله حال السّند والمتن من حيث القبول والرد، وهو يشمل علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، حيث إن موضوع السند يقصد به نقل السنة ونحوها، ثم إسناد ذلك إلى من عزى إليه.
أقسام مصطلح الحديث
- علم الحديث رواية: ويقصد به دراسة سند الحديث ورجاله، وعلى وجه الخصوص دراسة اتصال الأحاديث بالرسول صلى الله عليه وسلم من جانب أحوال اشخاص الذين روى الحديث، وضبطه وعدالته، وعلاقته بالسند اتصالاً وانقطاعاً، ويركز موضوعه على ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث صحة ودقة صدورها عنه.
- علم الحديث دراية: ويقصد به دراسة متن الحديث، والذي يتخصص بالبحث عن المعنى الذي يفهم من ألفاظ الحديث، والمعنى المقصود وفقاً لقواعد اللغة وضوابط الشريعة، بالإضافة إلى أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم، ويركز موضوع علم حديث الدراية على أحاديث النبي من حيث دلالتها المتعلقة بالمفهوم والمراد.
بعض مصطلحات علم الحديث
- السند: هو الطريق التي وصل متن الحديث من خلالها، أي الرجال الذين حملوا الحديث، وسُمي كذلك لأن العلماء يسندوه إلى مصدره.
- الإسناد: هو رفع الأحاديث إلى من قالها.
- متن الحديث: هو نص هذا الحديث الذي وصل عن طريق السند.
- المُخرِج: هو من يذكر رواة الحديث، مثال على ذلك: أخرجه البخاري.
- المُحدِّث: هو عالم يعمل بعلم الأحاديث درايةً وروايةً، و ويعرف طرق الحديث وأسماء رواته، ومتن هذا الحديث.
- الحافظ: هو من حفظ من الأحاديث مائة ألفًا بمتونها وإسنادها، وهو أعلى من المحدِث درجةً.
- الحاكم: هو من أحاط بعلمه كلَّ الأحاديث المروية بمتونها وإسنادها، وأحاط بها جرحًا وتعديلًا وتاريخًا، ولا يفوته منها إلا قليل.
- أمير المؤمنين في الحديث: هو الأعلى مرتبةً منهم جميعًا وقد لُقبَ به البخاريّ وسفيان الثوريّ وشعبة بن الحجاج.
مثال: قال البخاري – رحمه الله – حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنّه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – على المنبر قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ اِمْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَته إِلَى دُنْيَا يُصِيبهَا أَوْ اِمْرَأَة يَنْكِحُهَا فَهِجْرَته إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ“.
- فالسند هو: حدثنا الحميدي….” إلى سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “….
- والمتن هو: ” إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ…” إلى تمام الحديث”.
- وبالنظر إلى السند وتتبع رجاله في كتب الجرح والتعديل نجد رجال السند لا قدح فيهم.
- وبالنظر إلى المتن نجد أنه ليس فيه شذوذ ولا علّة.
- فالحديث على هذا يكون مقبولاً.
الفرق بين الحديث والأثر والخبر
• الحديث: هو ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو تقرير أو وصف:
ومثال القول: الحديث السابق: “إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ”.
ومثال الفعل: حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد أن ينام وهو جُنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة”.
ومثال التقرير: حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: “أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سأل الجارية: أَيْنَ اللَّهُ؟ فقالت في: السَّمَاءِ” فلم ينكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قولها؛ لأنّه هو الصحيح، فكان كأنما قاله هو أو أقرها عليه وهذا يسمّى: إقرار منه صلى الله عليه وسلم.
مثال الوصف: وهو ما حوى صفة من صفات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مثل حديث ابن عباس – رضي الله عنه -: “كَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ”، وهذا مثال على صفة خُلُقه صلى الله عليه وسلم، وأمّا خَلْقه فحديث البراء بن عازب – رضي الله عنه -:
“كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خَلْقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير”.
• الأثر: هو ما جاء عن غير النبي – صلى الله عليه وسلم – من الصحابة – رضي الله عنهم -، أو التابعين – رحمهم الله -، أومن دونهم ومثاله: ما أخرج مالك في موطئه، عن عبد الله بن دينار قال: “سمعت عبد الله بن عمر يُسئل عن الكنز ما هو؟ فقال: هو المال الذي لا تؤدى زكاته”.
• الخبر: هو ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أو عن غيره من الصحابة – رضي الله عنهم -، أو التابعين – رحمهم الله -، أو من دونهم.
مؤلفات في علم مصطلح الحديث
دوَّن علماء السُّنة النبوية بعد أن وضعوا القواعد العلميَّة لرواية الأحاديث ومعرفة الأخبار الصحيحة من الضعيفة، وهذا ما يُسمى علم مصطلح الحديث، وقد أُلفت الكتب الكثيرة في هذا المجال من قبل علماء القرون الثلاثة الأولى، كما كان الحال في كلِّ العلوم الإسلاميَّة، وفيما يأتي بعضًا من أسماء هذه المؤلفات:
- “المُحَدِّث الفاصل بين الراوي والواعي” الذي صنَّفه أبو محمد الحسن بن الرَّاَمهُرْمُزي.
- “معرفة علوم الحديث” الذي صنَّفه محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
- “المُسْتَخْرج على معرفة علوم الحديث” الذي صنَّفه أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله الأصبهاني.
- “الكفاية في معرفة أصول الرواية” الذي صنَّفه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي.
- “الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع” الذي صنَّفه الخطيب البغدادي.
- “الإلْماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع” الذي صنَّفه القاضي عياض بن موسى اليحصبي.
- “ما لا يَسَعُ المُحَدِّثَ جَهْلُه” الذي صنّّفه أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانجي.
- “علوم الحديث أو “مقدمة ابن الصلاح” صنَّفه أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشَّهْرَزُورِي المشهور بابن الصلاح.
- “التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير” الذي صنَّفه محيي الدين يحيى بن شرف النووي.
- “التبصرة والتذكرة” الذي صنَّفه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي.
اقرأ أيضًا:
المصادر: