هناك العديد من أنواع الحديث منها الصحيحة ومنها الموضوعة، ولحرص علماء الدين الإسلاميّ على صحّة الأحاديث، فقد وضعوا شروطاً يجب توفرها في الحديث ليعدّ صحيحاً، وسيُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال شروط الحديث الصحيح وفائدة التعرف على درجة الحديث الشريف.
شروط الحديث الصحيح
يعرف الحديث الصحيح لغة أنّه ضدّ السقيم، أمّا اصطلاحاً فهو كلّ حديث اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة وتتمثل شروطه بالتفصيل في:
اتصال السند
يقصد به أن يكون هناك ترابط علميّ بين رواة السند، بحيث يتلقّى اللاحق عن السابق، فلا يكون هناك فجوة زمنيّة أو مكانيّة بين اثنين من الرواة، بحيث يستحيل لقائهما معاً، أي أن كلّ راوٍ يحصل على الحديث ويحفظه ممّن سبقه.
عدالة الرواة
بمعنى أن يتّصف راوي الحديث بالعدل، ولا يقصد بالعدالة أن يكون الراوي معصوماً عن الخطأ وإنّما غلبة عنصر الاستقامة على أفعاله مع توفر الشروط الآتية:
- الإسلام: فلا تُقبل رواية من لم يكن مسلماً.
- البلوغ: فلا تُقبل الرواية عن من لم يبلغ.
- العقل: فلا تقبل رواية غير العاقل.
- عدم الفسق: أن لا يرتكب الكبائر أو الصغائر من الإثم.
- المروءة: ويقصد بها التصرف حسب ما يليق بالشخص، والحديث بصدق وأمانة.
ضبط الرواة
أي أن يقوم كلّ راوٍ برواية الحديث يشكل تامّ الضبط كما سمعه، وقد قسّم الضبط إلى قسمين:
- ضَبْطُ صَدْرٍ: وهو أن يكون الراوي حافظاً للحديث عن ظهر قلب منذ سماعه إلى أن يؤدّيه، بشرط أن يكون متيقظاً لما يرويه، وأن لا يكون غافلاً عنه، كما يشترط أن يكون عالماً بالمعاني.
- ضَبْطُ كِتَابٍ: أي أن يعتمد الراوي في رواية الحديث على وثائق كتبت فيها الأحاديث التي تعلّمها من شيوخ الدين، وبشرط أن يكون ضابطاً ومحافظًاً على كتابه، ولا يمكن أن يبدلّه أحد.
عدم الشذوذ
بمعنى أن لا يكون هناك شذوذ في الحديث، أو أن يكون مخالفاً لحديث آخر أقوى منه، بحيث يكون فيه زيادة أو نقص عن الحديث الأقوى، ولا يمكن الجمع بينهما فيما اختلفا فيه، فيتمّ اعتماد الأقوى وصرف الأضعف.
عدم العلة
بحيث يكون الحديث خالياً من العلل ولا يحتوي على علّة تقدح في صحته، والتي قد يكون بعضها خفياً وغير ظاهر لا يمكن أن يدركه إلا علماء الدين.
الفائدة من معرفة درجة الحديث الشريف
إنّ الأحاديث المرويّة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم ليست بنفس الدرجة من القوّة، فهناك الحديث الصحيح، وهناك الحديث الضعيف، وهناك الحسن، وبين هذه الأقسام هناك أقسام أخرى للحديث أيضاً.
ولعلّ في معرفة نوع الحديث وما يتوصل إليه، فيه خدمة عظيمة للسنّة النبويّة، وخدمة لشريعتنا الإسلاميّة تبعاً لذلك، لأنّ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تتعلّق في معظمها بأحكام شرعيّة، ومعرفة الحديث صحة أو ضعفاً، يجنبنا الوقوع في الزلل في أحكام ديننا الحنيف.
غايات علم مصطلح الحديث
بعد التعرَّف على شروط الحديث الصحيح سيتم المرور على غايات علم الحديث في الإسلام بشكل عامّ، ومن أهم غايات علم مصطلح الحديث ما يأتي:
- أولًا: هو علم يحفظ هذا الدين من التزوير أو التحريف، فهو يبيَّن الصحيح من الضعيف من الحسن من الموضوع في الحديث ويبيِن للناس جميعًا كلام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مما افتُرِيَ عليه.
- ثانيًا: التقيّد الصحيح بالرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وذلك باتباع ما صحَّ عنه وترك ما لم يصح عنه.
- ثالثًـا: عدم تداول المسلمين ما فيه كذب عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فالتحدّث بالكذب عن رسول الله كبيرة لها من العقاب الشديد ما لها، فقد روى المغيرة بن شعبة أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن حَدَّثَ بحديثٍ، وهو يَرى أنَّه كَذِبٌ؛ فهو أحَدُ الكاذِبَيْنِ، وقال عبدُ الرَّحمنِ: فهو أحَدُ الكَذَّابينَ”. (( الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 18211 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- رابعًا: التعرَّف على صحّة الأحاديث التي يتعبَّد بها المسلمون اليوم، وتمييزها عن بعضها وحسن فهم وإدراك المغزى والمعنى المُراد من أحاديث رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام.
- خامسًا: إظهار خرافات الكتب التي من شأنها الطعن في صلب العقيدة الإسلامية من الإسرائيليات التي تكذب على لسان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والله أعلم.
اقرأ أيضًا:
المصادر: