يشتمل حديث اغتنم خمسا قبل خمس على خمس مواعظ ووصايا قدمها نبي الله محمد عليه السلام لكافة المسلمين، وذلك لنيل السعادة والراحة في حياتهم، ولذلك يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال شرحًا تفصيليًا لهذا الحديث.
حديث اغتنم خمساً قبل خمس
شرح حديث اغتنم خمساً قبل خمس
الشباب قبل الهرم
يجب على المؤمن أن يستغل شبابه وقوته في عبادة الله سبحانه وتعالى، والتقرب إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسير على سنة رسول الله، وذلك قبل أن يهرم ويصبح غير قادر عن آداء العبادات، ويشار بأنّه ذكر في حديث آخر أنّ الشباب الناشئين على عبادة الله تعالى سيكونون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
الصحة قبل المرض
تعتبر الصحة هي من نعم الله تعالى على عباده، وهي مكسب وغنيمة لكلّ من استغلها في آداء العبادات، والتقرب إلى الله سبحانه، ويكون ذلك ببذل النفس للجهاد في سبيل إحقاق الحق، ورفع كلمة الله ورسوله، أو بمساعدة المرضى والعاجزين، بالإضافة إلى العمل الشريف وعدم الحاجة إلى الآخرين.
الإنفاق قبل الفقر
يعني ذلك أن ينفق الإنسان على نفسه وعلى أهله، وأن يتصدق بالمال الذي أنعم الله تعالى به عليه، ويبتعد عن البخل وحرمان النفس، فمن سنن هذه الحياة أن يفارق الإنسان المال، أو أن يفارق المال صاحبه، فعلى المؤمن أن يستمتع بماله قبل أن يفقر أو أن يموت.
الفراغ قبل الانشغال
يجب على الإنسان المسلم أن يستغل وقت فراغه في عبادة الله تعالى، كالصلاة، والتسبيح، والاستغفار أو التهليل، وذلك بدلاً من قضاء الوقت في الأماكن الملهية عن ذكر الله، كالملاهي الليلية، أو السهرات، أو الاستماع إلى الأغاني ومشاهدة برامج التلفاز، فمن يقوم بالأعمال السابقة يخسر وقته ويضيع أجره، وبالتالي يشعر بالخيبة والندامة والحسرة عندما يكون بين يدي ربه، ويطلب العودة إلى الحياة الدنيا ليقوم بما يرضي الله ويسعده.
الحياة قبل الموت
يجب على المسلم استغلال حياته على هذه الأرض في أعمال الخير التي من شأنها تقريبه من الله سبحانه وتعالى قبل أن يموت ويصبح في قبره وحيداً، لا يفيده سوى عمله، حيث ذكر ذلك في أحد أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ ، أو صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ) [صحيح]، والصدقة الجارية هي العمل الصالح للإنسان.
تعليق السلف على هذا الحديث
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله : ” يعني أن هذه الخمس أيام الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة هي أيام العمل والتأهب والاستعداد والاستكثار من الزاد فمن فاته العمل فيها لم يدركه عند مجيء أضدادها ولا ينفعه التمني للأعمال بعد التفريط منه والإهمال في زمن الفرصة والإمهال فإن بعد كل شباب هرما وبعد كل صحة سقما وبعد كل غنى فقرا وبعد كل فراغ شغلا وبعد كل حياة موتا فمن فرط في العمل أيام الشباب لم يدركه في أيام الهرم ومن فرط فيه في أوقات الصحة لم يدركه في أوقات السقم ومن فرط فيه في حالة الغنى فلم ينل القرب التي لم تنل إلا الغنى لم يدركه في حالة الفقر ومن فرط فيه في ساعة الفراغ لم يدركه عند مجيء الشواغل ومن فرط في العمل في زمن الحياة لم يدركه بعد حيلولة الممات فعند ذلك يتمنى الرجوع وقد فات ويطلب الكرة وهيهات وحيل بينه وبين ذلك وعظمت حسراته حين لا مدفع للحسرات” (( معارج القبول للحكمي 2 / 711 – 712 ))
قال الحافظ ابن حجر : ” العاقل ينبغي له إذا أمسى لا ينتظر الصباح وإذا أصبح لا ينتظر المساء بل يظن أن أجله مدركه قبل ذلك، ولا يعارض ذلك الحديث الماضي في الصحيح إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما لأنه ورد في حق من يعمل والتحذير الذي في حديث ابن عمر في حق من لم يعمل شيئاً فإنه إذا مرض ندم على تركه العمل وعجز لمرضه عن العمل فلا يفيده الندم وفي الحديث مس المعلم أعضاء المتعلم عند التعليم والموعوظ عند الموعظة وذلك للتأنيس والتنبيه ولا يفعل ذلك غالباً إلا بمن يميل إليه وفيه مخاطبة الواحد وإرادة الجمع وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيصال الخير لامته والحض على ترك الدنيا والاقتصار على ما لا بد منه ” (( فتح الباري 11 / 235 ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: