الأحاديث القدسية هي الصادرة من الله سبحانه و تعالى، وتدل هذه الأحاديث بشكل عام على رحمه الله تعالى الواسعة والتى شملت كل شيء، ونستعرض في هذا المقال أحاديث قدسية عن رحمة الله.
أحاديث قدسية عن رحمة الله
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- : “إنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: إني أُحِبُّ فلانًا فأَحبَّه، فيُحبُّه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ فلانًا فأَحِبُّوه، فيُحبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَع له القَبولُ في الأرضِ، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إني أُبغِضُ فلانًا فأَبْغِضْه، فيبغضُه جبريلُ، ثم ينادي في أهلِ السماءِ: إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأَبغِضوه، فيُبغِضونه، ثم يوضعُ له البغضاءُ في الأرض” (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء، الصفحة أو الرقم: 3/296 | خلاصة حكم المحدث : صحيح متفق عليه ))
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فيما روى عن اللهِ -تبارك وتعالى- أنَّهُ قال: يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَّالموا يا عبادي:
كُلكم جائع إلا من أطعمته فإستطعموني أطعمكم.
يا عبادى كُلكم عار إلا من كسوته فإستكسوني أكسكم .
يا عبادي كُلكم ضال إلا من هديته فإستهدونى أهدكم.
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فإستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2577 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح ))
جاء فى الحديث : إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يارب ، فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدي عنى؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي”.
يقول الله عز وجل : “إني لأجدني أستحى من عبدي يرفع إلي يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له ، فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدى”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/416 | خلاصة حكم المحدث : أشار في المقدمة إلى صحته ))
“ابن آدم خلقتك بيدي و ربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني ، فإذا رجعت إليّ تُبتُ عَليك فمن أين تجد إلهاً مِثلي وأنا الغفور الرحيم “.
“عبدى أخرجتك من العدم الى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل ، عبدي أسترك ولا تخشاني ، أذكرك وأنت تنساني ، أستحي مِنك وأنتَ لا تستحي مني”.
“أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني فى نفسة ذكرته فى نفسي ، و إن ذكرني فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم ، و إن تقرب إلى بشبرٍ تقربت إلية بذراعاً ، و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتاني يمشي أتيته هرولة”.
جاء فى الحديث إنه عند معصية آدم فى الجنة ناداه الله : “يا آدم لا تجزع من قولي لك “أخرج منها” فلك خلقتها ولكن إنزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلي وإنكسر فى حبي حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى.
قال الله تعالى: “يا آدم كنت تتمنى أن أعصمك؟ قال آدم نعم ، فقال الله عز وجل : “يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلي من أجود برحمتي وعلى من أتفضل بكرمي ، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر”.
“من أعظم مني جوداً ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ، ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه، أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟”.
تفسير حديث عن رحمة الله
بعد ذكر أحاديث قدسية عن رحمة الله يجدر ذكر أحد أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- النبوية وشرحه وتفسيره وذكر مناسبته، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “لما قضى اللهُ الخلقَ كتب في كتابِه، فهو عنده فوقَ العرشِ: إنَّ رحمتي غلبتْ غضَبي”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3194 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
جاء هذا الحديث وقفة تعليمية تربوية من الوقفات النبوية التي كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقوم بها تعليمًا لأصحابه الذين سيحملون الرسالة السماوية للإنسانية بعده وسيورثونها للأجيال بعدهم، وإنَّما مناسبة الحديث تشبه مناسبات الأحاديث الأخرى التي يكون فيها رسول الله جالسًا يحادث أصحابه ويعلمهم أمور دينهم، ويوضِّح لهم بعض المسائل الدينية المتعلقة برحمة الله تعالى وكرمه وعطفه سبحانه.
يبيِّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- للناس أجمعين رحمة الله سبحانه وكرمه وعطفة ورأفته، فيقول: إنَّ الله تعالى عندما كتب الأقدار وقضى على الخلق ما قضى جعل رحمته أكبر من عذابه وعفوه أعظم من سخطه وغضبه وإنَّما هذا دليل واضح على رحمة الله التي وسعت كلَّ شيء، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.
اقرأ أيضًا:
المصادر: