ثلاثة حق على الله عونهم
أشار الرسول صل الله عليه وسلم في حديث شريف إلى ثلاثة حق على الله عونهم فيما يرغبون في القيام به، وسنتاول في هذا المقال هؤلاء الفئات الثلاثة بالتفصيل.
ثلاثة حق على الله عونهم
“ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونهم : المجاهدُ في سبيلِ اللهِ ، والْمُكَاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ ، والناكحُ الذي يُرِيدُ العفافَ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1655 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
المجاهد في سبيل الله
يعرف الجهاد بأنّه المشقة والطاقة، ويعد فرض كفاية، فإذا عمل به من يكفي سقط الإثم عن الآخرين، وله إطلاقان في الشرع، وهما:
إطلاق خاص: ويقصد به بذل الجهد في قتال البغاة والكفار.
إطلاق عام: ويقصد به العمل بكل ما يحبه الله من عمل صالح، وإيمان، ودفع كلّ ما يبغضه من عصيان، وفسوق، وكفر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومجاهدة النفس في استقامتها، وكبح الغرائز التي تؤدي للانغماس في الشهوات المحرمة، والتزوّد من العلم الذي يوضح الطريق، وبذل المال في وجه الخير، ومجاهدة الشيطان للتخلّص من وساوسه، ولدفع ما يلقي في النفس من شهوات محرمة، وشبهات مضلة، والجهاد في سبيل الله، وقتال الكفار.
الجهاد في سبيل الله واحد من أفضل القربات لله، وأعظم الطاعات، وهو أفضل ما يمكن للمقربون والمتنافسون التنافس به بعد الفرائض، وذلك لما يترتب عليه من فوائد، أهمها:
- إعلاء كلمة الدين، ونصر المؤمنين
- قمع المنافقين، والكافرين، والتسهيل من انتشار الدعوة الإسلامية
- إخراج العباد من ظلمات الكفر لنور الإسلام
- نشر المحاسن الخاصة بالإسلام، وكل أحكامه العادلة بين البشر أجمعين، وغيرها من العواقب الحميدة، والمصالح الكثيرة للمسلمين
فضل الجهاد والمجاهدين
ورد فضل الجهاد والمجاهدين في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها:
- قال تعالى: “انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ” (( التوبة:41-45 ))
- قال تعالى بشأن فضل المجاهدين: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنََ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” (( التوبة:111 ))
المكاتب يريد الأداء
- المكاتب هي كلمة يقصد بها العبد الذي يرغب في فعل شيء لسيده، وقام بمكاتبته على ذلك
- لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالكتابة لأنّها تعد صلاح في تقويم دينهم ودنياهم، ومن يقوم بالتفرغ لدينه ودنياه يعينه الله عز وجل، ويرزقه من حيث لا يدري، ولا يحتسب، قال تعالى: (فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا) [النور :33]
- المكاتب أيضا تعني العبد الذي يرغب في شراء نفسه من سيده رغبةً منه بالحرية، والعيش في كرامة
- أما معنى مكاتب يريد الأداء، العبد الذي يرغب أن يسدد دينه الخاص من مصاريف الزكاة، فهو من الأشخاص الذين تجب إعانتهم من الله.
الناكح الذي يريد العفاف
- قال الطيبي: أن العفاف من الأمور الشاقة التي يجب على الإنسان أن يجاهد نفسه من أجل الحصول عليها، فهي تقصم ظهر الإنسان لولا عون الله سبحانه وتعالى له، فقمع الشهوة من الأمور الصعبة جدا حيث أن سيطرتها على الإنسان ووقوعه في المعصية تقوده لأسفل السافلين، أما إذا استعف الإنسان، وتداركه عون الله سبحانه وتعالى فهو سيرقى بعون الله إلى أعلى عليين، ومنزلة الملائكة، وأعلى عليين.
- تحتاج المرأة مثلها مثل الرجل لعون الله من أجل قمع شهوتها وكبح غرائزها، فإذا قصد كلا النوعين النكاح من أجل أن يعفو نفسهم أعانهم الله تعالى على ذلك
- تعرف العفة بأنها تنزيه النفس، وصونها بعيدا عن كل ما نهى الله عنه من أجل تجنب الرذائل
فوائد العفة
- حماية المجتمع المسلم من الفواحش، حيث أن المجتمع العفيف يكون بعيداً جدا عن الرذائل.
- يظلّ الله سبحانه وتعالى العفيف في ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله.
- ينجي الله عزوجل العفيف من الابتلاءات، المصائب، والضيق.
اقرأ أيضًا:
المصادر: