أسباب نزول سورة الناس

سورة الناس هي السورة الأخيرة في ترتيب المُصحف الشريف حيث تقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وقد نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق، وتُعرف بأنّها من المعوذتين وهما: “سورة الناس وسورة الفلق”، وعدد آيات هذه السورة ستُّ آيات. يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الناس وسبب تسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة الناس

أسباب نزول سورة الناس

نزلت سورة الناس لتكون رقية للرسول -عليه الصلاة والسلام-، بسبب قصة غلام من اليهود كانَ يخدم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فجاء اليهود إلى هذا الغلام وطلبوا منه شيئًا من مشاطة النبيّ -عليه السلام-، وبعضًا من أسنان مشطه، فأعطى هذا الغلام لرجلٍ اسمه لبيد بن الأعصم ما أخذَه من أثر الرسول كي يعمل له سحرًا، فسحر رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكان سحره على ما أخذ من مشط الرسول -عليه السلام- من أسنان بالإضافة إلى المشاطة، ومعقود في إحدى عشر عقدة وغرز هذه العقد بالإبر، حيث دسّ هذا السحر في بئر يقال لها بئر ذروان، وهو بئر ماء لبني زريق، فمرض الرسول -عليه السلام- مرضًا شديدًا، وانتثر شعر رأسه.

مَرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضًا شَديدًا، فأتاه مَلَكانِ، فقَعَدَ أحَدُهما عِندَ رأْسِه، والآخَرُ عِندَ رِجلَيْه، فقال الذي عِندَ رِجلَيْه للذي عِندَ رأْسِه: ما تَرى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ؟ قال: سُحِرَ. قال: ومَن سحَرَه؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعصَمِ اليَهوديُّ. قال: أينَ هو؟ قال: في بِئرِ آلِ فُلانٍ، تَحتَ صَخرةٍ في رَكيَّةٍ، فأْتُوا الرَّكيَّةَ فانزَحوا ماءَها، وارفَعوا الصَّخرةَ، ثمَّ خُذوا الرَّكيَّةَ، وأَحْرِقوها. فلمَّا أصبَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ عَمَّارَ بنَ ياسِرٍ في نَفَرٍ، فأتَوُا الرَّكيَّةَ فإذا ماؤُها مِثلُ ماءِ الحِنَّاءِ، فنَزَحوا الماءَ، ثمَّ رَفَعوا الصَّخرةَ، وأخرَجوا الرَّكيَّةَ وأَحْرَقوها، فإذا فيها وَتَرٌ فيه إحدى عشْرةَ عُقدةً، وأُنزِلَتْ عليه هاتانِ السُّورَتانِ، فجعَلَ كلَّما قَرأ آيةً انحَلَّتْ عُقدةٌ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…}. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : لباب النقول، الصفحة أو الرقم: 347 | خلاصة حكم المحدث : لأصله شاهد في الصحيح بدون نزول السورتين وله شاهد بنزولهما ))

هل سورة الناس مكية أم مدنية؟

اختلف العُلماء في كون سورة الناس مكيّةً أم مدنية؛ حيث ذهب فريقٌ منهم إلى القول بأنها مدنية كسورة الفلق التي تسبقها من حيث ترتيب المصحف، وإلى هذا القول ذهب عبدال له بن عباس رضي الله عنه، بينما يرى فريقٌ آخر أنَّ سورة الناس مكيّةٌ لا مدنية، وقد قال بهذا من أهل العلم قتادة.

سبب تسمية سورة الناس

سبب تسمية سورة الناس

سورة الناس بدأت بقوله تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”، ومثلها مثل باقي السور التي لم يرد في تسميتها حديث شريف، وإنما سُميت باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، والذين كانوا يُطلقون على السور أسماء بحسب ما يرد فيها من موضوع، وسورة الناس بدأ بذكر الناس وأنّ الله تعالى هو ربّ الناس، فسميت سورة الناس.

فضل سورة الناس

فضل سورة الناس

على الرّغم من أنّ سورة الناس من قصار السور، إلّا أنّ فضلها عظيم؛ لأنّها تُعدّ من السورة التي يرقي بها المسلم نفسه فينال بركتها وتحميه من الوساوس ونزغ الشيطان وشر الجنّ والإنس، لذلك يجب الإكثار من قراءتها في الصباح والمساء وقبل النوم، وقراءتها على الأطفال الصغار لتحصينهم بها هي وسورة الفلق وسورة الإخلاص، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية كثيرة منها ما يأتي:

  • كان جبريل -عليه السلام- يقرأ سورة الناس والفلق ويقول للنبي في مرضه: “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك” حتى انحلّت آخر عقدة ووجد في نفسه خفة بانحلال العقدة الأخيرة من هذا السحر، فقام كأنه نشط من عقال. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2186 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
  • قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “يا عقبة ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، { قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}”. (( الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2861 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
  • تكفي من يقرأها همّ يومه، إذ أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقراءة المعوذتين والإخلاص مع أذكار الصباح والمساء، فقد ورد في الحديث الشريف عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: “قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء”. (( الراوي : عبدالله بن خبيب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3575 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
  • كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ هذه السورة يوميًّا قبل أن يأوي إلى فراشه، ففي حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ “قل هو الله أحد” والمعوذتين، ثم مسح ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثًا”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5017 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
  • عن عبدِ اللهِ بنِ الأَسْلَميِّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يَدَه على صَدرِه، ثم قال: قُلْ. قال: فلم أدْرِ ما أقولُ. ثم قال لي: قُلْ. قُلتُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ…}، ثم قال لي: قُلْ. قال: قُلتُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ…}؛ حتى فرَغتُ، ثم قال لي: قُلْ. قال: قُلتُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…}؛ حتى فرَغتُ منها. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هكذا تعَوَّذوا، فما تعَوَّذَ المُتَعَوِّذونَ بمِثلِهنَّ قَطُّ. (( الراوي : عبدالله بن الأسلمي | المحدث : النسائي | المصدر : السنن الكبرى، الصفحة أو الرقم: 7796 | خلاصة حكم المحدث : ورد بلفظ أقوى من هذا ))
  • مَن قَرأ بعدَ صلاةِ الجُمُعةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ…}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ…}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…}، سَبعَ مَرَّاتٍ، أعاذَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ بها مِن السُّوءِ إلى الجُمُعةِ الأُخرى. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية، الصفحة أو الرقم: 4/233 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف ))

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الفاتحة

أسباب نزول سورة البقرة

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *