أسباب نزول سورة الضحى

تتحدث سورة الضحى حول محورٍ مهم وهو شخصية الرسول -عليه الصلاة والسلام-، حيث تؤكّد له أن الله تعالى الذي رعاه وأيّده بنصره في الشدائد السابقة، لن يتركه الآن، وسيكون معه دائمًا، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الضحى ومكان نزولها بالإضافة إلى سبب تسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة الضحى

أُصيب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالهمّ والغمّ في بداية دعوته؛ لانقطاع الوحي؛ أي جبريل عنه خمس عشرة ليلةً؛ لحكمةٍ عَلِمها الله -عزّ وجلّ-، وقيل انقطع الوحي اثني عشر يوماً، وقيل خمسة وعشرين يوماً، وقيل أربعين يوماً، فبدأ كفّار قريش، ومنهم زوجة أبو لهب وقال له: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ – أوْ ثَلَاثَةٍ – فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}. (( الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4950 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

فضل سورة الضحى

روي أنَّ جَرْوًا دخلَ البيتَ ودخلَ تحتَ السَّريرِ وماتَ فمكثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيَّامًا لا ينزِلُ عليه الوحْيُ فقال يا خولَةُ ما حدَثَ في بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جبريلُ لا يَأْتِينِي فهَلْ حدَثَ في بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حدَثٌ فقُلْتُ ما أتى علَيْنَا يومٌ خيرٌ من يومِنا فأخذَ بُرْدَهُ فلَبِسَهُ وخرَجَ فقلْتُ لو هَيَّأْتِ البيتَ وكنستِهِ فأهويْتُ بالمِكْنَسَةِ إلى السريرِ فإذا شيءٌ تحْتَ ثقيلٌ فلم أزلْ حتَّى أخْرَجْتَهُ فإذا جروٌ ميِّتٌ فأخذْتُهُ بِيَدِي فأَلْقَيْتُهُ خلفَ الدارِ فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ وكان إذا أتى الْوَحْيُ أخذَتْهُ الرِّعْدَةُ فقال يا خولَةُ دَثِّريني فأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ وَالضُّحَى واللَّيلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى. (( الراوي : جدة حفص القرشي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/141 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أم حفص لم أعرفها‏‏ ))

عُرِض علَيَّ ما هو مفتوحٌ لِأُمَّتي بعدي فسرَّني فأنزَل اللهُ تعالى {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى: 4] إلى قولِه {فَتَرْضَى} [الضحى: 5] أعطاه اللهُ في الجنَّةِ ألفَ قصرٍ مِن لؤلؤٍ ترابُها المِسكُ في كلِّ قصرٍ ما ينبغي له. ((  الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 1/179 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا مروان ))

هل سورة الضحى مكية أم مدنية؟

في القرآن الكريم مئة وأربع عشر سورة، منها سور مكية ومنها سور مدنية، وبعض هذه السور تضم آيات مكية وآيات مدنية، وتُعدّ سورة الضحى من السور المكية التي نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة، حيث نزلت بعد سورة الفجر، وترتيبها في القرآن الكريم ثلاثة وتسعون، وعدد آياتها إحدى عشر آية.

سبب تسمية سورة الضحى

سبب تسمية سورة الضحى

معظم سور القرآن الكريم سُمّيت بناءً على اجتهادٍ من الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولم يرد في تسميتها أحاديث نبوية شريفة، ومعظم السور سمّيت بناءً على موضوعها الذي تحدثت فيه، فسورة البقرة مثلًا سميت بهذا لذكر البقرة فيها، وسورة المائدة لذكر المائدة، وسورة الأنعام كذلك، أما بالنسبة لتسمية سورة الضحى، سميت سورة الضحى بهذا الاسم لأنّ الله تعالى أقسم بالضحى في هذه السورة وافتتحها بهذا القسم، فسميت بناءً على هذا سورة الضحى.

فضل سورة الضحى

أسباب نزول سورة الضحى

لم يرد في فضل سورة الضحى حديث صحيح، إلّا أنّه يستحب التكبير عند الانتهاء من سورة الضحى وكل سورة بعدها حتى يختم القرآن في إحدى القراءات العشر وهي قراءة ابن كثير؛ والحكمة من التكبير أن فيه إظهار فرحٍ بعودة الوحي إلى النبي بعد انقطاعه كما سيرد لاحقاً.

يجدر بالذكر أنه لم يرد دليلٌ على قراءة سورة الضحى عند فقدان شيء أو ضياعه، فالأولى ترك تخصيص قراءة السورة بشيء لم يرد عليه دليل أو نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما من ناحية العموم فيجوز قراءة القرآن على سبيل التوسل إلى الله -سبحانه- لقضاء الحوائج، فذلك من التوسل بالعمل الصالح وهو مشروع.

يجب أيضًا أن نُشير إلى أن فضل هذه السورة يتمثل في كونها تضمّ آياتها طمأنةً للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وتبيّن له لطف الله وكرمه في الشدائد وكيف أنّ الله تعالى لم يترك نبيه سابقًا وقت الشدائد فلن يتركه الآن، وأن انقطاع الوحي عنه لم يكن هجرانًا من الله له، وإنما هو مثل ظاهرتَيْ الضحى والليل إذا سجى، فالليل عندما يكون في عزّ سجاه يأتي وقت الضحى ويبدأ استئناف العمل، وفي هذا حكمة عظيمة هي أنّ الرسول -عليه السلام- لم يأتِ بآية إلا بأمر الله.

تلفت هذه السورة نظر النبي -عليه السلام- والمسلمين من بعده إلى لطف الله الخفي وكيف أنه اصلح دنيا نبيه وهداه لآخرته، وفي ختام هذه السورة توجيهٌ وهو عدم قهر اليتيم والتحدث بنعم الله تعالى، لأن الحديث بنعم الله يُوقظ القلوب، ومن فضل هذه سورة الضحى أنّها تدعو المؤمن إلى النظر إلى لطف الله تعالى به، وكيف أنّه يُنقذ عبده في كل وقت ويهديه.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة النجم

أسباب نزول سورة يوسف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *