تُعدّ سورة الشمس السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تشتملُ على أكبر عددٍ من الأشياء المُقسم عليها إذ أقسم الله -عزّ وجل- في آيات هذه السورة بسبع آياتٍ كونيّةٍ هي: الشمس، والليل، والقمر، والنهار، والأرض، والسماء، والنَّفس، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الشمس وتسميتها، بالإضافة إلى فضلها.
أسباب نزول سورة الشمس
القرآن الكريم بجميع سوره وآياته نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- أحيانًا لسببٍ ما مرتبطًا بحادثةٍ أو خبرٍ أو أمرٍ غيبيٍّ وتارةً أخرى دون سببٍ وإنما للإخبار وأخذ العبرة أو نسخ بعض الآيات السابقة أو للوعد والوعيد وغيرها من الأغراض ومن هذه السُّور سورة الشمس التي لم يرد في كُتب أهل الحديث ما يُشير إلى وجود سببٍ لنزول آيات السورة ومن هؤلاء الواحدي في كتابه أسباب النزول والسيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول.
نزلت سورة الشمس حتى تكمل ما أنهته السورة التي قبلها وهي سورة البلد حيث وضح الله عز وجل في آياتها مصير ونهاية الكفار يوم القيامة، عندما قال الله تعالى في ختام السورة ”ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَة * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ”، ثم بين في سورة الشمس أن عقاب هؤلاء الكفار هو الهلاك عندما قال الله تعالى” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”.
يُعتبر عرض قصة قوم صالح وقومه من أهم أسباب نزول سورة الشمس، حيث بعث الله سبحانه وتعالى نبيه صالح عليه السلام إلى قبيلة ثمود حتى يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأهداه بآية تدل على صدق نبوته، وكانت ناقةٌ عظيمة طلبها قوم ثمود من نبي الله صالح، وعندما أمرهم نبي الله صالح ألا يعترضوا الناقة ولا يمسوها بسوء، كان قوم ثمود من الطاغين وكذبوا بهذه الآية وعقروا الناقة، فأهلكهم الله تعالى بذنبهم.
هل سورة الشمس مكية أم مدنية؟
سورة الشمس من السّور المكية المفصَّلية ومن قصار السُّور إذ يبلغ عدد آياتها خمس عشرة آيةً وترتيبها الحادية والتسعين بحسب المصحف العثمانيّ أما عدد آياتها بحسب المصحف المكيّ فَسِتّ عشرة آيةً، ونزلت بعد سورة القدر وتقع في الربع السادس من الحزب الستين في الجزء الثلاثين، وهي من السور التي تفتتح آياتها بالقسم.
سبب تسمية سورة الشمس
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم نسبةً إلى أول الأشياء المُقسم بها في هذه الآيات ألا وهي الشمس؛ فالشمس أكبر الأجرام السماوية على الإطلاق وهو نجمٌ عملاقٌ ثابتٌ تتعلق وترتبط وتدور في فلكه كافة الكواكب والأجرام السماوية عن طريق ما يُعرف علميًّا بخيوط الجاذبية، وهي عظيمةٌ في ذاتها كونها تطلق الحرارة والنور إلى غير ذلك من فوائدها العظيمة وهي من أكبر الدلائل على قدرة الخالق لذا افتُتحت بها السورة وسُميت بها.
يُطلق عليها اسم سورة الشمس وضحاها نسبةً إلى آية السورة الأولى والبخاري ممن أطلق عليها هذا الاسم في صحيحة تمييزًا لها عن سورة إذا الشمس كورت والمعروفة بالمصحف العثماني بسورة التكوير.
فضل سورة الشمس
فضل سورة الشمس وقراءتها مرةً أو عدة مراتٍ في وقتٍ ما أو وقت محددٍ لأي غرضٍ؛ فلا أصل له ولا توجد لسورة الشمس أي خصوصيةٍ أو فضلٍ خاصٍّ بها دون سواها من سُور القرآن الكريم إلا ما عُرف وثبُت في الأحاديث الصحيحة من قرأ من آيات القرآن حرفًا فله عشر حسناتٍ، لكن الأحاديث التي ارتبطت بآيات سورة الشمس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرّ على قوله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” قال: “اللهمَّ إيتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/113 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير صالح بن سعيد الراوي عن عائشة وهو ثقة ))
وورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على استحباب قرائتها في الصلاة:
“كان مُعاذُ بنُ جَبَلٍ يُصَلِّي بقَومِه، فدخَلَ حَرَمَ المسجِدِ وهو يُريدُ أنْ يَسقيَ نَخلَه، فصَلَّى مع القَومِ، فلمَّا رأَى مُعاذًا طَوَّلَ بهم تَجَوَّزَ في صَلاتِه ولَحِقَ بنَخلِه يَسقيه، فلمَّا قضَى مُعاذٌ الصَّلاةَ ذُكِرَ له ذلكَ، فقال: إنَّه مُنافِقٌ. فبلَغَ ذلكَ الرجُلَ، فجاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُعاذٌ عندَه، فذكَرَ له ذلكَ، فأقبَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مُعاذٍ، فقال: أفَتَّانٌ أنتَ؟ مَرَّتينِ، اقرَأْ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى…} [سورة الأعلى]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا…} [سورة الشمس]، ونَحوَهما”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 1/465 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هناك بعض الأحاديث الموضوعة التي تتعلق بفضل سورة الشمس مثل حديث:
“من صلى يوم الفطر بعد ما يصلي عيده أَربع ركعاتٍ، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب و سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية والشمس وضحاها وفي الثَّالثة والضحى وفي الرابعة قل هو الله أحد، فكأنما قرأ كل كتاب أنزله الله على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم ونظفهم وكان له من الأجر مثل ما طلعت عليه الشمس، ويغفر له ذنوب خمسين سنة”. (( الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : موضوعات ابن الجوزي، الصفحة أو الرقم: 2/447 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: