أسباب نزول سورة الإنسان

تقع سورة الإنسان في الرّبعيْن السابع والثامن من الحزب الثامن والخمسين من الجزء التاسع والعشرين وترتيبُها السادسة والسبعون بحسب المصحف العثمانيّ، ويبلغ عدد آياتها إحدى وثلاثين آيةً، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الإنسان وموضع نزولها بالإضافة إلى توضيح سبب تسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة الإنسان

“هَلْ أَتَى عَلَى الإنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ

ورد في سبب نزول سورة الإنسان أنَّ علِيًا رضِي اللَّهُ عنهُ كان أعبدَ النَّاسِ : يصومُ النَّهارَ ، ويقومُ اللَّيلَ ، ومنه تَعلَّمَ النَّاسُ صلاةَ اللَّيلِ ونوافِلَ النَّهارِ ، وأكثَرُ العباداتِ والأَدعيةِ المأثورةِ عنه تستوعِبُ الوقتَ، ولم يُخِلَّ في صلاةِ اللَّيلِ – حتَّى في ليلةِ الهَريرِ. وقال ابنُ عبَّاسٍ : رأيتُهُ في حربِهِ وهو يَرقبُ الشَّمسَ ، فقُلتُ : يا أميرَ المؤمنينَ ماذا تصنَعُ ؟ قال : أَنظرُ إلى الزَّوالِ لِأُصَلِّيَ . فقلتُ : في هذا الوقتِ ؟ فقال : إِنَّمَا نقاتِلُهم علَى الصَّلاةِ . فلمْ يغفَلْ عن فِعلِ العبادَاتِ في أوَّلِ وقتِها في أصعَبِ الأوقَاتِ . وجمعَ بينَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ ، وتصدَّقَ وهوَ راكِعٌ ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى فيه قُرآنًا يُتلى: “هَلْ أَتَى عَلَى الإنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ”. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : ابن تيمية | المصدر : منهاج السنة، الصفحة أو الرقم: 7/495 | خلاصة حكم المحدث : هذا الكلام فيه من الأكاذيب المختلفة ما لا يخفى إلا على أجهل الناس بأحوال القوم ))

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”

"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"

عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، ثمَّ ذكَرَ ما مضمونُه: أنَّ الحسَنَ والحُسَينَ مرِضا، فعادَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعادَهما عامَّةُ العرَبِ، فقالوا لعليٍّ: لو نذَرتَ! فقال عليٌّ: إنْ بَرَآ ممَّا بهما صُمتُ للهِ ثلاثةَ أيَّامٍ. وقالتْ فاطمةُ كذلكَ، وقالتْ فِضَّةُ كذلكَ، فألبَسَهما اللهُ العافيةَ، فصاموا.

وذهَبَ عليٌّ فاستَقْرضَ مِن شَمْعونَ الخَيْبريِّ ثلاثةَ آصُعٍ مِن شَعيرٍ، فهيَّئوا منه تلكَ الليلةَ صاعًا، فلمَّا وضَعوه بينَ أيديهم للعَشاءِ، وقَفَ على البابِ سائلٌ، فقال: أَطْعِموا المسكينَ، أطعَمَكم اللهُ على موائدِ الجنَّةِ. فأمَرَهم عليٌّ فأَعْطَوْه ذلكَ الطعامَ، وطَوَوْا، فلمَّا كانَتِ الليلةُ الثانيةُ صنَعوا لهم الصاعَ الآخَرَ، فلمَّا وضَعوه بينَ أيديهم وقَفَ سائلٌ فقال: أَطْعِموا اليَتيمَ، فأَعْطَوْه ذلكَ وطَوَوْا، فلمَّا كانَتِ الليلةُ الثالثةُ قال: أَطْعِموا الأَسيرَ، فأَعْطَوْه، وطَوَوْا ثلاثةَ أيَّامٍ وثلاثَ ليالٍ. فنزلت هذه الآيات في حقهم. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم: 5/286 | خلاصة حكم المحدث : إسناده مظلم ))

هل سورة الإنسان مكية أم مدنية؟

اختلف أهل العلم في كونها سورةً مكيةً أم مدنيةً لكن الأقول الأرجح بمكيتها كون هذا هو اللائق والمناسب للموضوعات التي تطرقت لها السورة كجدل المشركين للرسول -عليه الصلاة والسلام- لثنيه عن تبليغ الرسالة، والوصية بالصبر والصلاة والتقرب إلى الله إلى جانب ذِكر اليوم الآخر وتفصيل الجنة وما فيها وكل هذا من شأن السُّور المكية.

سبب تسمية سورة الإنسان

سبب تسمية سورة الإنسان

سورة الإنسان من السُّور القرآنية التي اختلفَ العلماء حول اسمها؛ فكانت تُسمى في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم- باسم سورة هل أتى على الإنسان نسبةً إلى افتتاحية السورة:”هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا”، كما سُميت أيضًا اختصارًا باسم سورة هل أتى.

تُعرف سورة الإنسان في بعض المصاحف بسورة الدهر نظرًا لورود كلمة الدهر في آيتِها الأولى، وتسمّى بسورة الأمشاج لورود هذه الكلمة في آيتها ولم ترد في موضعٍ آخر من القرآن: “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرً”. وهذه الآية موضع ارتباط سورة الإنسان بسورة القيامة سابقتها التي اختتمت آياتها بالحديث عن خلق الإنسان من نطفةٍ.

يُطلق على سورة الإنسان أيضًا اسم سورة الأبرار لحديث الآيات عن الأبرار وما ينتظرهم من النعيم في الجنان وهو تفصيل ما جاء في سورة القيامة التي تحدثت عن يوم القيامة دون تفصيلٍ للثواب والجزاء في ذلك اليوم العظيم، وتُسمّى في غالبية المصاحف باسم سورة الإنسان وسُميت بهذا الاسم لإخبارها عن الإنسان وأحواله منذ أن يكون أمشاجًا في رحم أمه، ثم ما يلاقيه في حياته الدنيا واتباع أحد الطريقيْن الهداية أم الضلال ووصوله للآخرة وما ينتظره فيها من النعيم أو الحجيم.

فضل سورة الإنسان

سورة الإنسان من السُّور القرآنية التي أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على ذِكرها في الأحاديث النبوية التي ثَبُت صحتها؛ فقد كان رسولُ اللهِ يقرَأُ في صلاةِ الصُّبحِ يومَ الجُمعةِ {الم * تَنْزِيلُ} و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، وفي صلاةِ الجُمعةِ سورةَ الجُمعةِ و{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 2/101 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن شعبة عن الحكم إلا محمد بن يزيد تفرد به محمد بن حسان ))

أمّا فيما يتعلق بفضلِ سورة الإنسان وأنّ قراءتها يوميًّا قبل النوم سببٌ في التخلص من الكوابيس والأحلام المزعجة وسببٌ في جلب الرؤى والأحلام السعيدة فلا أصل له.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة المنافقون

أسباب نزول سورة السجدة

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *