سورة التحريم من السور متعددة المضامين حيث أنها تشتمل على عتاب النبي وتوجه الأمر للمسلمين لحماية أنفسهم وأهليهم من جهنم وذلك بطاعة الله ورسوله، كما حثت السورة على التوبة الخالصة، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة التحريم.
أسباب نزول سورة التحريم
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ”
كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، فَكانَ إذَا صَلَّى العَصْرَ دَارَ علَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو منهنَّ، فَدَخَلَ علَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ ممَّا كانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عن ذلكَ، فقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِن قَوْمِهَا عُكَّةً مِن عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ منه شَرْبَةً، فَقُلتُ: أَما وَاللَّهِ لَنَحْتَالَنَّ له، فَذَكَرْتُ ذلكَ لِسَوْدَةَ، وَقُلتُ: إذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، فإنَّه سَيَدْنُو مِنْكِ، فَقُولِي له: يا رَسولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فإنَّه سَيقولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي له: ما هذِه الرِّيحُ؟ وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَشْتَدُّ عليه أَنْ يُوجَدَ منه الرِّيحُ، فإنَّه سَيقولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي له: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ له، وَقُولِيهِ أَنْتِ يا صَفِيَّةُ.
فَلَمَّا دَخَلَ علَى سَوْدَةَ قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لا إلَهَ إلَّا هو لقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ بالَّذِي قُلْتِ لِي، وإنَّه لَعَلَى البَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قالَ: لَا، قالَتْ: فَما هذِه الرِّيحُ؟ قالَ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، قالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلتُ له: مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ دَخَلَ علَى صَفِيَّةَ، فَقالَتْ بمِثْلِ ذلكَ، فَلَمَّا دَخَلَ علَى حَفْصَةَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا أَسْقِيكَ منه؟ قالَ: لا حَاجَةَ لي بهِ. قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللَّهِ لقَدْ حَرَمْنَاهُ، قالَتْ: قُلتُ لَهَا: اسْكُتِي، قال ابن عباس: فنزلت هذه الآية. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1474 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما”
في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا قال دخلت حفصةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِها وهو يطأُ ماريةَ فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تُخبرِي عائشةَ حتى أُبشرَك ببشارةٍ إنَّ أباك يلِي مَن بعدَ أبي بكرٍ إذا أنا مِتُّ.
فذهبت حفصةُ فأخبرت عائشةَ أنها رأت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يطأُ ماريةَ وأخبرتها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبرَها أن أبا بكرٍ يلِي بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويلِي عمرُ بعدَه فقالت عائشةُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن أنبأَك هذا قال نبأنِيَ العليمُ الخبيرُ فقالت عائشةُ لا أنظرُ إليك حتى تحرمَ ماريةَ فحرَّمَها فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/181 | خلاصة حكم المحدث : فيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس ، وبقية رجاله ثقات ))
هل سورة التحريم مكية أم مدنية؟
سورة التحريم هي سورة مدنية نزلت على النبي الكريم بعد سورة الحجرات، عدد اَياتها اثنتي عشر اَية وتُعد اَخر سور الجزء الثامن والعشرين، تأتي بترتيب سور المصحف الشريف بعد سورة الطلاق وقبل سورة الملك.
سبب تسمية سورة التحريم
سُميت هذه السورة بالتحريم لأنها توضح شأن وموضوع التحريم الذي قام الرسول بتحريمه على نفسه دون أن يحرمه الله عليه، لذلك بدأت بأسلوب نداء للنبي الكريم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وفي التعمق بالاَية الكريمة يتبين الرفق بمُخاطبة الحبيب بمناداته بلفظ النبي وفي ذلك من البلاغة الكبيرة بتذكير الرسول بأنه قدوة وعليه التصرف وفق ذلك.
تسمى سورة التحريم أيضًا بسورة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد سميت بهذا الاسم في كتب التفسير والسنة، كما سميت أيضاً حسب رواية أبي ذرٍ الهروي الخاصة بصحيح البخاري باسم سورة ( اللّم تحرّم) بتشديد حرف اللام، وسميت سورة اللّم تحرّم في الإتقان، وقد سميت أيضاً في تفسير الكواشي بهمزة وصل وتشديد حرف اللام مكسوراً، وبفتح الميم وضم حرف التاء وتشديد حرف الراء مكسوراً بعدها حرف الميم على جملة (لم تحرّم)، حيث جُعلت بمكانة الاسم، ثم تم إدخال لام التعريف عليها مع إدغام اللامين، إضافةً لهذه التسميات فقد سماها الزبير بسورة (النساء).
اقرأ أيضًا:
المصادر: