أسباب نزول سورة الرحمن

سورة الرحمن هي إحدى سُور القرآن الكريم، وهي السورة الوحيدة التي بدأت باسم من أسماء الله الحُسنى دون أن يكون قبله كلام، وقد تكرّرت فيها الآية التي تُبيّن الامتنان والتعظيم لله في إحدى وثلاثين مرة، وهي قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الرحمن.

أسباب نزول سورة الرحمن

تختصّ كلّ سورة في القرآن الكريم بأسباب نزول خاصّة بها، وقد ذُكِرت في نزول سورة الرحمن عدّة أسباب، ومنها ما يأتي:

  • جاء في كتاب العظمة عن عطاء أنّ سورة الرحمن نزلت في أبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-؛ بسبب خوفه من الله -تعالى- عندما تذكّر أهوال يوم القيامة، والميزان، والجنّة، والنار؛ فكان يتمنّى لو أنّه لم يُخلَق أبداً، أو أنّه خُلِق نبتة خضراء تأكلها البهائم، فنزل قوله -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
  • جاءت سورة الرحمن ردّاً على قول المشركين الذي حكاه القرآن الكريم على لسانهم في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)؛ فجاءت السورة تُؤكّد صفة الرحمن وتثبتها، وأنّه هو الذي علَّمَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن الكريم.
  • جاءت سورة الرحمن ردّاً على قول المشركين إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يتعلّم القرآن الكريم من بَشَر، وذلك في قوله -تعالى- على لسانهم: (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ)؛ فجاءت السورة تُبيِّن أنّ الله -تعالى- هو الذي علّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القرآن الكريم.

هل سورة الرحمن مكية أم مدنية؟

أشار الإمام السيوطي إلى خلافٍ في سورة الرحمن، أهي مكية أم مدنية، إلا أنه بيّن أن الجمهور على مكيتها، وهو الصواب في رأيه، واستدل على ذلك بأدلة، قال: الجمهور على أَنَّها مكيّة، وهو الصواب.

سبب تسمية سورة الرحمن

الرحمن

سُميت سورة الرحمن بهذا الاسم لافتتاحها باسم “الرحمن”، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تبدأ باسمٍ من أسماء الله الحسنى، بحيث يكون هذا الاسم في أول كلمة منن السورة، واسم سورة الرحمن هو الاسم الصحيح لهذه السورة، وذلك كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة وفي كتب التفسير، ومن ذلك ما رواه القرطبي عن جابر قال: “خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه فقرأ سورة الرحمن”. ((الراوي : جابر بن عبد الله | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي، الصفحة أو الرقم: 20/111 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ويُطلق عليها أيضًا اسم “عروس القرآن”، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 7301 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))

فوائد من سورة الرحمن

فوائد من سورة الرحمن

ورد في فوائد سورة الرحمن أحاديث كثيرة، ومن هذه الأحاديث عن جابر رضي الله عنه: “خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ” (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3291 | خلاصة حكم المحدث : غريب ))

جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قارئ الحديد وإذا وقعت الواقعة والرحمن يدعى في ملكوت السماوات والأرض ساكن الفردوس”. (( الراوي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 4037 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))

التناسب بين سورة الرحمن وما قبلها وما بعدها من السور

هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة القمر التي سبقتها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:

جاءت سورة الرحمن مُفَصِّلَةً لِما جاء مُجمَلاً في نهاية سورة القمر؛ والدليل أنّها استخدمت الكلمات نفسها، ومن ذلك وَصف الله -تعالى- غير المُؤمنين بالمُجرمين في السورتَين؛ لاتِّصال المعنى بينهما؛ فقد جاء في سورة القمر قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ)، ولم يُفصَّل في ذلك، ثمّ جاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ)، وفيه بيّن الله -تعالى- جزاءهم بالتفصيل.

خُتِمت سورة القمر بقوله -تعالى-: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)، والرحمة صفة من صفات الله -تعالى- الملك القادر، والتي جعلها في كلّ شيء، وجاءت بداية سورة الرحمن بهذا الاسم؛ لتظهر السورتان وكأنّهما سورة واحدة.

هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة الواقعة التي تليها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:

تُعَدّ سورة الرحمن وسورة الواقعة مُتشابهتَين من حيث المواضيع؛ فقد تناولت كلتاهما مواضيع الجنّة والنار، وبعض أحداث يوم القيامة، قال -تعالى- في سورة الواقعة: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)، وجاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)، وجاء بعد ذلك في سورة الواقعة مظهر رَجِّ الأرض، وهو مُكمِّل للمَشهد السابق، فكأنّهما سورة واحدة.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة يس

معنى اسم الرحمن

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *