أسباب نزول سورة القمر

سورة القمر من سور المفصَّل وتُعدّ السورة السابعة والثلاثين في ترتيب النزول، والسورة الرابعة والخمسين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقع آياتها الخمسة والخمسين في الربعيْن الثالث والرابع من الحزب الثالث والخمسين من الجزء السابع والعشرين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة القمر.

أسباب نزول سورة القمر

“اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ”

سورة القمر

سبب نزول سورة القمر هو حدوث انشقاق للقمر في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ قالت قريش عن هذه الحادثة بأنها مجرّد سحر، وطلبت من الناس أن يسألوا رجلًا يُقال له ابن أبي كبشة، فلما سألوه قال: نعم قدر قد رأينا، فأنزل الله تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ”، حيث ضحدت هذه السورة الكريمة ادّعاءات قريش في قولهم عن حادثة انشقاق القمر بأنها سحر.

في سورة القمر خبرٌ مؤكد بأنّ موعد الساعة قد اقترب، ولهذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأ سورة القمر في الجموع الكبيرة مثل أيام الأعياد والجمع كي يُسمع للناس ما في هذه السورة من آيات نبوّة ودلائل واعتبارات، خصوصًا أنّ أهل مكة طلبوا من الرسول -عليهم الصلاة والسلام- أن يُريهم آية على دلالة نبوّته، فكانت هذه الحادثة، والمَعنيّ بهذه الحادثة في ذلك الوقت هم أهل مكة، أي قبيلة قريش وليس عامة الناس، ففي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنّ أهل مكةّ سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر. [1]

إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ

كان مُشركو قريشٍ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخالِفونَه في القدَرِ فنزَلتْ هذه الآيةُ. [2]

أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني قال : حدثنا جرير بن هارون قال : حدثنا علي بن الطنافسي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا بحر السقاء عن شيخ من قريش ، عن عطاء قال : جاء أسقف نجران إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر ، والبحار بقدر ، والسماء بقدر ، وهذه الأمور تجري بقدر ، فأما المعاصي فلا . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أنتم خصماء الله ” ، فأنزل الله تعالى : “إن المجرمين في ضلال وسعر” إلى قوله : “خلقناه بقدر.

هل سورة القمر مكية أم مدنية؟

هل سورة القمر مكية أم مدنية

سورة القمر من سور القرآن الكريم المكيّة بأكملها عندَ جمهور العلماء، نزلت على الرسول الكريم قبل الهجرة تقريبًا في السنة الخامسة من البعثة بعد سورة الطارق وقبل سورة ص.

سبب تسمية سورة القمر

سبب تسمية سورة القمر

سورة القمر مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم التي لم يرد حديث شريف في تسميتها، وإنّما سميت بأسمائها بغرض التمييز بينها، وكانت هذه التسمية باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، بحسب ما يرد في السورة من كلمة مميزة، وكما جرت العادة في تسمية السور، فإنّ سورة القمر سميت بهذا الاسم؛ لأنّها بدأت بوصف حادثة انشقاق القمر الذي يدلّ على اقتراب الساعة، وذلك بقوله تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ”، وتُسمى عند السلف، وفي كتب التفسير بسورة اقتربت الساعة أو سورة اقتربت وهي أول كلمةٍ في السورة.

فضل سورة القمر

لسورة القمر فضلٌ عظيم كما لجميع سور القرآن الكريم، ومن فضلها أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ سورة القمر في صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى، كما كان يقرأها في صلاة الفجرـ وقد روى مسلم عن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر؟ فقال: “كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر”. [3]

ومن فضل سورة القمر أنها تنذر الناس باقتراب موعد الساعة؛ فعلى الفطن اللبيب الاستعداد لهذا اليوم بالعمل الصالح: “عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ قال: نزلنا من المدائنِ على فرسَخٍ ، فلمَّا جاءت الجمعةُ حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ السَّاعةَ قد اقتربت ، ألا وإنَّ القمرَ قد انشقَّ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المضمارُ ، وغدًا السِّباقُ.

فقلتُ لأبي : أيستبِقُ النَّاسُ غدًا ؟ قال : يا بنيَّ إنَّك لجاهلٌ ، إنَّما يعني : العملُ اليومَ والجزاءُ غدًا ، فلمَّا جاءت الجمعةُ الأخرَى حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المِضمارُ وغدًا السِّباقُ ، ألا وإنَّ الغايةَ النَّارُ ، والسَّابقَ من سبق إلى الجنَّةِ. [4]

اقرأ أيضًا:

دعاء خسوف القمر مكتوب

أسباب نزول سورة ص

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4867 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6139 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []
  3. الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2820 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []
  4. الراوي : عبدالله بن حبيب أبو عبدالرحمن السلمي | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *