أسباب نزول سورة محمد

سورة محمد من السور المثاني في القرآن الكريم وتتمحور آياتها حول فكرة الجهاد في سبيل الله، يبلغ عدد آياتها ثمان وثلاثين آيةً، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة محمد.

أسباب نزول سورة محمد

سورة محمد لم تنزل على الرسول -عليه الصلاة والسلام- جملةً واحدةً وبالتالي فإنّ أسباب نزول السورة يكنْ لبضع آياتٍ وردت فيها ومنها قوله تعالى: “الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ” نزلت في أهل مكّة؛ فهم من كفروا بالله تعالى وحاربوا دعوته وحالوا بين الناس والدخول في الإسلام، أمّا قوله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ”؛ فنزلت في الأنصار.

“فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ”

سورة محمد

في معركة أُحد بينما رسول الله في الشِّعب وقد أثخنته الجراح وقال المشركون: أعل هُبل -اسم صنمٍ- وقال السلمون: الله أعلى وأجل؛ فقال المشركون: لنا العزى -اسم صنمٍ- ولا عُزّى لكم؛ فقال المسلمون بأمر رسول الله: “الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وأما قتلاكم ففي النار يعذبون”؛ فأنزل الله هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : التاريخ الكبير، الصفحة أو الرقم: 3/188 | خلاصة حكم المحدث : لا يثبت ))

“وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ”

وكأين من قرية

قال عنها أهل التفسير هي الآية الوحيدة في السورة مكية إذ نزلت في طريق الهجرة إلى المدينة حين قال الرسول عندما نظر إلى مكة وهو يغادرها: “أنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج عنك”؛ فنزلت الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد، الصفحة أو الرقم: 6/33 | خلاصة حكم المحدث : من أصح الآثار ))

“وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ”

نزلت هذه الآية في وصف حال المؤمنين والمنافقين عند الاستماع إلى آيات القرآن الكريم من الرسول؛ فالمؤمنون يسمعون ويعقلون أما المنافقون فيسمعون ولا يعقلون حتى إذا خرجوا من عند الرسول سألوا المؤمنون ماذا كان يقول قبل قليلٍ -أي الرسول-. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/256 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد))

هل سورة محمد مكية أم مدنية؟

سورة محمد من السور المدنية وهي السورة التي تحملُ اسم خاتم الأنبياء والمرسلين نزلتْ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد سورة الحديد وقبل سورة الرعد وترتيبها من حيث النزول السادسة والتسعون أمّا ترتيبها في المصحف العثماني فالسابعة والأربعون.

سبب تسمية سورة محمد

سبب تسمية سورة محمد

سُمّيت هذه السورة باسم محمد لورود اسم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في بداية السورة قبل أن يُذكر بالاسم مرة ثانيةً في سورة آل عمران قال تعالى:”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ”.

عُرفت في بعض كتب التفسير بسورة الذين كفروا لتطرُّق السورة بإسهابٍ عن الذين كفروا من الأعراب وغيرهم ومشروعية قتالهم وما يتعلق بهذا القتال من الأحكام لذا عُرفت في الكثير من كتب السُّنة والتفسير باسم سورة القتال أيضًا وقد يكون هذا الاسم مسمىً قرآنيًّا للسورة لورود اللفظ في قوله تعالى: “وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سورة فَإِذَا أُنزِلَتْ سورة مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ”.

فضل سورة محمد

لم ترِدْ في فضل سورة محمد أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ وحدها بل إنَّ كلَّ ما رودَ عبارة عن أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ لا أصلَ لها. ولكنَّ فضل سورة محمد كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله؛ كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 901 | خلاصة حكم المحدث : أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد ))

فضل سورة محمد أيضًا في العملِ بما جاءت به من أحكام وأوامر كتبها الله تعالى على عباده المسلمين في كتابِه الكريم، كالحثِّ على الجهاد في سبيل الله تعالى والبذل والتضحية في سبيله وأخذ العبرةِ والعظةِ من آياتِها الكَريمة.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الرعد

أسباب نزول سورة التوبة

أسباب نزول سورة الأنفال

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *